ربما يتفق الكل بخصوص أفضل لاعبي كرة قدم في التاريخ حيث يجمع معظم المتتبعين على أن البرازيلي بيلي والأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا هما الأفضل على الإطلاق في حين يثار السؤال بخصوص ثالث أفضل لاعب بعد الجوهرة السوداء البرازيلية والساحر الأرجنتيني حيث تبرز بعض الأسماء المميزة كالفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان والقيصر الألماني فرانز بيكينباور وبطبيعة الحال أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف، هذا الأخير يراه الكثيرون ثالث أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم . يوهان كرويف ... الهولندي الطائر ولد هندريك يوهاناس كرويف المشهور بيوهان كرويف بتاريخ 25 أفريل 1947 بالعاصمة الهولندية أمستردام وسط عائلة متواضعة حيث كان والده بقالا، كان يوهان كرويف بقامة متر و78 سنتميترا ووزن 68 كيلوغراما لاعبا في مركز مهاجم كما كان بإمكانه اللعب كوسط ميدان هجومي برز بشكل واضح سنوات السبعينيات والثمانينيات وفجر موهبته بالأخص في فريقي أجاكس أمستردام الهولندي وبرشلونة الاسباني لقب بالهولندي الطائر لقوته كما لقب خلال لعبه لبرشلونة بالسلفادور أو المخلص . من لم يدخل الملعب من الباب دخله من فوق الحائط كان يوهان كرويف وهو صبي في الثامنة من العمر يقطن بجوار ملعب لومير والذي كان ملعب فريق أجاكس أمستردام آنذاك، مما وطد علاقة خاصة بين يوهان وفريق أجاكس حيث كان يتسلق جدران الملعب لأجل حضور تدريبات الفريق الهولندي العملاق حينها وكله أمل في أن يكون أحد لاعبيه في المستقبل، ورغم تحذيرات والده البقال آنذاك له من مغبة ذلك إلا أن إسرار الطفل يوهان على ذلك وتعلقه بفريقه المفضل كان يدفعانه لتكرار الأمر ذاته دائما . دمعة وابتسامة في حياة كرويف طفولة يوهان كرويف لم تكن سعيدة البتة، فوالده الذي كان بقالا توفي تاركا يوهان طفلا صغيرا في سن الثانية عشرة، ولأن حال عائلته كان تعيسا لحد ما فقد اضطرت والدته للاشتغال كعاملة نظافة في فريق أجاكس أمستردام الذي يقرب ملعبه من منزلهم وهذا حتى تستطيع تغطية تكاليف معيشة أبناءها بعد وفاة زوجها، وهنا بدأت حياة كرويف في التغير وأصبح حلمه في الانضمام إلى فريقه المحبب أجاكس أمستردام يدنو ويقترب أكثر فأكثر . الفقر يفتح أبواب النجومية أمام يوهان كانت كل الظروف مواتية لكي يكون يوهان كرويف قريبا من فريقه المفضل أجاكس أمستردام، إذ وزيادة على جوار منزله للملعب الخاص بالفريق، كان لعمل والدته التي تشتغل منظفة داخل الفريق أثر في تحويل حلم ابنها إلى حقيقة بحيث كانت تصطحبه معها عدة مرات للملعب، وفي الوقت الذي كانت والدته تقوم بأشغالها في الملعب كان كرويف يداعب الكرة رفقة أقرانه من الأطفال وهنا شاهده أحد مسئولي الفريق ولمس مدى موهبته فتم ضمه للفريق في سن العاشرة حيث بدأت خطواته نحو عالم النجومية بسرعة ولم يكد يبلغ سن السابعة عشرة حتى أصبح لاعبا في الفريق الأول لأعرق الأندية الهولندية أجاكس أمستردام . الخطوات الأولى رفقة أكابر أجاكس تدرج كرويف في مختلف الفئات السنية لفريق أجاكس