أدانت الجزائر «بأشد العبارات» الاعتداء الإرهابي «الجبان» الذي استهدف مساء الأحد المركز الثقافي الإسلامي بكيبك (كندا) حسبما صرح به أمس الاثنين الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف، الذي أشار إلى أن جزائريين إثنين قد يوجدان ضمن ضحايا الاعتداء الإرهابي. وصرح السيد بن علي شريف لوكالة الأنباء الجزائرية قائلا «ندين بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف مساء أول أمس (الأحد) مصلين اجتمعوا لأداء واجب الصلاة في مسجد بكيبك». وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية أن «هذا الاعتداء الذي لا يمكن وصفه يظهر أنه يتم من جديد استهداف المسلمين من قبل الإرهابيين الذين لا ينتمون لأي قضية أو ديانة»، مضيفا أنه «من خلال هذا الاعتداء يحاولون بلا جدوى زعزعة استقرار المجتمعات والمساس بانسجامها وتنوعها والتعايش السلمي للديانات والثقافات». و أكد أنه «أمام هذا المظهر الجديد من ازدراء قدسية الحياة البشرية نعرب عن تضامننا مع الحكومة والشعب الكنديين ونتقدم بتعازينا لعائلات الضحايا». وتابع الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية قائلا «نؤكد من جديد إدانتنا الشديدة للإرهاب والتزامنا بمواصلة الجهود من أجل إقامة التنسيق الضروري على الصعيد الدولي لمنع هذه الظاهرة والقضاء عليها». كما أكد السيد عبد العزيز بن علي الشريف، في سياق متصل، أن جزائريين قد يوجدان ضمن ضحايا الاعتداء الإرهابي . و صرح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية بأن «المعلومات الأولية التي استقتها قنصليتنا العامة بمونتريال لدى أفراد الجالية الجزائرية تفيد بأن جزائريين اثنين قد يكونا ضمن ضحايا الاعتداء الذي استهدف مساء الأحد المركز الثقافي الإسلامي بكيبك». و خلص السيد بن علي الشريف في الأخير إلى القول «بأن سفيرنا في أوتاوا وقنصلنا العام في مونتريال على اتصال مستمر مع السلطات الفدرالية الكندية و السلطات الكيبيكية لتأكيد هذه المعلومات و الحصول على توضيحات حول هوية الجرحى الذين يوجد خمسة منهم في حالة خطيرة». وقد ارتفع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي بكيبيك،الواقع بمنطقة سانت فوا، إلى ستة قتلى و ثمانية مصابين، وفق ما أعلنته مصادر من الشرطة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة بإقليم كيبيك، كريستين كولومب، في ندوة صحفية، إنه «لدينا ستة قتلى مؤكدين،وهم أشخاص تتراوح أعمارهم بين 35 و 70 سنة، بالإضافة إلى ثمانية جرحى»، موضحة أن الشرطة تتعامل مع الحادث ك «عمل إرهابي». كما أكدت كريستين كولومب اعتقال مشتبهين بهما من طرف الشرطة، أحدهما بالقرب من المركز الثقافي الإسلامي، الذي يعرف أيضا باسم المسجد الكبير لكيبيك، والآخر بالجسر المؤدي إلى جزيرة أورليانز، على بعد حوالي 20 كلم من مكان الهجوم، مبرزة أنه يجري استجواب الشخصين معا. وأضافت أنه تم وضع هيئة أمنية لمكافحة الإرهاب بعين المكان لتمكين مختلف الأجهزة الأمنية (شرطة كيبيك، الدرك الملكي لكندا، وشرطة مدينة كيبيك) لتنسيق جهودهم ومواردهم. وحسب وسائل الإعلام الكندية، كان العشرات من الأشخاص يوجدون بوسط المركز الثقافي الإسلامي حينما دخل مسلحون إلى داخل المبنى حوالي الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي وشرعوا في إطلاق النيران على المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة العشاء. من جانبه, أدان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو،هذا الحادث الدموي معتبرا أن «لا مكان لهذه الأفعال الطائشة ببلدنا». وقال ترودو، في بيان صحافي، «تلقيت بصدمة كبيرة وحزن وغضب وقوع حادث إطلاق النار المأساوي والمميت الذي استهدف مساء الأحد بالمركز الثقافي الإسلامي بكيبيك»، مضيفا «نحن ندين هذا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسلمين كانوا يوجدون بملاذ ومكان للعبادة». وأضاف أن «الكنديين المسلمين يشكلون عنصرا مهما في نسيجنا الوطني، وأن أفعالا طائشة من هذا القبيل لا مكان لها ضمن مجتمعنا ومدننا وبلدنا», معتبرا أن «الهيئات الكندية المكلفة بتطبيق القانون ستحمي حقوق كل الكنديين وستعمل على اعتقال مرتكبي هذا العمل وكل عمل ينم عن تعصب». وكان المركز الإسلامي بكيبيك هدفا لأفعال تدخل في نطاق الكراهية خلال الصيف الماضي، كما تم وضع رأس خنزير بأحد الأبواب في خضم شهر رمضان.