يواصل عبد المجيد ياحي اعترافاته في الجزء الأخير من هذا الحوار دون خجل، حيث اعترف بحقائق خطيرة ومثيرة تجعلنا نحيي فيه شجاعته لأنه لا ينافق ولا يجامل. يتكلم هنا عن بعض المؤامرات التي وقعت لفريقه، إضافة إلى مساندته بن فليس في الإنتخابات الرئاسية ودخوله السجن في تونس، إليكم الجزء الأخير... موسم 94-95 كان متواضعا بالنسبة إليكم؟ كان عاديا جدا مع استقدامات متوسطة، جلبنا المدرب بوعلام شارف الذي أنا أول من منحته الفرصة حيث أكمل الموسم عقب انسحاب حاج منصور الذي كان صريحا رغم أني سعيت بكل ما أوتيت من قوة لإبقائه، لكنه كان يريد أن يذهب. المشكل لم يكن فيه، أتذكر أنه قال لي وهو راحل: “اجلب خشبة ألبسها بذلة رياضية واكتب فيها مدرب ستسير معكم الأمور”. في ذلك الموسم تحالفت مع اتحاد عين البيضاء في القسم الثاني وكان الضحية وفاق سطيف الذي ضيع الصعود... في ذلك الموسم لعبنا كأس الجمهورية في 8 ماي أمام شباب بلوزداد، وأقلقنا السطايفية وأزعجونا، حتى في نزل “الهضاب” على الخامسة صباحا ليلة اللقاء لم يتوقفوا عن استفزازنا و«دارو هول” بصورة مجانية دون أي سبب رغم أن علاقتنا بهم كانت طيبة، بل بالعكس كل مدربي سطيف عملوا عندنا ونجحوا، وعدد من لاعبي سطيف مروا من هنا. يومها اتخذت قرارا وأقسمت أن الوفاق لن يصعد، وفي النهاية “والله ما شافو” القسم الأول، حيث رتّبت كل الأمور وقلت لهم: “ستبكون في سطيف” وهو ما حصل. في أي مباراة بكى الوفاق في سطيف؟ أمام مولودية قسنطينة، كان فندي مدربا ونظمنا الأمور سويا وحضّرت له بطاقة فنية عن المنافس وكل المعلومات الأخرى، أعطيناهم الأموال لتحفيزهم، وفي النهاية تعادلوا (0-0)... في ذلك الموسم نسيت كليا فريقي واهتمت بكيفية قطع الطريق على سطيف وهو ما حصل وفي النهاية كان الصعود للفريق الجار اتحاد عين البيضاء مثلما وعدت. هل رتبت لهم مباريات؟ نعم رتّبت لهم مباريات ومنحت لهم الأموال والمساعدات المالية من جيبي. كم عدد المباريات التي رتبتموها في ذلك الموسم؟ تقريبا 7 أو 8 مباريات رتبناها، أنا وعبد السلام طير وعمار بن بودريو رحمه الله. الموسم الموالي 96-97 الذي حقق فيه فريقكم البقاء بصعوبة وبعد معركة إدارية، شباب قسنطينة كان بطلا وأنت قلت لي قبل بدء التسجيل إنك ساعدت الشباب، كيف ذلك؟ في ذلك الموسم كان لنا فريق “تشغيل شباب” مع المدرب كرمالي، حيث لم نكن نملك الإمكانات والأبواب كلها مغلقة علينا من أعلى مستوى. جلبنا لاعبين شبان مثل مفاز، لعور حليم، والثلاثي السنغالي ڤي - يحيى - محمد، الفرق التي تلعب على اللقب كلها نستقبلها بأم البواقي، “سي.آس.سي” أصبح مرتبطا بنا ونحن مرتبطون به، عملنا أنا و«سوسو” سوية بطريقة رياضية، بعد أن تحالفنا في العاصمة أنا وهو وبوعبد الله رئيس شباب باتنة وقرّرنا أن شباب قسنطينة يجب أن يتوّج باللقب لأنه كان يملك فريقا، على أن لا نسقط لا نحن ولا “الكاب” ولا عين البيضاء ولا “الموك” لأن الاتفاق جرى بوجودهم، بعد ذلك خرج دميغة من الحلف لأنه كان لا يريد تتويج الجار شباب قسنطينة، وعين البيضاء انسحبوا... ربما أرادوا أن يسقطونا. قبل أن تُسقط أنت في ذلك الموسم اتحاد عين البيضاء؟ لا، أبدا، أسقطهم أحباؤهم وأصدقاؤهم في شبيبة القبائل. أنا أعرف العاصميين، بن بوديرو تحالف من حناشي، وكان يجب أن يضحوا بفريق ومن غير المستطاع أن يكون بوفاريك فكان “راس الفرطاس قريب لربي” كما يقال. كيف سار ذلك الموسم؟ مولودية وهران تركت النقاط أمامنا، وكذلك مولودية العاصمة، تقريبا الكثير من الفرق التي فزنا عليها، والشهادة لله أني لم أتلق أي منحة من قسنطينة. أنا كنت مكلفا بفريقي و«سوسو” بفريقه. ماذا حصل في لقاء عين البيضاء والشاوية، هل صحيح أنك اتصلت بلاعبين قبل المباراة؟ أنا لا علاقة لي بهم، لأني حققت البقاء أمام شباب باتنة في الجولة الأخيرة وفي هذه المباراة يجب أن أسجل الموقف الرجولي ل بوعبد الله الذي كان شهما. اللقاء كان مرتبا أم ماذا؟ فريقه لم يكن مهددا بالسقوط وغير معني بالصعود، فلم يلعبوا بكل قوتهم. لكنهم في عين البيضاء يتهمون ياحي أنه كان وراء السقوط؟ كيف يتعثرون على ملعبهم أمام بوفاريك يُقبلون منافسهم و«يرقدوهم”، هنا ينطبق عليهم المثل الشعبي الذي يقول: “هات يدك نحنّيلك يا الضبع”، بعدها شبيبة القبائل تستقبلهم من المفترض بالأواسط لأنهم كانوا قد سرحوا لاعبيهم ولكن بما أن بوفاريك كانت معلقة، ماذا فعلوا؟ استدعوا الأساسيين، وأنا هذا الأمر نبهت عليه رئيس اتحاد عين البيضاء المرحوم بن بوديرو وقلت له: “لا تتبعهم، أقسم بالله سيسقطوك” وهو ما وقع. الليلة الأخيرة قبل اللقاء جاء 3 وزارء لترتيب اللقاء. حناشي رفض وأصر على الميدان، كل أصدقاء بن بودريو تحوّلوا الى تيزي وزو وناصروا الشبيبة، فما دخل ياحي هنا. في الموسم الموالي إلى اليوم لم يهضموا في قسنطينة تسببك في حرمان “سي.آس.سي” من لقب 98 بترتيب لقاء حملاوي الذي انتهى بالتعادل (1-1)؟ والله كانت مباراة نظيفة لكنهم اتهموا لاعبين من الشباب، وقد حاول حرنان الإعتداء عليّ... صدقني لا يوجد شيء. قبل ذلك، أي في موسم 96-97، يشك البعض أيضا أنك رتبت مباراة فريقك أمام “الموك” في حملاوي؟ تقصد في الموسم الذي كان فيه دميغة ضد شباب قسنطينة، هو لم يرد أن يحصلوا على اللقب، “الموك” بقي لها لقاءان، تفوز علينا تحقق البقاء وتسرح لاعبيها، وكنا بحاجة نحن أيضا الى نقطة. تنقلنا بشبان والمنافس لعب بتعداد مكتمل و«خدمو” الحكم الذي كان 200 من المائة معهم، تركنا ب 10 لاعبين، كرمالي طلب في النهاية من كل لاعبيه الصعود لأن الخسارة ب (1-0) أو (10-0) نفس الشيء، المدافع لواعر مرر الى حجيلة لتعود إليه يسددها مباشرة في الشباك. في نهاية اللقاء دميغة كان يضرب رأسه الى السور فقلت له: “يا دميغة إذهب الى العاصمة ورتب مباراتك أمام المولودية”. وهل فعلها؟ نعم رتب اللقاء بناء على نصيحتي وضمن بقاءه. صيف 1998 حدثت معارضة شديدة لإبعادك، قصّ لنا ما حدث؟ حصلت فوضى وطلبوا أن تكون الجمعية وحدها والفرع وحده كما تم تنصيب مكتبين. المعارضة هي التي رتبت والسلطات أخرجت الفيلم، في ذلك الوقت صرفت من جيبي 400 مليون حيث جلبت لاعبين مثل بزاز الذي جاء به الحكم بهلول، وحتى عناصر أخرى ممتازة، هم كوّنوا فريقا ونحن فريقا ثانيا بالشبان، لكن هم من لعبوا البطولة وانسحبت. في الجولات الأخيرة اتصلوا بي للذهاب الى بجاية ودفعهم للفوز على الحراش، بجاية في البداية ساروا معنا وهي المباراة التي تحدث عنها عزيزان في الحوار المطوّل الذي خص به “الهدّاف”، المهم في النهاية “دارو علينا” وسقطنا. هل فزتم بلقاءات على البساط في وقتك، خاصة أنه يقال إنه كانت لديك إدارة قوية؟ فزنا بلقاء واحد ثم سحبت منا النقاط أمام مروانة. كنا الفريق الوحيد الذي جلب قائمة الحضور من ثكنة عسكرية للإستدلال بأن مروانة أشكرت أمامنا لاعبا عسكريا، جمعنا كل المعلومات بشأنه بأنه من جيجل ولم يكن يملك الوثائق، ولكن النقاط سحبت منا ظلما. عدت بعدها في موسم 98-99 وحققت الصعود؟ ترتيب لقاء بجاية والحراش جعلنا نجد أنفسنا في القسم الثالث مع نظام البطولة الجديد بقسم ممتاز أ« و«ب” وقسم ثان، لم أكن أنوي العودة، حتى جاءني اللاعب السابق للفريق “موسى الرابيد” إلى البيت يبكي ويتوسل أن أعود، أرجعني “ذراع” وحققنا الصعود على حساب شباب ميلة مع المدرب انجليسكو دان وبلاعبين من رومانيا. أتذكر أننا لعبنا في قايس أمام خنشلة في الوحل، وفزنا بثلاثة أهداف سجلها المهاجم الروماني الذي كان يجيد اللعب بالرأس. بقينا في القسم الثاني مدة موسمين أعدت فيها كرمالي، كما لعب في هذا القسم مع فريقي لاعب برازيلي يسمى رودريغ وسيرنا الأمور الى غاية موسم 2002-2003 حين حققنا الصعود الثاني على حساب شباب قسنطينة. جلبت الكثير من المدربين الأجانب خاصة من أوروبا الشرقية، لماذا هذا الإختيار؟ من رومانيا جيجيو، دان، جوليان، بابيتي ومن بلغاريا زاتشاف، وجلبت حتى من العراق المدرب حمزة في القسم الأول، والبقري المصري. وعن سؤالك أعرف المدير الفني لرومانيا الذي لا زال في منصبه، كان يمنحني مدربين حسب الأولوية. وعن حمزة جلبته بعلاقتي مع ابن صدام حسين عدّي، الذي اعتز بصداقته -رحمة الله عليه- اقترح عليّ قبله عدنان حمد ولكن تعذر ذلك بسبب إلتزاماته. كيف كانت علاقتك ب عدي صدام حسين؟ أرسلت له في الصبيحة طلب ورقة خروج أحد اللاعبين العراقيين، وبعد نصف ساعة سوى كل شيء وأرسل لي هذه الوثيقة التي تحتاج إلى شهر لتصل. إنه شخص رائع عكس ابن القذافي الذي أعرفه لكنه ليس في مستوى الأول. في موسم 2002-2003، كيف لعبتم الصعود؟ منذ البداية حضرنا لذلك، مع زاتشاف ومراحي وشاطر في موسم أكمل فيه العمل بولحجيلات. شباب قسنطينة كان يتقدم علينا ب 13 نقطة، لكن لا يوجد شيء مضمون في كرة القدم يوضع في “القجر” (الدرج)، بل يجب أن تحسم الأمور حتى تستسلم. آمنا وقمنا بحسابات أننا سنصعد، شاهدت قدرات فريقي وما تبقى له في الرزنامة فأدركنا أننا سنصعد وقلتها للجميع، و«خدمت على روحي”. رتّبت مباريات؟ شباب قسنطينة كان يرتب ونحن أيضا “كولسنا”، ولا أحد منا ينفي ذلك. في ورڤلة اعتدى علينا لاعبو بني ثور بتحريض من غولة اللاعب السابق لشباب قسنطينة، ولاعبنا بلواعر كسروا له فكه. كل ما في الأمر أنهم “خدمو على رواحهم وحنا خدمنا على رواحنا”. بالنسبة إلينا كنا نملك إمتيازا أنه ليست لدينا عداوة مع أي فريق عكس “سي.آس.سي” الذي لا تحبه الكثير من النوادي، لأنهم تنافسوا على الصعود مع الجميع ولهم قصص من فرق عدة، وهي سوابق تاريخية. شبيبة سكيكدة ساعدتكم كثيرا لتحقيق الصعود، أليس كذلك؟ لا أنفي ذلك، ولكن شبيبة سكيكدة وغيرها لم تساعدنا إلا لأنهم يحبونني. لدي علاقات شخصية ممتازة من الشرق الى الغرب، وحتى في الجنوب، فأنا من أدخلت أصحاب الجنوب في المكتب الفيدرالي، كانوا منعدمين لكني فرضتهم. في ذلك الوقت شباب قسنطينة كان يعتمد على فريق جيد وبالشبان، ألا ترى أنكم سرقتموه؟ هم كانوا يملكون فريقا جيدا، وحتى نحن كان لدينا فريقا ممتازا بلاعبين مثل طويل، عبادلي وعناصر لا يستهان بها، والدليل أنه عند نهاية الموسم كلهم التحقوا بفرق كبيرة. إتحاد الشاوية حتى تعرف، فريق يمنح الفرصة لمن يريد الظهور أو “اللّي يحبو يخدم على شرو”. ما افتخر به أن 400 أو 500 لاعبا مروا علينا، أغلبهم نجحوا، بعضهم بقيوا أصدقاء يرسلون لنا اللاعبين، يمكن حتى أن أظهر لك ال SMS الذي أرسله لي طويل في العيد حتى تعرف قيمتي عنده. على ذكر طويل، كانت لك حكايات كثيرة معه، مرة... (يقاطع)... هو إنسان منضبط، ومتق، مصلٍ ومحترم، لكنه رفقة سليم فنازي من الصعب على أي كان أن يسيرهما إلا ياحي، الأول متخلق والثاني أمر آخر، لكن فنازي لا يسمع إلا لشخصي. قبل إلتحاقه بنا قام طويل مع المناجير ڤجالي بشير بتجارب في العديد من النوادي، وقبل ساعات من إغلاق التحويلات إتصل بي فقلت له: “نحن نحضر للموسم القادم إذا كان ذلك يساعدك”، حضرت له كل شيء، وكان “بنك الخليفة” هو الذي يسدد الأجور فلم أجد حرجا فوضعته ضمن القائمة. وللأمانة حتى المنح الأخيرة للمباريات لم يتلقاها، طويل بعد أن أعدناه الى الواجهة اتصلت به عدة نواد كبيرة لكنه منحنا الأولوية باعتبارنا الفريق الذي أنقذه، إنه شخص لا يتكلم كثيرا، قنوع ويقول كلمتين فقط: “عمي مجيد اعطيني هذي خليني نروح”. هو اللاعب الذي لم يخدعني سواء في الإنضباط أو في الصراحة، مرات يقول إنه غير جاهز فلا ننتظر منه شيئا. هل تتذكر مغادرته نحو إيطاليا في منتصف أحد المواسم وبقائه شهرين ثم عودته مباشرة للعب؟ كنا في القسم الأول، ربما سنة 2004، غادر نحو إيطاليا مدة طويلة ثم عاد مباشرة الى الشلف، حيث جاء حاملا حقيبته الى ملعب بومزراڤ في وقت كان فيه المدرب هو الروماني جيجو. أنا أعرف فريد جيدا سألته عن لياقته فقال لي إنه جاهز ومستعد لأنه كان يتدرب في إيطاليا. بعدها قلت للمدرب مباشرة: “هذا الإنسان غير مخادع، ما دام قال إنه مستعد فهو كذلك”، وفعلا لعب وسجل لنا هدف التعادل. حدثت مشكلة بينك وبين طويل وقلت له إنك ستخصم من مستحقاته لأنه يخرق القانون الداخلي ويقوم لأداء صلاة الفجر، هل هذا صحيح؟ طويل وعبابسة كلاهما كانا متقيان، قلت لهما لا يمكن منعكما عن الصلاة، لكن استيقاظكما في الرابعة صباحا يزعج رفاقكم، حتى المغترب عبابسة زاكي لعب في فرنسا ووجد الأمور نفسها ما جعله يقول له حتى حنا في فرنسا يوجد عبد المجيد “محتم”. بعد أن رجع أكد لي أن كلامي دخل رأسه جيدا وفهم معنى الإحتراف، طويل ليس خبيثا، قلبه نظيف وعلى الإنسان فقط أن يعرف كيف يتصرف معه، كسبته صديقا وقد جلب لي الألبسة والمعدات بداية هذا الموسم. دائما في موسم الصعود عشت حربا مع رئيس شباب قسنطينة بن غزال، وقلت له إن مكانك في الإتحاد النسائي... لماذا؟ جاءت انتخابات الفيدرالية فترشح، ثم المكتب الفيدرالي فكان حاضرا وكما يقال “في أي محضر يحضر” فقلت له: “لو يفتح أمامك باب الترشح في الإتحاد النسائي ستترشح”، وقتها قلت إنه لا يوجد “رجال في قسنطينة”، لأنه عندما يصل الأمر أن يكون بن غزال رئيسا لهذا الفريق الكبير فهذا معناه كارثة مع احتراماتي لرجال المدينة، لكن “سي.آس.سي” وما أدراك ما الفريق يحتاج إلى رجال أفضل وأكفأ. ما دمنا نتحدث عن شباب قسنطينة، من هو أفضل رئيس مرّ في تاريخ هذا الفريق؟ أحسن رئيس عمل للفريق، وتعب وتعذب هو “سوسو”. في ذلك الموسم دائما قلت إنك تعرضت إلى تهديد بالقتل من أنصار شباب قسنطينة، هل هذا صحيح؟ في تاجنانت اعترضوا طريقي وحاولوا قلب سيارتي، ورموا عليّ صناديق الخضر (“الكاجوات”) سمع لاعبي مفاز الخبر فجاء ورافقني بسيارته الى أم البواقي. كنت أخاف في قسنطينة، حتى الى المطار أدخل متخفيا لتفادي المشاكل، لكن الآن كل شيء على ما يرام. هل صحيح أن منهم من.... عرض عليّ بعض الأنصار مازحين طبعا، مناصرو مولودية الجزائر في وقت ما قالوا لهم: نمنحكم ياحي ياسين”، فقالوا “لا، نحن نريد ياحي مجيد”. على ذكر ياحي ياسين، لقد عوقب مرة بعامين فنقلته إلى اللعب في ليبيا، هل تتذكر؟ أخذته الى ليبيا بعلاقاتي بعد أن عوقب في ملعب الحروش موسم 86-87 أين لعب لنادي سورمان في القسم الأول، ولما احتجناه عاد إلينا. هناك فنازي أيضا الذي أخذته الى المرسىالتونسي، منحه دميغة 25 مليون ورئيس عين البيضاء 25 مليون قبض من الطرفين ولم يجد أين يمضي، فسألني ماذا أفعل؟ فقلت له: “اقترح عليك فريقا أفضل” ونقلته إلى تونس، في البداية تفاوض بمفرده وكاد يمضي مقابل 100 مليون، لكني طلبت منه الصمت وأن “يلعبها عڤون”، فاستفاد من 800 مليون منحة إمضاء على موسمين في 95-96 على ما اعتقد. هل هناك لاعبون تعبوا للحصول على وثائق تسريحهم؟ أبدا، مشهود جلبت له شقة في الخروب منحها لنا الوالي جفال الذي كان مناصرا لإتحاد الشاوية ونشكره كثيرا، في وقت تلقى مستحقاته وعندما أراد المغادرة تركته. لم يسبق أن احتفظت بلاعب فوق إرادته، هذا مستحيل. موسم 2003-2004 كان صعبا للغاية. الإمكانات ضئيلة، الأبواب أغلقوها في وجهي، واليوم أؤكد لكم أن المنتخبين المحليين لم يسبق أن وافقوا على منحي مبلغا أكثر من 300 أو 400 مليون إعانة. عندما يصل ياحي تقفل الأبواب وهذا هو السؤال الذي أطرحه دائما، بعد أن غادرت أنا استفادوا من الملايير، في 97 أخذوا 8 ملايير وتركوا 3 ملايير ديون، ثم سقط النادي. بعد موسم جاء السقوط، إقامة إتحاد الشاوية في القسم الأول لم تستمر، لماذا؟ قانون الفيدرالية أسقطنا، بخصوص اللاعبين الهواة الذين لا يملكون عقودا احترافية. كان لدينا لاعبون ممتازون مثل دفنون، حمزة طويل، دايرة تقريبا 8 لاعبين غادروا دون مقابل. كنا بالمقابل نجلب لاعبين آخرين، لما لا يكون مصدر دخل من أين تستقدم؟ القانون كان سبب سقوطنا إضافة الى غلق أبواب المساعدات. ---------------------- “لن نتأهل الى كأس إفريقيا، المنتخب الوطني خربشو فيه المسؤولين وأياد خفية” بعدها موسم 2005-2006 حدث الإنهيار وسقط ياحي الى قسم ما بين الرابطات، لماذا؟ كالعادة مشكل نقص إمكانات. هل كان السقوط بريئا؟ تصفية حسابات لا توجد أي براءة. من المفترض أن سقوطنا كان سيكون قبل في موسم 96-97، حيث برمجت السلطات العليا مغادرة الشاوية، عين البيضاء وعين مليلة القسم الأول في عهد الوزير درواز. لم يتقبّلوا أن ولاية صغيرة تضم 3 فرق في أعلى مستوى، هذا ما سبب لهم الإزعاج. نفهم من الجواب أن السبب في السقوط هو درواز؟ لم أكن أتفاهم معه، أراد أن يسقطنا، درواز كان يريد أن يجعل كرة القدم مثل كرة اليد. أراد حتى أن يضع منطقة (ZONE) في ملعب كرة القدم، لم أكن ضد الوزير للتوضيح ولكن ضد السياسة، وفوق ذلك كان فريقي مستهدفا من طرف السلطات. قلت إن سقوطك لآخر مرة من القسم الأول كان مستهدفا؟ نعم، كما أن إغلاق الأبواب من طرف الولاية يعطيك فكرة عما كان يحصل. أحيانا لا تفهم ماذا يقع، هناك أشخاص يحبون أن يقدموا خدمة لآخرين فيغلقون في وجهك الأبواب. ألا ترى أن السلطات أغلقت عليك الأبواب منذ أن اخترت أنت بن فليس مرشحا في الإنتخابات الرئاسية ودعّمته؟ في البداية أقول لك أمرا، لا أحد لديه دين تجاهي، أسلك الطريق التي أريد. في السياسة أنا إنسان راشد ما دام عمري أكثر من 18 سنة، ولا يمكن لشخص أن يملي عليّ ما أفعله. يمكن أن يكون هناك صديق يأكل ويشرب معي ولكن لكل منا طريقه وايديولوجيته، هذه هي الديمقراطية أليس كذلك؟ أنا أفعل ما يحلو لي، والحمد لله الوزير سلال كان مدير حملة بوتفليقة وتفهم خياري وهؤلاء هم الرجال. أنا ابن جبهة التحرير وأنتخبت على مرشح الجبهة، هذا أمر عادي. لكن الكل يؤكد أن ياحي “توفي تاريخيا” منذ أن اختار بن فليس؟ هناك من مشوا في موقف آخر وهم في وضعية سيئة، ولكن يا جماعة لماذا نخلط الأمور، هذه كرة قدم وتلك سياسة. لكنهم أقحموا الشاوية في الحسابات؟ أقول دائما من يريد أن يتسبب في مشكل معي، يخرجني خارج الفريق ويفعل. يجب أن لا يسيئوا إلى سمعة الفريق. على الصعيد السياسي هذه أمور مغلقة تتصرف فيها الدولة، ولكن المنتخبين المحليين كانت لهم عقدة وضيقوا عليّ الخناق، البعض منهم كان يقول مجيد مشى ضد بوتفليقة والخوف لو نسرح له الأموال أن يحصل لنا مشكل. لكن هؤلاء ناس ادخلوا المصالح الشخصية واستعملوا حتى اسم رئيس الجمهورية حتى يصفوا حساباتهم معي. هل تتذكر مواقف مع المرحوم عبد البني وياسين ياحي؟ ياسين ونور الدين خسارة كبيرة لنا. عبد البني جلبناه لما كان في صنف الأواسط رفقة شقيقه، أتذكر أنه في التدريبات لم يقدم شيئا لكن صبرنا عليه وظهر مع الوقت أنه أفضل من شقيقه الساسي الذي يعترف بهذه الحقيقة. عمل رفقة ياسين بصدق، أتمنى أن لا تنسى السلطات هذا الثنائي. ياسين يفصلنا شهر عن ذكرى وفاته، عندما كان يلعب كرة قدم لم يأخذ ما ناله غيره، وأشكر السلطات التي سمت دار الشاب باسمه على الأقل حتى تتذكره الناس. هل تتذكر الموسم الذي سرّحت فيه فوضيلي وبوسنينة الى المولودية وقبضت أموالا في وقت أن اللاعبين حرين؟ أخذنا مبلغا محترما من المولودية و«كلّحناهم”. بكل صراحة كنت أعرف أن القانون سيتغيّر واللاعبين لا يملكان عقد محترفين وسيكون بإمكانهما بعد أيام اختيار الفريق الذي يريدان، أسرعت في الإجراءات ومنحت لهم اللاعبين وأخذت “الباكي” من المولودية. كنت أملك من يجلب لي الأخبار من داخل الإتحادية، في ذلك الوقت كنت قويا ولا شيء يتقرر في الإتحادية من دوني. كل من أصبحوا رؤساء للاتحادية أنا من ساعدتهم على ذلك. يقال إن من يحب أن ينال اللقب في سنوات التسعينيات يجب أن يكون صديقك، الى أي مدى هذا الكلام صحيح؟ من يريد أن يكون رئيس الإتحادية أو الفيدرالية يجب أن يتقرب منا لأننا كنا نشكل تكتلا (clan)، ومجموعة قوية من تلمسان الى سوق أهراس، كنا نصوت بالإشارات، متفقين على كل شيء ومنحنا حتى الفرصة لناس الجنوب لدخول الفيدرالية. في وقتي عاد الإعتبار للجزائريين، والعاصمة أصبحت مثل بسكرة أو أي ولاية أخرى. ألا ترى أنكم في ذلك الوقت قضيتم على تكتل العاصمة؟ بالفعل قضينا على هذا التكتل، أو تكتل “الحڤرة”، ولم تبق السلطة حكرا على العاصميين. سعيد عمارة مرة قال لهم: “حتى تكون جزائريا يجب أن تكون عاصميا”، لأنه عندما قاد المنتخب في وقت ما تورط ولم يفهم شيئا حتى فرّ بجلده، حاربنا تلك السيطرة بالذكاء، وما تركنا نملك سمعة أننا لم نكن نركض وراء بطوننا. ماذا حدث بخصوص الإنقلاب الذي قمتم به للوزير لبيب؟ الوزير لبيب كان ضد عيساوي، في وقت تكتلنا نحن الرؤساء لوضع عيساوي على رأس الفيدرالية. لبيب بعد أن شعر بما يحاك تعب وجاء إلى غاية أم البواقي لتغيير موقفي، أغراني و«طمّعني” بالأموال والوعود ولكني رفضت لأن هناك مبادئ لا تباع ولا تشترى. هل ترى أنك أخطأت في حق الشاوية، أو ارتكبت أخطاء في حق فريقك؟ الله سبحانه فقط لا يخطئ، وحتى لو أخطأنا فعن حسن نية، لا أتذكر أخطاء فادحة. مرة تخطئ في لاعبين وهذا أمر عادي، أنا نادم لأني لو استغللت علاقاتي لكان إتحاد الشاوية يملك ممتلكات أهم بكثير من هذه الموجودة اليوم، لكني رفضت أن أنقص قيمتي وفريقي، عرضوا عليّ إغراءات وترتيبات وغيري كان سيقبلها لكني رفضت. ماذا أخذ منك الفريق؟ الاسم والسمعة والشهرة، هناك الله ومجيد، أخذ النادي صحتي وأموالي. كم خسرت؟ بلا حساب... عودة للتاريخ في 22 سنة لو تضع معدل 200 مليون أو 300 كل موسم ستجد كم خسرت، ولو أني خسرت أكثر من ذلك بكثير، هذا في وقت كانت 200 و300 مليون تتجاوز قيمتها النقدية المليار اليوم. إذن لو لم تترأس الفريق كان يمكن أن تكون من أغنياء الجزائر؟ عندما كنت أملك كان أغنياء الجزائر لا يمكلون شيئا، ربراب كان مجرد محاسب، لو استثمرت تلك الأموال لكنت أغنى بكثير. أنا في فرنسا كنت مستثمرا، وزير التجارة الفرنسي كان يجمعنا لأننا كنا كبار المستثمرين، في الفريق ضيّعت ولم أكسب أي أملاك حتى بيتي الذي أسكن فيه القطعة الأرضية التي بني عليها اشتريتها من شخص ليس من الولاية، في الشراڤة منحوا لي قطعا أرضية سعر الواحدة بين 10 و12 مليار نالها 3 لاعبين. من هو اللاعب الذي لا يمكن أن تسناه؟ كثيرون، صيد يبقى في تاريخ النادي بسلوكاته الإيجابية أو السلبية وطريقة لعبه، سلطاني رائع، خياط لولا محيطه لإحترف في أوروبا لأنه موهوب، مشهود، كاوة ولعور اعتز بأخلاقهم، تيزاروين كان ملاكا، لا زال أول من يهنئني بمناسبة العيد، حتى تسفاوت رغم أنه لم يلعب في أم البواقي يفعل ذلك منذ أن كان في أوكسير الفرنسي. لكنك صرحت مرة أن لاعبي كرة القدم “رخاس”، هل تؤكد هذا التصريح مرة أخرى؟ تشوي له اللحم على ظفرك ومع هذا لا يعجبه شيء. حاج منصور كان يعتبرهم جنسا وسخا، ولم يكن يستئمن أحدا في كرة القدم خاصة اللاعبين، لاعب كرة القدم أخبث جنس على وجه الأرض، كما حكيت لك قبل قليل كانوا يعملون في شركتي ويلعبون في فريقي وعندما منحتهم الأموال للذهاب الى البحر أمضوا على عريضة لسحب الثقة مني. هل كانت لديك أدلة عن لاعبين كانوا سيرتبون لك مباريات؟ موجودون من رتبوا ولدي أدلة، الموسم الماضي فقط طردت 4 لاعبين أو 5، العام الماضي فريقي أغلب لاعبيه كانوا “راكبين” على الترتيب، ولكن بالمقابل هناك لاعبون كانوا رجالا معنا، بودشيشة جلب له مسؤولو فريق عين البيضاء 80 مليون الى البيت تركوها عند والدته التي بدأت بالبكاء، اللاعب كان شهما ورفض أموال الحرام. هذه القصة قديمة، لكنها تؤكد أن هناك أبناء عائلة. في موسم اللقب، هل تتذكر أن هناك لاعبين أو مسيرين عملوا لصالح فرق أخرى؟ للأسف نعم، ولكن في بعض المناسبات كان هناك شك ولا وجود ليقين، أتأسف للاعب يأخذ 300 مليون ويرتب مباراة من أجل 3 ملايين هذا عار ولا يحصل إلا في الجزائر... مرات فريق يمنح 20 مليون مثلا ل 6 أو 7 لاعبين فكم سيأخذ كل واحد مقابل الترتيب. أقسمت أن تُعلّق الحكم مولف وفعلت، ولم يدر أي لقاء بعدها... مولف صديق وعلاقتي به طيبة، لم يسبق أن كنت ضده حتى كشفه التاريخ، أنا بعيد عنه حتى حصلت له تلك المشاكل بسبب شباب قسنطينة، حكم يقبض عليه متلبس بترتيب لقاءات ويمشي بإسم فريق ما، وفي يده “الشكارة” ماذا تنتظر منه؟ هو من آذى نفسه وضبط متلبسا. هل كانت لديك أدلة عن حكام آخرين؟ لم نضبط، ولكن هناك حكام يأتون ليكونوا ضدك 300 من المائة، مرات كثيرة في مشوارنا واجهنا حكام مرتشين، وتحكيمهم يفضحهم ومع هذا دائما نقول أين هو الدليل؟ أنا أعتقد أن من يرتب يفعل ذلك في مقهى أمام عامة الناس في ضوء النهار. من هم اللاعبون الذين صنعهم اتحاد الشاوية؟ كثيرون، غازي فريد مثلا جاء إلينا وهو لا يعرف حتى كيف يأكل، كان يخجل أمام زملائه، جلبته وهو في الأواسط، كان لا يضع يده في الأكل حتى نقول له “تفضل”. في كل أموره هو من انتاج الشاوية 100 من المائة، شاهد أين ذهب، هناك طويل الذي لما تنقلت الى جلبه من عند دميغة في أول إتصال منحه لي وأضاف لي هدية هي مجموعة من الكرات. وبخصوص سدراتي ومجوج قال لي بوالحبيب أمنحك اللاعبين الذين تريد، خاصة الكبار لمساعدتك لأن الفرق التي تلعب اللقب كانت تزور أم البواقي، فطلبت أن اختار وجلبتهما صغارا. في الموسم الموالي جاء يتوسل لأعيدهما له بعد أن أصبحا لاعبين كبيرين، هناك أيضا لاعبون انطلقوا من هنا مثل تيزاروين، ودحلب الذي استرجع إمكاناته بفضل نادينا، كاوة، فنازي، خياط، سلطاني، بوعيشة، دفنون وغيرهم كثر. يقال إن ياحي كانت له حتى يد في “الفيفا” بدليل أنك أهّلت فنازي وهو مرتبط في المرسىالتونسي؟ أعدت فنازي إلى أم البواقي لأنه كان عسكريا، ورئيس أولمبي المرسى كان مسؤولا في الجامعة التونسية رفض منحنا ورقة الخروج بحجة أنه لا زال مرتبطا وطلبوا منا الأموال إن أردناه. ثم قرروا هم الذهاب الى “الفيفا” في سويسرا، هم قدموا ملفا وأنا أرسلت آخر، في وقت بن زريفان كان أمينا عاما للإتحاد الدولي وقد تعرفت عليه لما جاء معاينا في الجمعية العامة ل “الفاف” التي نصب فيها العايب رئيسا، ربطت معه علاقات وبقينا على إتصال. وعند ظهور المشكل طرحته عليه، فطلب أن أرسل له القوانين العامة للإتحادية الجزائرية. المهم أن القضية مررت الى اللجنة الإدارية للفصل فيها، وأهل اللاعب في صفوفنا مجانا. دخلت السجن مؤخرا في تونس، لماذا؟ قضية “نيف”، وصلنا على الحادية عشرة ليلا، منحنا الأورو إلى عامل الفندق في نواحي نابل، فرفض وطلب الدينار التونسي، فاقترحنا أن يقوم هو بالصرف لكنه رمى لنا جوازات السفر. هذا الأمر لم أعتد عليه، أقسم بالله أنهم هم من “حڤرونا” وكان في النزل نفسه فريق لكرة اليد من الجزائر يمكن أن يؤكدوا لك ما أقوله. وجدت نفسك في السجن؟ أي سجن تتحدث عنه؟ وجدت نفسي في مكان تحت الأرض، في ذلك السجن – إن صح التعبير – لا قانون، لا شرطي، لا عدالة ولا هم يحزنون، العدالة الوحيدة أن تعترف بالتهمة، بقيت مدة أسبوع ثم حوكمنا واستفدنا من البراءة. كيف مرت عليك تلك الأيام؟ كانت صعبة جدا، ولكن عليك أن تتأقلم. يقال إن ياحي أصبح يكره تونس؟ أكرهها ليس فقط من اليوم، “التوانسة حڤارة” وحتى عندما يتكلمون عن الجزائر فبحقد. قالوا لنا وزير التضامن جمال ولد عباس كاذب ويشوش على تونس، فقلت لهم: “هذا لا يعنيني أنا جئت للسياحة فوجدت نفسي هنا”، حيث كانوا يتكلمون عن مليون شغل ومليون سكن وأن وزيرنا يفرض ضغطا على تونس. لا يمكن أن أصور لكم حجم الكراهية والحقد الذي تكنه لنا شرطة تونس. أنا أنصح شباننا اليوم أن لا يذهبوا إليها، لأنهم يغيرون منا. لنتحدث قليلا عن المنتخب الوطني، ماذا يحصل له؟ سعدان عندما ذهب الى المونديال كانت له 3 مجموعات، واحدة لا تلعب وتنقصها اللياقة، مجموعة من الجدد، وثالثة معوقة مع 35 مليون مدرب و«ارواح أنت فكها”. في المونديال لم يحسنوا تسيير اللقاء الأول، خافوا وضخموا كثيرا المنتخب السلوفيني، وفي كأس إفريقيا النتيجة عادية فماذا تنتظر من لاعبين ليسوا ملكا لك، تجلبهم 3 أو 4 أيام حسب تواريخ “الفيفا”، لا يوجد لدينا لاعبين محليين ولا نملك مدربين محليين وأتحدى من يقول العكس. أضعهم في الملعب بإستثناء البعض إذا عرفوا كيف يقومون بعملية تسخين العضلات، زوبا ومخلوفي وغيرهما فرطنا فيهم من المفترض أن يكونوا مستشارين لكننا رميناهم في الشارع، في وقت أن بن شيخة اليوم من سخرية الأقدار هو مدرب المنتخب. أين المشكل؟ مورينيو لما طرحوا عليه فكرة تدريب المنتخب أكد أنه لا زال صغيرا. على بن شيخة أن يمنحنا سيرته الذاتية، حتى لو نجح محليا مع الفرق من الصعب أن ينجح في المنتخب مع 23 لاعبا و23 عقلية، “هذا مربي تونسي” والآخر مغترب، وذلك تربيته فرنسية وما إلى ذلك. المنتخب الوطني يلزمه مدرب كبير، سعدان لا يرمى هكذا في الشارع، هذا نكران للجميل، هو من ممتلكات الجزائر، له خبرة نجتاجها، اقترح أن يكون مستشارا، ولم لا بوعراطة وبوعلام شارف في الطاقم الفني، مع “باترون” كبير... الطواقم الفنية للمنتخبات العالمية تضم 7 أو 8 أفراد كل واحد وعمله، المدرب الرئيسي يصله كل شيء جاهز يمنح فقط الخطوط العريضة ل “التكتيك”، فمن هم المساعدون الذين نملك نحن؟ أنا بالنسبة لي والله بن شيخة لا أمنحه فريقي اتحاد الشاوية ليدربه. إذا كان حناشي يقول إنه جيد لماذا لم يدرب شبيبة القبائل؟ ولماذا لم نره في و. سطيف أو إ. العاصمة، العالم يتطور ونحن لا زلنا نرى تدريبات فيها “الضحك” و«التهاريش”، الناس في 7 سماوات ونحن لا زلنا في عقلية 7 ثقبات (يتكلم عن القصبة)... حاج منصور كان يتنقل الى ألمانيا كل 3 أشهر لزيارة ابنته، وكلما يسافر يتوجه الى المعهد الذي درس فيه ليجد أن كل شيء تغيّر، كرة القدم علم يتطوّر كل دقيقة لكننا لا نتكيّف. هل سنمر الى نهائيات كأس إفريقيا؟ لن نمر، أنا فقدت الأمل، فريقنا الوطني “خربشو” فيه كثيرا، المسؤولين وأياد خفية. أنت مع أو ضد روراوة؟ هو جلب الإضافة وقادر على تحقيق إضافة أخرى، لكن مشكلته أن “دماغو خشين” ولا يسمع للقدامى وأصحاب الخبرة. منتخبنا للمحليين صدقني منتخب “رياضة وعمل”، وأحيانا أحاول مشاهدة مباراة في البطولة الجزائرية أكاد أتقيأ. “العربان وجماعة الڤنادر والشاش” أصبح مستواهم أفضل منا، فلماذا لا نشجع نحن أيضا الرياضة في الجنوب، نحن أفارقة ونلعب في القارة. يجب أن نحفزهم أيضا فربما نرى جورج وية في تمنراست، منذ 1962 لم نر لاعبا في المنتخب من الصحراء أليست “حڤرة”؟ التكوين أول شرط لبروز منتخب قوي، لكن عن أي تكوين يتكلمون عنه وحاج عيسى يمضي ب 3 ملايير، ودزيري وصل الى 38 سنة وهو أفضل من الشبان، هؤلاء الشبان يدربهم حارس الملعب. نعم هذه حقيقة “العساس” هو مدرب في الأصناف الصغرى، في وقت أن الجزائر تسرّح الملايير للفرق التي لا تمنح لاعبا للمنتخب الوطني. يجب أن تكون هناك سياسة جيدة مثلا اشتراط 20 لاعبا في كل فريق أقل من 20 سنة و6 فوق العشرين، وشاهدوا النتائج، الكرة الجزائرية ستتطور. مشكلتنا في الجزائر أننا عندما نفوز بلقاء وأقصد المنتخب نفرح، وعندما ننهزم نتأثر ونفكر في العودة الى الصفر. لماذا لا تكون استراتيجية للعمل على أبعد مدى ونحاسب بعد 3 أو 4 سنوات. كما أن الجزاء من جنس العمل، أمام تنزانيا اللاعبون كانوا في عطلة عائدين من كأس العالم، لم يجدوا فرقا لهم وبعضهم كاد يحال على التقاعد ثم لعبوا، فكيف نفوز؟ شكرا جزيلا على رحابة صدرك وردك على كل الأسئلة؟ أشكركم كثيرا على هذه الإلتفاتة، وأشكر من ساعدني سرا أو علانية، دون أن أنسى “فلاش”، جفال وجباري الواليين السابقين، والوزير بن بوزيد