نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 **** سهرة اليوم على الساعة (20:00سا) الجزائر = السنغال الخضر أمام حتمية الانتصار و ترقب تعثر الجار سيكون المنتخب الوطني سهرة اليوم على موعد مع مباراة مصيرية، تحتم عليه تحقيق الانتصار أمام السنغال بملعب فرانس فيل، وانتظار هدية من منتخب زيمبابوي الذي يواجه المنتخب التونسي في المواجهة الثانية لحساب المجموعة الثانية بمدينة ليبرفيل، كونه السيناريو الوحيد الذي يسمح لمنتخبنا باقتطاع تأشيرة التأهل ومرافقة أسود التيرانغا إلى ربع النهائي من النسخة الواحدة والثلاثين من العرس الكروي القاري. الخضر الذين رهنوا حظوظهم بعد جولتين، شهدتا تسجيلهم تعادلا بطعم الخسارة أمام زيمبابوي في جولة الافتتاح، وخسارة في الديربي المغاربي أمام تونس، يدخلون مباراة اليوم بظهر إلى الحائط، وبإصرار على تلميع الصورة والتدارك مادامت كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، ورغم أن مصير منتخبنا ليس بأيدي لاعبيه، على اعتبار أن الفوز قد لا يكفي لتحقيق التأهل، إلا أن الناخب الوطني جورج ليكنس يريد من محرز ورفاقه الانتفاضة، واستعادة الروح الجماعية والقتالية، بغرض انتزاع فوز قد يكون جسر العبور إلى المحطة القادمة، وهو ما أكده ظهيرة أمس في الندوة الصحفية:» نحن لا نؤمن بالمعجزات، لكننا نؤمن بالعمل الجيد»، في إشارة واضحة وصريحة لعزم لاعبينا على ترويض الأسود، ومن ثمة الاستثمار في نتيجة اللقاء الثاني، سيما في حال فوز زيمبابوي أمام نسور قرطاج. وفيما يسعى الناخب الوطني إلى رفع الروح المعنوية للاعبيه، ودفعهم لإخراج اللعب الجميل والتحلي بالرغبة في الفوز لتخطي عقبة الأسود التي يصعب ترويضها في ظروف مماثلة، لتحررها من الضغط، يخيم هاجس الإصابات على بيت الخضر، حيث تتدرب المجموعة في غياب الرباعي الأساسي مبولحي وبن سبعيني وسوداني وبراهيمي، ما من شأنه تقليص الخيارات، ولو أن حالة براهيمي لا تدعو للقلق، وهو الذي صرح عشية اللقاء:» نحن نتواجد في وضعية صعبة، ولكن الأمور لم تنته بعد. يجب علينا التدارك أمام السنغال». وعلاوة على الغيابات الاضطرارية لكل من بن سبعيني و مبولحي و سوداني، تشير الأخبار الواردة من مواندا، أن ليكنس قرر إحداث تغييرات على التشكيلة الأساسية، في محاولة لضخ دماء جديدة في الكتيبة، من خلال تجديده الثقة في الحارس عسلة، واعتماده على بلقروي في المحور إلى جانب القائد ماندي، في حين سيقحم مصباح في الرواق الأيسر مكان غلام الذي لم يظهر بكامل إمكاناته في اللقائين السابقين، ونفس المصير سيعرفه قديورة الذي سيتم تعويضه بعبيد، على أن يكون الجديد في الجبهة الأمامية، ممثلا في مسجل الهدف أمام تونس سفيان هني الذي سيتولى مهمة صناعة اللعب، مقابل تحويل براهيمي إلى الرواق الأيسر. وهي التشكيلة التي لن تكون مهمتها سهلة على اعتبار أن الناخب السنغالي أليو سيسي أكد بأن فريقه سيخوض اللقاء بكل جدية للحفاظ على ديناميكية الفوز، وتحضير ربع النهائي من اليوم، وهي معطيات توحي بحضور مباراة كبيرة ومفتوحة على جميع الاحتمالات. نورالدين - ت جورج ليكنس في ندوة صحفية اللاعبون مصرون على بذل كل ما بوسعهم من أجل تشريف الجزائر اعترف الناخب الوطني جورج ليكنس بصعوبة مهمة الخضر