الهلال الأحمر يستنفر 25 ألف متطوع لمواجهة موجة البرد أعلن الهلال الأحمر الجزائري حالة الطوارئ، بتجنيد كافة طاقاته والمتطوعين في صفوفه، وفتح مقراته عبر جميع الولايات لمساعدة المعوزين، واستقبال اللاجئين والأشخاص دون مأوى طيلة فصل الشتاء، مع تمكين سكان المناطق النائية والحدودية من الحصول على المؤونة والتغطية خلال هذه الأيام الممطرة. وكشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة «سعيدة بن حبيلس» في تصريح خصت به «النصر»، أن الهيئة التي تديرها أعلنت منذ بدء الاضطرابات الجوية عن حالة الطوارئ، وأنها شخصيا أرجأت ارتباطاتها في الخارج، من بينها المشاركة في قمة ستنعقد هذه الأيام بعمان، وستضم كافة رؤساء المنظمات الإنسانية الدولية، بسبب كثافة برنامجها داخل الوطن، موضحة أن أعضاء الهلال الأحمر وكذا المتطوعين في صفوفه مجندون ليلا ونهارا بالمناطق التي تشهد تساقطا كثيفا للثلوج والأمطار، التي قطعت المؤونة والامتدادات عن سكان المداشر والقرى النائية، بهدف إيصال الإعانات إلى هذه المناطق لفك العزلة عنها، بالتنسيق مع السلطات المحلية واعتمادا من المساعدات والهبات التي يتبرع بها مواطنون ومؤسسات ومقاولون. وأفادت السيدة بن حبيلس أن تحركات الهلال الأحمر تتمركز حاليا على مستوى الولايات المتضررة من سوء الأحوال الجوية، من بينها البيض والطارف وجيجل وتبسةوسوق أهراس وسطيف وخنشلة، مع العلم أن العواصف الثلجية مست هذه الأيام 15 ولاية شرقية ووسطى، ووجهت المتحدثة نداء إلى المحسنين لمساعدة الفئات الهشة في ظل هذه الظروف المناخية القاسية، لأن المسؤولية تخص الجميع دون استثناء، وأن الأوضاع الصعبة التي يعيشها قاطنو المناطق النائية والبعيدة، وكذا شريحة المعوزين هي امتحان لمدى تماسك وتآزر أفراد المجتمع، ولعدم اندثار قيمة التضافر والتضامن، مذكرة أنها منذ توليها رئاسة الهلال الأحمر الجزائري سنة 2014، قررت طواعية التخلي عن مساعدات الدولة حتى لا يبقى الهلال عبئا عليها، والاعتماد في المقابل على ما تجود به أيادي المحسنين، طالما أن روح التضامن هي من شيم المجتمع الجزائري.وكشفت المتحدثة عن جمع كميات كبيرة من المساعدات على مستوى الولايات، تقدم بها أفراد بسطاء وكذا مؤسسات، تم توزيعها على المحتاجين، فضلا عن فتح كافة مقرات الهلال الأحمر لاستقبال الأشخاص دون مأوى والرعايا الأفارقة، للاستفادة من وجبات ساخنة وأغطية وأفرشة وألبسة، من بينها مقر العلمة بسطيف، الذي يؤوي حاليا 160 مهاجرا إفريقيا، في حين يتم التكفل بالرعايا السوريين بالمراكز التي فتحت لأجلهم، ويتم حاليا البحث عن وسائل جديدة لضمان التدفئة بدل المدافئ التي تعتمد على قارورات الغاز، خشية وقوع حوادث. ويساهم في هذه العملية التضامنية التي اطلقها الهلال الأحمر هذا الشتاء حوالي 25 ألف متطوع يعملون باستمرار ليلا ونهارا، لرفع الغبن عن الفئات المحتاجة، كما يمتد نشاطهم إلى سكان المناطق البعيدة والحدودية، من ضمنها البلديات التابعة لولايتي تبسةوسوق أهراس، على غرار أم الطبول والحدادة، لأن الأمر يتعلق بحالة طوارئ حسب السيدة بن حبيلس، التي دعت إلى ضرورة الحفاظ على اللحمة الاجتماعية، والقضاء على المظاهر السلبية التي أضحت تهدد مجتمعنا، من بينها طرد الاصول والمرضى عقليا والنساء المطلقات إلى الشارع، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد المتشردين أو الاشخاص دون مأوى، خاصة في المدن الكبرى، لذلك تسعى رئيسة الهلال الأحمر للتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية لإعادة ترسيخ القيم الاجتماعية المهددة بالاندثار، ولتغيير بعض الذهنيات، معترفة أن المهمة صعبة وتتطلب الجهد والوقت، لكنها لا تتصور أن ترى مستقبلا فتيات مرميات في الشارع وشيوخا ومرضى عقليا، جراء تخلي أسرهم عنهم. ومن بين الإجراءات الاستثنائية التي وضعها الهلال الأحمر ، تخصيص عيادات طبية متنقلة للتكفل بالمرضى في المناطق المعزولة، والجنوبية على غرار إليزي، إلى جانب تجنيد سيارات إسعاف لصالح الحالات المستعجلة، في انتظار تلقي سيارة إسعاف جديدة ستوجه إلى المركز الاجتماعي الموجود بالمنطقة الحدودية «الحدادة» التابعة لولاية سوق أهراس، تبرعت بها جمعية نساء الدبلوماسيين في الجزائر، فضلا عن إحالة الحالات المستعصية إلى المستشفيات، من بينهم رعايا أجانب .