أمستردام من الأصاغر إلى الأواسط إلى أن وصل لفئة الأكابر سنة 1964 وحينها سجل هدفا في أول مباراة له مع الفريق الأول رغم أن فريقه انهزم خلالها بثلاثية لواحد، ومع ذلك لم يتحصل على مكانة أساسية في الفريق إلا مع الموسم الذي تلا ذلك أي الموسم 1965 – 1966 وحينها بدأ في جلب أنظار الصحافة الرياضية في بلاده كما أثار اهتمام منتخب بلاده بعدما تمكن من تسجيل 25 هدفا خلال 23 مباراة فقط، وقد كان ذلك رصيدا كبيرا ومفاجأ بالنظر إلى سنه الصغير آنذاك . بداية المجد المحلي والأوروبي أفضل موسم ليوهان كرويف مع أجاكس أمستردام كلاعب كان الموسم 1966 – 1967 بقيادة المدرب الشهير رينوس ميكلز أين تمكن كرويف من تسجيل 33 هدفا توجته على عرش هدافي بلاده وقاد بها فريقه إلى إحراز ثنائية البطولة الهولندية والكأس وعاود الكرة أيضا الموسم 1969 - 1970 قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة في ذات الموسم ويبتعد لوقت طويل عن الملاعب، وخلال تسع سنوات لعبها يوهان كرويف في البطولة الهولندية أحرز كما هائلا من الألقاب تمثلت في ستة ألقاب للبطولة المحلية وأربعة ألقاب لكأس هولندا إضافة إلى ثلاث كؤوس أوروبية . لا صوت يعلو فوق صوت أجاكس وكرويف قبل إحرازه أول ألقابه الأوروبية كان لكرويف وأجاكس ذكرى سيئة من آخر مباراة أوروبية لهم بسبب خسارة قاسية على يد ميلان، إلا أن كرويف وزملاءه لم يفقدوا الأمل في اعتلاء عرش الكرة الأوروبية وهذا ما كان لهم ابتداء من سنة 1971 حيث تمكن الفريق حينها من الفوز بكأس أوروبا للأندية البطلة محتفظا بها ثلاث مواسم متتالية أي 1971 – 1972 – 1973، أين أصبح فريق العاصمة الهولندية حينها رائد كرة القدم الحديثة في العالم عندما أصبح يطبق طريقته الشهيرة طريقة الكرة الشاملة والتي عرفت بها الكرة الهولندية عموما وحتى يومنا هذا، ويوهان كرويف خصوصا حينما درب فريق الأحلام لبرشلونة، واستمرت نجاحات كرويف لفترة منتصف السبعينيات حينما نجح في قيادة منتخب بلاده لنهائي كأس العالم لسنة 1974 غير أنه خسر أمام البلد المضيف ألمانيا رغم أن منتخب الطواحين كان الأفضل . الأسباب التي دفعت كرويف لمغادرة أجاكس رغم تألقه انتقل يوهان كرويف سنة 1973 إلى اسبانيا أين حط الرحال بفريق برشلونة العريق الذي وقع له مقابل مبلغ مليوني دولار، أين بدأت فصول قصة طويلة وشيقة في التشكل، وحسب ما قيل حينها فان الأسباب التي دفعت كرويف لمغادرة فريق العاصمة الهولندية أجاكس أمستردام هي شعوره بعدم حصوله على ما يستحقه في الفريق حيث كان ناقما على إدارة أجاكس أمستردام لعدم منحها له شارة القيادة رغم أنه كان حينها في موسمه التاسع بألوان الفريق في فئة الأكابر، وما سهل رحيله نحو إقليم كاتالونيا الاسباني ارتفاع الأجرة التي وعده بها مسئولو فريق برشلونة عكس ما كان يتقاضاه في أجاكس أمستردام . لا الريال ولا فرانكو ... البارصا هي الخيار قدوم كرويف إلى فريق برشلونة كان على حساب الغريم التقليدي للكاتالان فريق ريال مدريد وقد تدخلت الأمور السياسية في المسألة حينها، ففريق ريال مدريد كان يمثل الحكومة الاسبانية وكان أشهر مناصريه