في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى ربع النهائي، لكنه سارع إلى إبعاد جملة الحسابات المعقدة التي يتطلبها تجسيد هذا الطرح عن خانة «المعجزة»، وأكد بأنه يؤمن بالعمل الجاد، مادام لكل منتخب حظوظه في المرور إلى الدور القادم، وأن اللاعبين :» مصرون على بذل كل ما في وسعهم من أجل تشريف الجزائر بالفوز على السنغال». ليكنس وفي ندوة صحفية نشطها أمس بمدينة فرانس فيل أكد بأن الهزيمة الأخيرة أمام تونس تركت آثارا سلبية على اللاعبين، خاصة من الناحية المعنوية:» لكن الحياة يجب أن تستمر، طالما هناك أمل في التأهل، فإننا مجبرون على العمل بجدية للدفاع عن حظوظنا، مع ضرورة التحلي بالموضوعية، لأن مهمتنا منذ الوهلة الأولى لم تكن سهلة، كون القرعة وضعتنا إلى جانب منتخبين قويين مثل السنغالوتونس». الناخب الوطني أشار بأن الخروج من الوضعية الراهنة لن يكون سهلا:» من الصعب جدا تقبل الهزيمة التي تلقيناها ضد تونس، والتحضير للمباراة الهامة أمام السنغال كان في ظروف إستثنائية، بسبب كثرة الغيابات، مع بقاء شكوك تحوم حول مدى جاهزية بعض العناصر للمشاركة». إلى ذلك أشاد ليكنس بالمستوى الذي ظهر به بن سبعيني في هذه الدورة، وأكد بأن مشاركته في لقاء اليوم جد مستبعدة، كونه مازال يعاني من آلام:» الحقيقة أنني لا أرمي الورد على هذا الشاب، بل أنه قدم مردودا مقنعا في أول مشاركة رسمية له مع المنتخب، ويستحق التنويه، لأنه غامر بحالته الصحية في مباراة تونس، لما وافق على اللعب مصابا خدمة للمصلحة العامة، وشخصيا أنا معجب كثيرا به، وأتمنى أن أجد عناصر أخرى شابة تتسلح بنفس الإرادة». وأكد التقني البلجيكي بأن مبولحي و سوداني سيكونان خارج نطاق الخدمة في لقاء اليوم بسبب الإصابة، كما أن وضعية براهيمي لم تتضح بعد، على اعتبار أنه لم يتدرب أول أمس، والقرار النهائي بيد الطاقم الطبي، وهنا فتح ليكنس قوسا ليصرح: « أنا لم أحطم مسيرة أي لاعب، ونحن بحاجة إلى كل عنصر قادر على تقديم الإضافة، وقد منحت الفرصة لبعض العناصر في اللقاء الأول ضد زيمبابوي، ثم قمت بتغييرات طفيفة أمام تونس، ومستوى التشكيلة تحسن، لكن النتيجة لم تكن مرضية، مما عرضنا لوابل من الانتقادات، ومن غير المنطقي أن أجري تغييرا شاملا على التشكيلة الأساسية، بسبب نتيجة مباراة». وذهب ليكنس إلى الدفاع عن خياراته والعناصر التي راهن عليها، واتخذ غلام عينة، حيث أشار إلى أن هذا اللاعب لا يتحمل بمفرده مسؤولية الهزيمة ضد تونس، كونه عنصر واحد من التشكيلة، والخطأ الذي ارتكبه يمكن أن يكون من أي لاعب آخر، رغم أن الجميع يشهد بأن غلام يبقى من أبرز العناصر في المنتخب و حتى في نادي نابولي:» وعليه فإننا سنعمل على تفادي الأخطاء البسيطة التي إرتكبناها في المقابلتين السابقتين، والتي كلفتنا تلقي أهداف، لأن إشكاليتنا تكمن في عدم وجود التغطية الدفاعية الكافية». وفي رده عن سؤال يتعلق بتشريحه للوضعية الراهنة وكذا مستقبله مع الخضر اكتفى ليكنس بالتأكيد على أن المسؤولية جماعية بين اللاعبين، الطاقم الفني والاتحادية، ولمح إلى تمسكه بالمنصب:» تنظرنا تحديات كثيرة، وسنعمل على تطوير أسلوب لعب المنتخب، والتشكيلة ستكون أقوى في قادم الاستحقاقات، وهناك إستراتيجية ننتهجها في تسيير شؤون المنتخب، وسنسعى لمواصلة العمل في ظروف أفضل».