خبراء دوليون يسلّطون الضوء على دور الديمقراطية في محاربة التطرف و الإرهاب تفتتح اليوم بالجزائر ورشة دولية حول دور الديمقراطية في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب، بمشاركة خبراء دوليين في مجال مكافحة الإرهاب، وممثلين عن دول عديدة، و منظمات دولية وإقليمية وجهوية. يشرف وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، اليوم بقصر الأمم بنادي الصنوبر بالعاصمة على افتتاح ورشة دولية تحت موضوع "دور الديمقراطية في الوقاية ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب"، بمشاركة خبراء في مجال مكافحة الإرهاب من الجزائر وعدة دول، وكذا ممثلين لمنظمات دولية وجهوية وإفريقية، الذين سيتدارسون على مدى يومين كاملين الدور الذي من الممكن أن يلعبه إرساء الديمقراطية في محاربة التطرف والإرهاب في آخر المطاف. وقد سبق لعبد القادر مساهل وكذا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أن أعلنا عن تنظيم هذه الورشة منذ شهور، وهي تدخل في إطار التعريف بالتجربة الجزائرية المميزة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب و تأمين الحدود، وكذا الجهود التي تبذلها الجزائر في مكافحة هذه الآفة والتعريف بها. وستبين هذه الورشة الدولية وتدخلات الخبراء كيف أن البلدان التي ترسى فيها قواعد الديمقراطية وتعمل بشكل عاد ومحترم لا تسمح للحركات المتطرفة بالبروز والتأثير على المجتمع برمته، وتحد من ظواهر التعصب والعنف والإرهاب.ويأتي تنظيم هذه الورشة الدولية حول مكافحة التطرف والإرهاب في الجزائر في الوقت الذي يزداد فيه الاعتراف الدولي بالدور الذي تلعبه الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا و منطقة الساحل، وكذا صواب رؤيتها في هذا المجال، وهي التي نجحت إلى اليوم في مكافحة الإرهاب لوحدها على مدى عشرية كاملة خلال تسعينيات القرن الماضي، وكذا نجاحها في السنوات الأخيرة في الحد من تمدد الحركات والجماعات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل والصحراء الكبرى على غرار القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و»داعش» وغيرهما. وقد اعترف الموقع الأمريكي المتخصص في المسائل الأمنية «سيفر بريف» قبل أسبوع فقط بأن الجزائر شكلت و تشكل حاجزا حقيقيا أمام تمدد التنظيم الإرهابي المسمى «داعش» في شمال إفريقيا بفضل المستوى الأمني العالي الذي تتمتع به والقوة التي تملكها.وحسب دراسة نشرها الموقع المذكور فإن عناصر «داعش» لم يتمكنوا يوما من اختراق الحدود الجزائرية واللجوء إليها بفضل الموقف الحازم للجيش الجزائري وقوة حكومتها المركزية، خاصة بعد الهزيمة الكبيرة التي منيوا بها في ليبيا، والحصار الذي أطبق عليهم هناك، وتساءل عن الوجهة التي سيلجأ إليها عناصر هذا التنظيم؟.ويضيف ذات المركز في دراسته أن «داعش» فشل في الدخول إلى الجزائر بسبب المستوى الأمني العالي الذي تتمتع به البلاد، و أن جميع محاولات التنظيم لاختراق الحدود الجزائرية باءت بالفشل الذريع، وفي نفس الاتجاه ينبه الموقع إلى أن عددا قليلا من الجزائريين نجحوا في اللحاق بصفوف «داعش» في سوريا والعراق مقارنة بالمقاتلين الأجانب الآخرين، فضلا عن تمكن الجيش الجزائري من ضرب معاقل الإرهابيين في الجبال وغيرها والقضاء على عدد كبير منهم في ظرف قياسي، ليشدد في النهاية على ضرورة الاهتمام بالتجربة الجزائرية المميزة في مجال مكافحة الإرهاب، وهي البلاد التي واجهت هذه الآفة لمدة ثلاثة عقود كاملة لوحدها. والجزائر التي تملك تجربة فريدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف أبدت في أكثر من مناسبة استعدادها لتقاسم هذه التجربة مع من يرغب من دول العالم. كما حذرت في ذات الوقت، من خلق الظروف المواتية لتنامي هذه الظاهرة مثل التدخلات العسكرية الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول كما حصل في ليبيا التي غرقت في فوضى السلاح و الإرهاب، وهو ما كانت الجزائر قد حذرت منه مرارا، وتمسكت بضرورة ايجاد حل سياسي سلمي للأزمة الليبية، وهو ما أكد عليه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر قبل يومين في الجزائر، حيث عبر عن تقديره للدور الفعال الذي تلعبه الجزائر في حل الأزمة الليبية وكذا الدور الذي تقوم به من أجل حماية المنطقة من الخطر الإرهابي.