علاقات التعاون مع الجزائر في المجال الأمني ممتازة أشاد وزير الداخلية الاسباني، خوان ايغناسيو زويدو، أمس الثلاثاء، بمدريد بعلاقات التعاون الممتازة في المجال الأمني بين الجزائر وإسبانيا. و أبرز الوزير الاسباني خلال لقاء جمعه بالمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل «التعاون الوثيق في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان فضلا على التعاون العملياتي و التقني بين الشرطتين». من جهته أبرز المدير العام للأمن الوطني أنه في سياق الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة «عملت الشرطة الجزائرية على تطوير ضمن مقاربة شاملة استراتيجيات ترمي إلى دعم عمل المجموعة الدولية في مجال مكافحة الإرهاب و التهديدات الجديدة و كذا الهجرة غير الشرعية». و اغتنم كل من اللواء هامل المرفوق بوفد رفيع المستوى عن الأمن الوطني و كذا وزير الداخلية الاسباني هذه الفرصة للتأكيد على إرادتهما في تعزيز التعاون في المجال الأمني بين البلدين لا سيما في المجالات المتعلقة بالجريمة الالكترونية و الأدلة الجنائية. و سيترأس المدير العام للأمن الوطني الذي يقوم بزيارة عمل إلى مدريد تدوم يومين اليوم الأربعاء مناصفة مع نظيره الاسباني لقاء سيتم التطرق خلاله إلى مواضيع مختلفة ترتبط بالتعاون الأمني لا سيما مكافحة الإرهاب و الشرطة القضائية و الجنح التكنولوجية و شبكات الهجرة غير الشرعية و الشرطة العلمية و غيرها. كما سيزور الوفد الجزائريبمدريد بعض هياكل الشرطة على غرار محافظة الشرطة العلمية و وحدة المراقبة العملياتية. التوقيع على اتفاقيتين لعصرنة نظام المعلومات و السوق المالية في الجزائر على صعيد آخر، تم أمس بالعاصمة التوقيع على اتفاقيتين في مجال المالية بين وزارة المالية و مؤسسات مالية اسبانية من أجل عصرنة نظام المعلومات و الأسواق المالية. وسيتكفل بتمويل هاتين الاتفاقيتين الصندوق الجزائري الاسباني لتطوير اتفاقية تحويل الدين الجزائري المستحق لاسبانيا و التي تم التوقيع عليها في جوان 2006. وأبرمت الاتفاقية الأولى التي تقدر قيمتها ب 2ر7 مليون أورو والتي تخص اقتناء نظام معلوماتي للأسواق المالية (بورصة الجزائر و وسطاء ماليين) من طرف المديرية العامة للخزينة و التجمع المالي الاسباني»بي آم او اينوفا آفي». وتعد «بي آم او اينوفا» فرعا للشركة الاسبانية بولزاس ميركادوس التي تسير أسواق القيم المنقولة في اسبانيا فيما يعد «آفي» مكتب دراسات متخصص في الاستشارة و الخبرة المالية. ووقع الاتفاقية المدير العام للخزينة السيد فيصل تادينيت و مديرة «بي أم او اينوفا» ماريا بوقاس و مسؤول «آفي» خافيير بورداس بحضور الوزير المنتدب لدى وزارة المالية المكلف بالاقتصاد الرقمي و عصرنة الأنظمة المالية معتصم بوضياف و سفير اسبانيابالجزائر اليخاندرو بولانكو ماتاس. و يهدف هذا المشروع الى تطوير عمل السوق المالية في الجزائر لجعله في مستوى المعايير الدولية حيث يسمح بتوفير شفافية اكبر و تامين وضمان التنافسية بوضع نظام تداول ومراقبة ضبط وكذلك التواصل مع وسطاء سوق القيم لدى الدولة حسب ما تم توضيحه خلال التوقيع على الاتفاقية. و بالنسبة للاتفاقية الثانية التي قيمتها 3ر5 مليون أورو فتخص وضع نظام معلوماتي لأنظمة الدفع لصالح المديرية العامة للمحاسبة. وتم التوقيع من طرف المدير العام للمحاسبة بوزارة المالية محمد العربي غانم و مسؤولي مكتب التحليلات المالية الدولية «أي آف أي» و المكتبين الاسبانيين «آر آس أي» و «نيسا» المتخصصين في دراسات الإعلام الآلي البنكي و عصرنة الأنظمة المالية. ويرمي المشروع فضلا عن منحه الأولوية لنشاط التبادلات الالكترونية في محيط آمن يرمي أيضا إلى وضع حل يتضمن أنظمة معلوماتية وأيضا تجهيزات و خدمات مطابقة للمعايير المعمول بها من طرف بنك الجزائر و ذلك بهدف رقمنة وسائل الدفع. و سيسمح تفعيل هذا المشروع أيضا بتنفيذ عمليات الميزانية ( الإيرادات والنفقات) و ذلك في آجال قصيرة. وسيكون للنظام الجديد أثر ايجابي في تسيير خزينة الدولة خصوصا في مجال حشد الإيرادات ورصد التوقعات. وأوضح بوضياف في مداخلته أن هذه المشاريع تدخل في إطار الاتفاق الموقع بين الجزائرواسبانيا حول تحويل الديون الجزائرية المستحقة لاسبانيا و ذلك من أجل انجاز مشاريع تنموية ذات الأولوية لكلا الطرفين. وأكد الوزير المنتدب أن «هذه المشاريع ستنجز وفقا لبنود الاتفاق من طرف شركات اسبانية ذات خبرة معترف بها». وإذ ابرز أن الاتفاقيتين ستكون لهما مساهمة كبيرة في عصرنة السوق المالي أكد بوضياف أنهما يشكلان «لبنتين إضافيتين» لتعزيز التعاون بين الجزائر و اسبانيا. من جهته اعتبر سفير اسبانيا ان الاتفاقيتين تؤكدان جودة مستوى العلاقات الثنائية سواء في مجال الاقتصاد و السياسة و غيرهما مبديا ارتياحه لمشاركة المؤسسات الاسبانية في عصرنة النظام المالي الجزائري.