زيارة السبسي إلى الجزائر ستعطي ديناميكية أكثر للعلاقات بين البلدين اعتبر أستاذ العلوم السياسية بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية الدكتور فاتح خننو، أن زيارة الرئيس التونسي باجي قايد السبسي إلى الجزائر، سوف تعطي ديناميكية أكثر للعلاقات وذلك في ظل ظرفية أمنية حادة وخطيرة على مستوى الفضاء المغاربي، مؤكدا في هذا السياق أن الجزائر تعد نموذج استقرار في هذا الفضاء، وقال أن المرجعية في تأسيس الآليات و بناء التصورات في الفضاء المغاربي تعود للدولة المحورية وهي الجزائر و التي لها كامل القدرات سواء على المستوى العسكري أو السياسي . وأوضح الدكتور فاتح خننو، أن المرجعية في بناء التصورات في الفضاء المغاربي هي للجزائر وأضاف في تصريح للنصر، أمس ، أن تونس تلجأ في أزمتها دائما إلى الجزائر باعتبارها لاعب محوري لتأخذ منها ما يسمى بالمشورة السياسية وهذا أمر إيجابي جدا ، معتبرا أن الدولتين شقيقتين وتشتركان في التاريخ و أكد في هذا الإطار، أن زيارة الرئيس التونسي باجي قايد السبسي إلى الجزائر، اليوم الخميس، سوف تعطي ديناميكية أكثر للعلاقات بين البلدين، في ظل ظرفية أمنية حادة وخطيرة على مستوى الفضاء المغاربي ، مبرزا أن الجزائر تعتبر نموذج استقرار في هذا الفضاء. وأكد أستاذ العلوم السياسية، عدم وجود أي توتر في العلاقات بين البلدين، مبرزا أن العلاقات الجزائريةالتونسية، تاريخيا محكومة بإرث تاريخي، منذ أحداث ساقية سيدي يوسف، أين امتزج الدم الجزائري مع الدم التونسي، و أشار من جهة أخرى إلى البعد السياسي والاستراتيجي، موضحا في هذا الصدد أن تونس تشكل عمقا استراتيجيا بالنسبة للجزائر و أضاف أن تونس من زاوية علم السياسة هي دولة صغيرة و أن الدولة الصغيرة دائما تلجأ إلى آليات الدبلوماسية الجماعية ولا تدخل في تصادمات، مبرزا الدعم والمساعدة التي قدمتها الجزائرلتونس في ظل وضعها الاقتصادي، بعد الحراك الذي جرى في 2011 مع ذهاب نظام بن علي، ولفت إلى أن الجزائر قدمت يد المساعدة لتونس لأسباب إنسانية و استراتيجية، فتونس تشكل ضمان للأمن القومي للجزائر، كما أشار المتحدث إلى الروابط الاقتصادية والتي تتعلق أساسا بمحاولة بناء مشاريع على مستوى الحدود بين الدولتين بالإضافة إلى الروابط الاجتماعية والثقافية، وأكد الدكتور فاتح خننو، أن البعد الأمني هو الأساس بالنظر إلى ما تشكله الظرفية الأمنية التي يمر بها الإقليم في الفضاء المغاربي، حيث تشكل الجزائر نموذج استقرار، مؤكدا أن ما يهم الجزائر هو تأمين أمننا القومي عن طريق الجيش وتماسك المجتمع الجزائري وتفعيل آليات الحوار بين كل الدول الموجودة في فضائنا المغاربي، مشيرا إلى أن التعاون الجزائريالتونسي على المستوى الأمني يشهد تنسيقا عالي المستوى وقال أن التعاون الأمني الجزائريالتونسي، يعد فريد من نوعه على مستوى المنطقة، حيث توجد علاقات قوية بين الطرفين في هذا المجال، و يرى نفس المتحدث أن الإرهاب أصبح تهديدا بالنسبة لتونس ولاستقرارها البنيوي،مؤكدا أن تونس تحتاج إلى المساعدة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة، لذلك فهي ترجع إلى الجزائر وبخصوص الملف الليبي، أوضح بأن هناك توافق في الطروحات بين البلدين وذلك بالتأكيد على الحل السياسي السلمي وبناء التوافق داخل المجتمع الليبي والأساس -كما أضاف - نحو بناء الدولة الليبية الحديثة هو التوافق والمصالحة الوطنية وقال أننا نؤسس وفق مرتكزات الدبلوماسية الجزائرية للحلول السلمية السياسية وليس للحلول العسكرية، لأن الحلول العسكرية ليست محكومة النتائج دائما ويستطيع حل عسكري في ليبيا أن يفرز تقسيم الدولة الليبية، لكن الحل السلمي يبقي على وحدة ليبيا وذكر أن الجزائر مؤمنة حدودها والجيش لديه خبرة في مجال مكافحة الإرهاب، لكن الاشكالية تخص تونس، بخصوص كيفية مواجهتها لهذه الظاهرة الخطيرة جدا، حيث سترجع للأشقاء لاكتساب الخبرات للتعامل مع الظاهرة الإرهابية .