حينها الديكتاتور فرانكو في حين كان إقليم كاتالونيا يطالب بالانفصال عن اسبانيا وقد كانت مباريات البارصا فرصة لأنصارها لإطلاق الهتافات المناهضة لحكومة فرانكو والمطالبة بالاستقلال ومن هنا أطلقوا على يوهان كرويف تسمية السلفادور أو ما يعني المخلص، وما زاد في شعبية كرويف حينها وجعله اللاعب رقم واحد في ملعب نيوكامب قيادته لفريق برشلونة لإحراز لقب الليغا الاسبانية بعد غياب طويل مقدما اللقب هدية لأنصار فريقه بمناسبة ذكرى تأسيس البارصا . كرويف والخماسية الشهيرة في مرمى الريال لم يدخل كرويف مباشرة في اللعب مع فريق برشلونة إذ انتظر طويلا قبل الانضمام إلى كتيبة البلوغرانا بسبب بعض المشاكل الإدارية التي اعترضت عقده، قبل أن يلعب أولى مبارياته باللونين الأزرق والأحمر بتاريخ 28 أكتوبر 1973 حيث قاد برشلونة لإحراز اللقب حينها وقد كان تاسع ألقاب الفريق في البطولة الاسبانية آنذاك في موسم لم يخسر الفريق فيه أيا من مبارياته وكانت نجمة تلك المباريات مباراته أمام ريال مدريد وفي معقل هذا الأخير ملعب السانتياغو بيرنابيو أين فاز كرويف ورفاقه بخماسية نظيفة . المتعجرف الذي أخرج 60 ألف متظاهر إلى الشوارع تعدت شعبية يوهان كرويف في أوساط مشجعي فريق برشلونة كل الحدود إلى درجة أن أصبحت تقيم التظاهرات احتجاجا على تغييره أثناء المباريات وهذا ما حدث فعلا شهر فيفري من سنة 1976 عندما نزل حوالي 60 ألفا من مشجعي فريق برشلونة إلى الشوارع مطالبين بإقالة مدرب الفريق آنذاك الألماني هانس فايسمولر على خلفية تغييره ليوهان خلال إحدى مباريات البطولة الاسبانية أمام اشبيلية، وحينها قال كرويف الذي كان يعتبره البعض لاعبا متعجرفا ومتكبرا : "أنا لا أتلقى الأوامر من أحد، قد يعتبر المدرب نفسه نجما ولكن النجم الأول للفريق هو أنا" . كرويف العلامة الفارقة بين البارصا والريال بعد تألقه اللافت مع برشلونة تم اختيار يوهان كرويف وعدد من زملائه في البارصا لتمثيل منتخب إقليم كاتالونيا الاسباني وكان ذلك في شهر نوفمبر 1973، بعدها استمر اللاعب الهولندي في برشلونة لخمسة مواسم كاملة حيث غادر ملعب النيو كامب سنة 1978 بعدما أحرز آنذاك كأس ملك اسبانيا رفقة البلوغرانا، ورغم اقتصاره مع الفريق على نيل لقبين لليغا الاسبانية إلا أن شعبية كرويف داخل أوساط مشجعي برشلونة تعدت كل الحدود وهذا لكونه كان النقطة الفارقة في تغيير تاريخ النادي وعلاقته مع غريمه التقليدي ريال مدريد، فالفترة التي سبقت قدوم كرويف للبارصا شهدت سيطرة ريال مدريد على كرة القدم الاسبانية لأربعة عشرة سنة متواصلة غير أنه وبمجرد قدوم كرويف إلى البارصا انقلبت المعادلة وتفوق الكاتالونيين على نظرائهم من الفريق الملكي في العديد من المناسبات حيث برز دور كرويف الحاسم في ذلك . أول لاعب هولندي ينال بطاقة حمراء كان أول ظهور ليوهان كرويف رفقة المنتخب الهولندي شهر أكتوبر 1966 وكان أول أهدافه بعد شهر في المباراة التي خاضها منتخب الطواحين أمام نظيره المجري، كما كان كرويف أول لاعب هولندي يتلقى بطاقة حمراء وكان ذلك خلال مباراة منتخب بلاده أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا ونتج عن ذلك أن قرر الاتحاد الهولندي لكرة القدم حرمان نجمه الأول من المشاركة في صفوف المنتخب الهولندي لمدة سنة كاملة وهذا ما يفسر قلة ظهوره بالألوان البرتقالية . هكذا وصل كوريف إلى نهائي المونديال كان عام 1974 أحد أبرز السنوات الذهبية في تاريخ يوهان كرويف إذ نجح حينها في قيادة منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم متخطيا منتخبات ذات وزن ثقيل على الساحة الكروية العالمية، ومن العوامل التي ساعدت كرويف حينها على قيادة هولندا للنهائي تواجد عدد من زملائه السابقين في أجاكس أمستردام في المنتخب الهولندي أمثال نيسكنز مندوب وكرول، كان كرويف حينها قائدا للمنتخب وقاده للنهائي مكتسحا عدة منتخبات عريقة في طريقه فكانت البداية بالأرجنتين التي تلقت شباكها رباعية من الفريق البرتقالي منها ثنائية لكرويف ثم البرازيل بهدفين منها هدف لنفس اللاعب ليصل إلى النهائي أين واجه ألمانيا بقيادة القيصر فرانز بيكمباور . كرويف ونيسكنز في مواجهة بيكمباور ومولر دخل كرويف وزملائه النهائي بقوة ولم يتركو للمانشافت بقيادة بكمباور أية فرصة للمناورة، حيث قاد كرويف هجمات منتخب بلاده منذ البداية وكانت أخطرها تلك التي انتهت بتسديدة من لاعب برشلونة آنذاك والتي تصدى لها الحارس الألماني سيب ماير بصعوبة بالغة، غير أن الكرة ارتدت للهجوم الهولندي مما دفع دفاع الألمان لعرقلة المهاجم هونيس وبالتالي تحصل الهولنديون على ضربة جزاء نفذها نيسكنز معلنا تقدم الفريق البرتقالي بهدف نظيف، هدف كان له أثر عكسي على زملاء كرويف الذين تراجعوا كثيرا حيث لم يبرز يوهان بشكل جيد بسبب الرقابة التي فرضها عليه المدافع الألماني بيرتي فوكس، وتواصلت السيطرة الألمانية لتتوج بهدف التعادل عن طريق برايتنر من ضربة جزاء قبل أن يقضي هداف كأس العالم لكل الأوقات غيرد مولر على أحلام كرويف ورفاقه بالهدف الألماني الثاني الذي حرم هولندا من اعتلاء عرش الكرة العالمية . بعد ثلاثين سنة ... يعترف بأسباب الانسحاب من مونديال 1978 رغم أنه كان يمر بأحسن فترات مشواره الكروي ورغم كل ما قدمه رفقة المنتخب الهولندي في مونديال 1974، إلا أن يوهان كرويف انسحب من المنتخب الهولندي المشارك في كأس العالم لسنة 1978 مما جعله معرضا لموجة من الغضب الشعبي في بلاده بعد أن اتهمته الجماهير بالخيانة، غير أن الحقيقة لم تتضح إلا سنة 2008 حينما اعترف كرويف بالأسباب الحقيقية التي حالت دون مشاركته في مونديال 1978 حيث ذكر في تصريح لإحدى القنوات الإذاعية الاسبانية بأنه تعرض للتهديد بعدما اقتحم مجهولون شقته ووجهوا له تهديدات بواسطة سلاح ناري أمام مرأى من زوجته وأبنائه . عندما يقرر كرويف فلن يغير رأيه أحد اعتزل كرويف اللعب مع المنتخب الهولندي مبكرا وكان ذلك سنة 1977 أي قبيل مونديال 1978 الذي أقيم حينها في الأرجنتين ورغم مناشدات ملكة هولندا وجماهير الكرة الهولندية له بالتراجع عن ذلك القرار إلا أنه رفض التراجع حيث اكتفى بلعب 48 مباراة فقط رفقة منتخب بلاده سجل خلالها 33 هدفا وهو معدل تهديفي جد كبير .
