بادر سيف لماذا هجرت الحبيبة والنهار لتعرف الفرق بين اخضرار الحقول وبين بذرة نلقيها في خضم الحصار لماذا تتذكر فصل الشتاء كلما انتهيت من صلاة المساء لكي أضع فاصلا بين الدخول في جدل غامض واحمرار الخلاء لماذا تدعني أكابد وحدي خدش الجلنار وأنا من ذكريات الرمال التي قد عرفت ومن نهايات الغسق؟ لماذا هجرت الضوء النابع من مجرة الذكريات الى نقطة بدء من ضبح العاديات لماذا تعيد سؤال تردده في الصلاة لماذا إذن كلما حل بنا فصل الورود تسامحنا عما بدر منا والسهر لتجعل كفة الأمس على شكل التواء النهر لما يصاب بداء الضمأ أنت وحيد ولا شكل لك لكنك تنسج من مخيلة العقبة منحدر للدموع تودع نرجسة الثغر لتسكنها لثغة صبح خنوع لماذا هجرت الحبيبة؟ هجرت الهدوء الى باحة من خيال السراخس وأنت ملفع بالأطلسين .. وحيد كنت، لكنك من تراب، ترسم خارطة البدء من انتحار الأماسي.. العاشق الحق من ذهب الأغنيات، لذاك يأتيه النغم على شكل وجبة سريعة مجنونة... أنت المارد المتمرد، ليس لك ضوء السواد، ولا اللغة الآدمية حتى تنسج من ينابيع الحظ ما تشاء من ربيع خجول، قال لها كم كنت مخطأ حين أعلنت أني أحبك حد الموت، ولا أنت حاضرة لحرب النهود، مسكينة سننوة الفجر تبحث عن رزقها من ضرو الروابي، وأنت تبحث عن ساعة الانتحار ... لماذا إذن تهجر صدرا منحك ثقة مفرطة دفئا لا يصاوره شك المسافات ولا غبش الاحتضار ... أنا الراوي فهل ملت القطط مسرح الظلام، أم في الأمر ما يشبه الرمل حين يلامسه بول الغجريات.. وتلك أماني من صبا رددها رمش السمع قبل طلوع الروح من فجر سحيق، أنا الراوي أمعن النظر في صفحات العجين المكون للألواح ألاثني عشر يسحقني الشك من نظرة عابرة على ممرات الزيف، وأنا الدهشة الأسيرة في تلافيف الوحدة النابعة من صميم الوله الإلاهي... قرب منحدرات يسكنها نبات الصدر المتشابك بالحلول، كانت ترقب طلوع قمر الانتظار فاجئها ذئب جائع بكت ذرفت دمعتين، واستسلمت لأنياب الفجيعة لم يكن للحظ مجال شاسع كان الخيال وكانت دائرة الحرب هي المشكلة، بل قل أساس الحل لذا انزاحت عن ظلها قليلا ونامت كانت الساعة تقارب الوريد لما استيقظت .. وكان الغروب صدر يئن ووجه ملئه شحوب الحرب وضعت أوزارها محاربون بثياب ممزقة، رثة يسيرون بخطى ثابتة يحملون بنادق صيد إنهم الخارجون عن القانون هكذا يسميهم أبناء الحارة أحدهم ولد له صبي وهو في الجبل سماه-معاذ-يقصد معاذ بن جبل ............... ............... ............... ............... لم يكن الغوص في ماء الضلالة ممكنا انه يشبه صخرة سيزيف يشبه ليلة بدرية في ضبع يطارد الشتاء كانت الحبيبة في عرش النوم مليئة بأماني الطفولة وكان السفرجل نهاية الانتباه تمضغ أغنية الرحيل من الممكن الى المستحيل ...والغجريات يرقصن ليس لهن مهنة غير الرقص على أعتاب المدينة المتعبة والغجريات يثرثرن يقفزن على حبل المحبة كيفما يحلو لهن والغجريات من دمع المسافات البعيدة هن مضغة الأمس البارد يمارسن طقوس الحب وفق تقاليد العشيرة ليس الممنوع بمفهوم الممنوع لكنه التمرد الحلو... قالت الأم يا إلاهي، كم يبكي الرجال من ضيم وحيف وقهر المحال قلت ألا تدرين يا أم كم بكي درويش يوسف الديك سميح القاسم ويوسف الخال قالت لم أكن أضع بالحسبان ساعة محددة لرحيل السلاحف كنت أرقب مخاض القمر والسراخس كنت منهمكة في تشكيل سلال التمور لفصل شتاء سيأتي غزير المودع وسؤر النسور قالت المسكينة كلام شبيه المحال شبيه نرجسة حنت لحسن الخصال بأتم المعنى والمنحى كانت مسكينة تقتفي أثر العمر مارا على مدارج النسيان