تربص إسبانيا سيساعد الخضر على الدخول في أجواء مباراة مراكش - عاد مؤخرا المدرب القسنطيني الشاب واللاعب السابق للموك و السنافر عدلان بوخدنة من الإمارات العربية المتحدة، وهذا بعد خوضه تجربة احترافية قصيرة، من خلال إشرافه على شبان فريق شباب دبي (15 سنة). بوخدنة الذي عاد منبهرا بسياسة التكوين المعتمدة من قبل الإتحاد الإماراتي، بدليل - كما قال- انتدابها لخبراء عالميين عملوا في حقل التكوين بأكبر النوادي الأوروبية، على غرار "البارصا" و أجاكس، بمن فيهم بعض الجزائريين يتقدمهم مادوني الذي يعمل في نادي الجزيرة لأكثر من 14 سنة، كمال جابر المعترف به في الإمارات، زيزو جباسي وعامر فوزي... كشف في هذا الحوار الذي خص به النصر إعجابه بسياسة الناخب الوطني السابق الشيخ سعدان، تحفظه على بعض الأسماء التي تضمنتها قائمة بن شيخة، وثقته في قدرة المحترفين على تجاوز عقبة المغاربة، وأشياء أخرى سنطالعها في ما يلي. *في البداية هل لك أن تحدثنا على السياسة الإماراتية في عالم كرة القدم، والفرق بينها وبين السياسة الجزائرية؟ بغض النظر عن الإمكانيات المتوفرة لكل الأصناف مدارس، مراحل (13، 15 و16سنة)، الأولمبيون والفريق الأول، بحيث لكل فئة ملاعبها، طاقمها الإداري، المستشارون والمكونون...إلخ. إلا أن الشيء الملاحظ هو الاعتماد على التكوين الحقيقي، وهذا باعتماد العمل المنهجي والعلمي. فاللاعب الإماراتي يبدأ من المدرسة يتعلم أبجديات اللعبة ومبادئها بطريقة علمية تكسبه الثقافة الرياضية، الأخيرة التي تساعده على استيعاب مختلف الرسومات التكتيكية، وبالتالي يسهل عليه تطبيقها، كما أنه يقوم بمعاينة المنافس من خلال شريط فيديو قبل كل لقاء، وهنا نفهم الفرق بين سياستهم وسياستنا في مجال التكوين، فعندنا أقولها بصراحة أننا نعتمد سياسة عشوائية، بل قل فوضوية وخاطئة، فاللاعب عندنا حقيقة موهوب وله إمكانيات فنية وبدنية معتبرة، يعمل المدرب على الاستثمار فيها من أجل تحقيق نتائج آنية، وأكبر دليل أن هناك لاعبين (18 سنة)، على أبواب المنتخب الوطني الأول، تجدهم لا يستوعبون الرسومات التكتيكية خاصة الحديثة منها، وهو ما يصعب من مهمة المدربين. *نفهم من هذا أنه يجب إعادة النظر في سياستنا التكوينية؟ هذا أمر ضروري إذا أرادنا اللحاق بالركب وضمان نجاح الاحتراف ببلادنا، فمستوى لاعبينا من مستوى فرقنا، الأخيرة تفضل في غالب الأحيان الاعتماد على لاعبين مخضرمين (38 سنة)، عوض الشبان (19 سنة)، والغريب في الأمر أن هناك من يفبرك نجوما يتم انتدابهم مقابل مليار سنتيم، يضطر المدرب في بعض الأحيان إعادة تكوينهم من جديد، وهو ما دفع بالناخب الوطني السابق الشيخ رابح سعدان الاعتماد على المحترفين لضمان التأهل إلى "كان ومونديال 2010". *إذا أنت مع سياسة الشيخ سعدان؟ نعم أنا مع سياسة الشيخ بنسبة 100 %، فسعدان إنسان واقعي أدرك ضعف منتوج بطولتنا سنة 2004، ما اضطره الاستنجاد في تصفيات ونهائيات "كان تونس" بكتيبة المحترفين في تلك الفترة بقيادة جمال بلماضي، وتدعيمها بذوي الخبرة من المحليين على غرار الحارس قواوي والمدافعين زاوي و عريبي. *ولكن الشيخ سعدان دخل في حرب التصريحات مع المخضرمين منصوري و صايفي بعد إبعادهما من المنتخب، فهل هذا معناه أنه أخطأ في حقهما أم في حق المنتخب؟ قضية الثنائي الذي ذكرته مع الناخب الوطني السابق تم استغلالها في الاتجاه السلبي لتأخذ أبعادا أخرى، فبالنظر لما قدمه منصوري و صايفي للمنتخب الوطني، وتضحياتهما في سبيل الدفاع عن الألوان الوطنية خلال التصفيات المزدوجة، كان من المفروض بعد التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا اعتراف كل الأطراف بإمكانياتها الحقيقية، وبالتالي تجنب الدخول في مثل هذا الجدال. فبالنسبة لي شخصيا فإن الشيخ سعدان يعتبر هرم الكرة الجزائرية ومدرسة كبيرة، كما أنه غني عن التعريف، وما وقفت عليه شخصيا خلال تجربتي القصيرة بالإمارات العربية، يؤكد بأن الكرة الجزائرية أصبحت مقرونة باسم الشيخ سعدان، خاصة على مستوى العالم العربي، فشهرة الشيخ سعدان تجاوزت شهرة صاحب الكعب الذهبي رابح ماجر وكذا مرزقان. *لنعد قليلا إلى تشكيلة الخضر التي تنتظرها مباراة مصيرية يوم 4 جوان بمراكش. فهل من تعليق بخصوص قائمة بن شيخة؟ أصارحك القول بأنه لدي بعض التحفظات وهذا حسب رأيي الخاص. فهناك بعض اللاعبين الذين تم استدعاؤهم بعد معاينة واحدة في مباراة عادية، وآخرين لا يعرفهم عامة الناس ولا المتتبعين ولا حتى الطاقم الفني، إلا من خلال بطاقة الزيارة، الأخيرة التي تضم في بعض الأحيان معلومات خاطئة لا وجود لها في الواقع الميداني الذي يكشف المستور حين تحين ساعة الجد، وهذا ما يثير حفيظة اللاعبين المحليين خاصة إذا تعلق الأمر بلاعب ينشط في بطولة ضعيفة من الدرجة الثانية وحتى الثالثة. وفي ذات السياق أتساءل عن سر لجوء الطاقم الفني الوطني إلى معاينة اللاعبين قبل أيام من موعد المباراة الرسمية، فلماذا لا تتم المعاينة قبل شهرين أو 3 أشهر. كما لدي عتاب كذلك على بعض من زملائكم الصحفيين الذين يتقمصون أحيانا دور "المناجير" والذين يحبذون لعب دور التقني عوض نقل المعلومة إلى المهتمين وتنوير الرأي العام الرياضي، كما بإمكانه أن يدل الطاقم الفني على لاعب معين ويترك له مهمة المعاينة والحكم. *نفهم من هذا أن بوخدنة غير متفائل بنتيجة لقاء مراكش؟ لا أنا لم أقل هذا. بالعكس أنا متفائل جدا وثقتي كبيرة في لاعبينا ، ليس لأنهم المحترفين في أكبر الدوريات الأوروبية فحسب، بل لأنهم محترفون بأتم معنى الكلمة، ويلعبون دوما من أجل التأهل، كما أنهم وفي حالة الخسارة لا يتأثرون ويعملون دائما على الاستدراك، وأظن أن هذه هي نقطة قوة لاعبي منتخبنا الوطني. أنا متفائل بإمكانية عودة الخضر من مراكش بنتيجة إيجابية تعبد لهم طريق المرور إلى نهائيات الغابون وإفريقيا الوسطى سنة 2012، وهذا اعترافي بأن المنتخب المغربي ليس سهل الترويض داخل قواعده، ويضم هو كذلك بعض اللاعبين المحترفين الممتازين، يتقدمهم مهاجم نادي أرسنال مروان الشماخ.