فريق واحد وطقمي ألبسة ... لأن كرويف هنا من العلامات الفارقة في مشوار كرويف مع المنتخب الهولندي هو أنه لم يكن يرتدي نفس اللباس الذي يرتديه زملائه، فرغم التشابه في الألوان إلا أن التفاصيل الدقيقة كانت مختلفة فكرويف كان يلبس ألبسة تابعة لشركة بوما التي كان له عقد ترويجي يجمعها بها في حين كان المنتخب الهولندي يلبس طقما من صنع شركة أديداس والفرق بين الطقمين هو أن لباس كرويف كان بأكمام صيفية قصيرة مع شريطين في حين كان قميص بقية لاعبي المنتخب بأكمام طويلة وثلاث أشرطة . الرقم السحري الذي سجل باسمه عرف عن يوهان كرويف حمله للرقم 14 سواء مع الأندية التي لعب لها أو مع المنتخب الهولندي، ويقال أن السبب الذي جعله يحمل هذا الرقم ابتداء من سنة 1970 هو أن زميله جيري ميرين استغل إصابة كرويف سنة 1970 ودخوله في فترة نقاهة وخطف منه الرقم 9 الذي كان يحمله حينها كرويف، ومنذ ذلك الوقت أصبح الرقم 14 الرقم المفضل له إلى درجة أن قررت إدارة فريق أجاكس أمستردام قبل حوالي سنتين أن تلغي الرقم 14 من أقمصة فريقها الأول تكريما لأسطورة الرقم 14 يوهان كرويف . كرويف المدرب بين الأجاكس والبارصا بعد تقاعده كلاعب سنة 1984 خاض كرويف تجربة دراسية لمدة سنتين تعلم فيها أصول مهنة التدريب، سنتين من التعلم لم تذهبا سدا بل تخرج كرويف مدربا وكان الفريق الأول الذي منحه الفرصة لممارسة مهنته الجديدة فريقه الأصلي الذي ترعرع فيه وهو صغير أجاكس أمستردام، وكما كان لاعبا لم يختلف كرويف المدرب كثيرا إذ قاد فريقه مرة أخرى لنيل الألقاب كمدرب بعدما قاده سابقا كلاعب، وتوج كرويف مسيرته مع أجاكس كمدرب بنيل كأس هولندا سنتي 1986 و1987 إضافة إلى كأس أوروبا للأندية الحائزة على الكؤوس سنة 1987، ومع ذلك لم ينل لقب البطولة الهولندية ليرحل سنة 1988 إلى اسبانيا عائدا إلى فريق برشلونة الذي لعب له سابقا . فريق الأحلام والخماسية الجديدة في مرمى الريال كان انضمام كرويف كلاعب بداية لتشكل أول فريق أحلام لبرشلونة سنة 1973 حيث كانت قمة المستوى الذي وصل له الفريق فوزه أمام غريمه ريال مدريد بخماسية نظيفة، ثم عاد كرويف ولكن كمدرب لصنع فريق أحلام جديد أو ما يصطلح عليه بدريم تيم بعد إشرافه على البارصا سنة 1988، ثمانية مواسم كاملة قضاها يوهان كرويف كمدرب في فريق البلوغرانا برشلونة قاده فيها إلى تحقيق كم هائل من الألقاب بفضل فريق الأحلام الذي ضم حينها البلغاري خريستو ستويشكوف والبرازيلي روماريو وصاحب القذفات الصاروخية الهولندي كومان إضافة إلى الشاب الصغير حينها جوزيب غوارديولا، وهو الفريق الذي نال تحت قيادة المدرب الهولندي أربعة ألقاب للبطولة الاسبانية ورابطة أبطال أوروبا إضافة إلى كأس ملك اسبانيا وكأس السوبر الاسبانية ليصل مجموع ما حققه إلى 11 لقبا كما حقق ما هو أغلى من الألقاب حينما أكرم ريال مدريد بخماسية جديدة ولكن على ملعب نيو كامب هذه المرة . التدخين وتدهور صحة الهولندي الطائر كان يوهان كرويف مدمنا على التدخين بشكل كبير جدا إلى درجة أنه كان يتناول السيجارة حتى بين أشواط المقابلات حسب بعد الروايات، ويقال أيضا أنه كان يدخن ما بين 16 