اجتماع الجزائر سيرسم إستراتيجية نفطية جديدة والأسعار سترتفع قبل نهاية العام الأزمة أعادت نفط أوبك إلى الواجهة وأبعدت المنتجين الجدد أكد الخبير الاقتصادي لدى المؤسسات المالية الدولية، محمد حميدوش، بأن اجتماع الدول المنتجة للنفط بالجزائر «يكتسي أهمية كبيرة» كونه سيجمع كبار المنتجين والفاعلين في السوق لرسم إستراتيجية نفطية جديدة ستظهر بشكل أوضح خلال الاجتماع العادي لدول «أوبك» في فيينا أواخر نوفمبر المقبل، وتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى حدود 50 إلى 55 دولار للبرميل نهاية السنة، على أن تصل إلى حدود 70 دولار خلال فصل الصيف المقبل قال الخبير الاقتصادي لدى البنك العالمي، محمد حميدوش، بأن تحقيق التوازن بين العرض والطلب واستقرار الأسواق هو الهدف الأسمى الذي يجب أن يلتف حوله المنتجون ويتعاونوا على تحقيقه وأن يتم الانطلاق بشكل قوي نحو تحقيق هذه الغاية من خلال اجتماع المنتجين في الجزائر. وأوضح حميدوش في تصريح للنصر بأن الهدف الأساسي من اجتماع الجزائر هو جمع كبار المنتجين والفاعلين في السوق النفطية حول طاولة واحدة. وأوضح المتحدث، أنه مهما كان القرار الذي سيخرج به الاجتماع، فإن النجاح الأول للقمة، هو جمع كبار المنتجين حول هدف واحد يتمثل في رسم إستراتيجية جديدة للتعامل مع أوضاع سوق النفط، استعدادا للاجتماع العادي لمنظمة «أوبك» المقررة في 29 نوفمبر المقبل، موضحا بأن التوجهات الحالية تشير إلى إمكانية ارتفاع الأسعار إلى حدود 50 أو 55 دولار للبرميل أواخر العام الجاري، على أن تصل الأسعار إلى حدود 60 دولارا مع نهاية السداسي الأول 2017، لتصل بعدها إلى حدود 70 أو 75 دولارا في فصل الصيف. وأكد المتحدث وجود رغبة جزائرية قوية في إنجاح الاجتماع وتضييق هوة الخلافات بين أعضاء «أوبك»، مشيرا إلى أن السوق متفائلة بشكل عام بالاجتماع وبقدرته على إحراز تقدم خاصة في ظل المشاركة الواسعة التي يحظى بها سواء من جميع الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» أو الدول غير الأعضاء وعلى رأسها روسيا. وأشار في السياق ذاته، إلى أن الاجتماع قد لا يخرج بقرار نهائي، ولكن الأهم في اللقاء هو الاتفاق حول سياسة مستقبلية بين الدول المنتجة تسمح بإعادة الاستقرار إلى السوق، موضحا بأن المتعاملين في السوق لديهم دراية بالتوجه العام الذي يسبق الاجتماع من خلال التصريحات التي صدرت على لسان أكثر من مسؤول، وعلى رأسهم المسؤولين في السعودية وروسيا وإيران، وهي تصريحات تترك الانطباع بأن القرار قد يترسم في الجزائر ويتخذ بشكل رسمي وعلني خلال قمة أوبك المقبلة. وقلل الخبير الاقتصادي، من شأن المخاوف التي تتحدث عن احتمال انهيار الأسعار، في حال فشل الاجتماع أو عدم اتخاذ قرار رسمي، مضيفا بأن السوق النفطية قد تعرف اضطرابات لفترة قد تدوم يومين أو ثلاثة، لكنها ستستقر فيما بعد وقد تشهد بعد ذلك الأسعار ارتفاعا كما كان الأمر عليه عقب فشل اجتماع الدوحة، حيث تراجعت الأسعار بعد فشل اللقاء، ثم استعادت السوق توازنها فيما بعد موضحا بأن المتعاملين في السوق لديهم مؤشرات يبنون عليها تعاملاتهم وهي إستراتيجية طويلة وليست ظرفية. وبخصوص وضع السوق النفطية قال المتحدث بأن الإستراتيجية التي وضعتها «أوبك» وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، بسيطة وتتمثل في ضخ كميات إضافية من النفط لاسترجاع ما تخسره في القيمة وذلك بغية استبعاد بعض الفاعلين والمنتجين الذين لديهم كلفة كبيرة على غرار كندا ونفط بحر الشمال والنفط الصخري الأمريكي، كون تكلفة استخراج النفط بها في حدود 40 دولار للبرميل، بينما تكلفة دول الخليج ما بين 9 إلى 13 دولار للبرميل، أما الجزائر فتقدر التكلفة ب 15 دولارا للبرميل.