إلى 20 سيجارة في اليوم الواحد وبالطبع الأمر لم يستمر كثيرا حتى دفع كرويف الثمن بحيث أجرى عملية جراحية على قلبه سنة 1991 حينما كان يشرف على تدريب فريق الأحلام لبرشلونة وترك وراءه ريكساش لقيادة الفريق قبل أن يعود بعد تعافيه . عندما تخير بين الكرة وحياتك فانك تفضل الانسحاب سنة 1996 انتهى مشوار كرويف كمدرب لكرة القدم وذلك بعدما نصحه الأطباء باعتزال مهنة التدريب إن أراد الحفاظ على حياته وهذا بعد إصابته بمرض القلب نتيجة إدمانه على التدخين، حيث أصبحت حياته مهددة في حالة واصل أسطورة الكرة الشاملة المشوار نتيجة لعدم قدرة جسمه على التحمل وبذلك كان التدخين ونتائجه السبب الذي أنهى مشوار يوهان كرويف مع الساحرة المستديرة كمدرب ليتفرغ بعدها للأعمال الخيرية والإدارية التي لا تخرج عن نطاق كرة القدم، كما قام بحملات ضد التدخين من بينها شريط إعلاني يدعو للإقلاع عن هذه الآفة عافنا الله وإياكم . رجل الخفاء الآمر والناهي في النيو كامب بعد اعتزاله مهنة التدريب لم يبتعد يوهان كرويف عن محيط فريق برشلونة إذ احتفظ به الرئيس آنذاك نونيز كمستشار للفريق حيث كان كرويف دائم الحضور في المنصة الشرفية لملعب النيو كامب لحضور مباريات البارصا وكانت كلمته داخل أروقة فريق البلوغرانا مسموعة لحد بعيد حيث كان له اليد الأولى في تعيين عدد من المدربين على رأس العارضة الفنية للفريق وعلى رأسهم لاعبه المذلل في فريق الأحلام دريم تيم المدرب الحالي جوزيب غوارديولا، وظل كرويف يتطلع بمهامه الاستشارية داخل فريق برشلونة حتى الآن في عهدة الرئيس السابق خوان لابورتا . معهد يوهان كرويف للدراسات الرياضية لم يكتفي كرويف بدوره الإداري في فريق برشلونة بل أراد أن يتميز أكثر فقام سنة 1999 بإنشاء معهد يوهان كرويف للدراسات الرياضية والذي توجد مقراته في مدن برشلونة أمستردام ومكسيكو إضافة إلى فرعين في كل من ساوباولو بالبرازيل وكيتو عاصمة الإكوادور، يعنى هذا المعهد بتلقين منتسبيه فنون التدريب على مدى سنة من التكوين مقابل مبلغ مالي يتراوح ما بين 1120 و1500 أورو، ويشرف على هذا المعهد إضافة إلى يوهان كرويف عدد من أشهر الوجوه الكروية العالمية، ويحصل طلبة هذا المعهد بعد تخرجهم على شهادة ماستر دولي في التسيير الرياضي أو تسيير أعمال كرة القدم، ومن بين أشهر طلبة المعهد أسطورة كرة السلة الاسباني فران مارتينيز ولاعب كرة القدم المكسيكي رافا ماركيز . الجانب الإنساني ليوهان كرويف من العلامات الايجابية في تاريخ يوهان كرويف إنشاءه سنة 1995 لمؤسسة خيرية تعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوزين تحت اسم مؤسسة يوهان كرويف الخيرية، وقد قامت هذه المؤسسة سنة 2003 وبالتعاون مع السلطات المحلية لبعض الدول في بناء الميادين لممارسة كرة القدم للأطفال وهي متواجدة في حوالي 80 دولة ومن بين مناطق نشاطها الرئيسية إفريقيا الجنوبية انجلتراوإقليم كاتالونيا الاسباني، كما توفر هذه المؤسسة الرعاية لحوالي 3000 طفل كل سنة ولا يقتصر نشاطها على كرة القدم فقط بل تشمل عدة رياضات أخرى . جوردي كرويف ... هذا الشبل من ذاك الأسد خلال إشرافه على فريق برشلونة قام يوهان كرويف بضم ابنه جوردي إلى الفريق حيث تدرج من فريق الشباب إلى الاحتياط ووصولا إلى الفريق الأول سنة 1994 وهو في عمر العشرين حيث كانت أولى مبارياته ضد سبورتينغ خيخون وانتهت بفوز البارصا بهدفين لواحد، لعب جوردي كرويف لفريق الأحلام بقيادة والده يوهان موسمي 1994-1995 و1995-1996 وتألق بشكل كبير في فريق ضم لاعبين كبار أمثال روماريو وستويشكوف، ثم انتقل شهر أوت سنة 1996 إلى فريق مانشستر يونايتد قبل أن يصاب سنة 1998 مما حرمه من المشاركة رفقة المنتخب الهولندي في مونديال فرنسا 1998، ثم عاد إلى اسبانيا رفقة سيلتا فيغو قبل أن يعود لمانشستر يونايتد أين فاز بلقب البطولة الانجليزية هناك سنة 2000 وبعدها انتقل إلى ألافيس الاسباني وكان صاحب الهدف الرابع لفريقه في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي التي فاز بها ليفربول 5-4 سنة 2001 . الجيل الثالث من عائلة كرويف في برشلونة بعد يوهان وابنه جوردي تواصل انضمام أفراد جدد من عائلة كرويف لفريق البلوغرانا وآخر المنضمين كان حفيد الأسطورة يوهان كرويف جوشوا أنغوي كرويف وهو حفيد يوهان كرويف من ابنته شانتال ووالده هو حارس برشلونة السابق خيسوس ماريانو أنغوي، جوشوا ورغم أنه لازال في فريق الشباب إلا أن مدربيه في فريق برشلونة يتوقعون له مستقبلا كبيرا في كرة القدم . الأندية التي لعب لها : لعب يوهان كرويف منذ احترافه لفريق أجاكس أمستردام من سنة 1967 إلى غاية 1973 أين شد الرحال إلى اسبانيا حيث لعب لفريق برشلونة لخمسة مواسم انتهت به في فريق لوس أنجلوس الأمريكي أين مكث موسما وحيدا فقط رحل بعده إلى فريق أمريكي آخر هو واشنطن ديمبلوماتس أين لعب له من سنة 1980 إلى 1981 أين مكث سنة واحدة فقط اتجه بعدها إلى فريق ليفانتي الاسباني في مرور قصير قبل أن يعود إلى فريقه الأول أجاكس أمستردام سنة 1981 واستمر معه إلى غاية 1983 أين اتجه إلى غريمه التقليدي فينورد روتردام وبقي معه إلى غاية اعتزاله سنة 1985 . انجازات يوهان كرويف اللاعب : مع أجاكس أمستردام : البطولة الهولندية : 1966 – 1967 – 1968 – 1970 – 1972 – 1973 – 1982- 1983 . كأس هولندا : 1967 – 1970 – 1971 – 1972 – 1983 . كأس الأندية الأوروبية البطلة : 1971 – 1972 – 1973 . كأس العالم للأندية : 1972 . الكأس الأوروبية الممتازة : 1972 – 1973 . كأس الانتيرتوتو : 1968 . مع برشلونة : البطولة الاسبانية : 1974 . كأس ملك اسبانيا : 1978 . مع فينورد روتردام : البطولة الهولندية : 1984 . كأس هولندا : 1984 . ألقاب يوهان كرويف المدرب : مع أجاكس أمستردام : كأس هولندا : 1986 – 1988 . كأس الأندية أبطال الكؤوس : 1987 . مع برشلونة : البطولة الاسبانية : 1991 – 1992 – 1993 – 1994 . كأس الأندية أبطال الكؤوس : 1989 . كأس ملك اسبانيا : 1990 . كأس رابطة أبطال أوروبا : 1992 . الكأس الأوروبية الممتازة : 1992 . انجازاته الفردية : أفضل لاعب في أوروبا : 1971 – 1973 – 1974 . الكرة الذهبية لأحسن لاعب في العالم : 1974 . الحذاء الذهبي : 1984 . مدرب السنة : 1992 – 1994 .