يشكل التنقل داخل المدن الكبرى هاجسا يوميا لسكانها بسبب مشكل الإختناق المروري الذي يؤدي إلى تشكل طوابير عبر مختلف المحاور سيما في أوقات الذروة، يزيده مستعملو الطرق تأزما بمحاولات الإفلات من الازدحام والتي عادة ما تكون على حساب قانون المرور وتطيل عمر الإنسدادات ومداها. فوضى ومناوشات وحوادث تصادم تحدث في كل لحظة أثناء تنقلات أصبحت مرادفة لجحيم يومي يؤثر على أعصاب السائقين والركاب، المشكل أرجعه المختصون لعدم تنظيم النقل الجماعي و عمليات الركن، حيث يبالغ الجزائريون حسبهم في استعمال السيارة الخاصة داخل المدن بل وحتى في تنقلات بسيطة، إضافة إلى مشاريع الطرقات التي تنجز دون دراسات مستقبلية حول الكثافة السكانية، زيادة على ثقافة عدم الاكتراث لقانون المرور و السياقة دون ضوابط. وزارة النقل شرعت في السنوات الأخيرة في تطوير النقل الجماعي بعصرنة القطارات كما استحدثت مؤسسات عمومية للحافلات كسرت سيطرة الخواص وخلقت ظروفا أكثر راحة، فيما يبقى ترامواي الوسيلة الأنجع بدليل أنه كان عاملا لفك الخناق عن محاور رئيسية بمدن الجزائر و قسنطينةووهران، زيادة على أن الطريق السيار بمحولاته ساعد على التحكم في إختلالات السير. العاصمة وإن كانت قد شهدت تحسنا جذريا في السنوات الأخيرة إلى جانب قسنطينة، لكن يظل المشكل مطروحا سيما في المداخل والمخارج وفي أوقات الذروة. فتح 30 مشروعا لطرق ازدواجية و محولات هذا العام مشاريع كبرى للقضاء على أزمة المرور بالعاصمة شركة مختلطة جزائرية إسبانية لتنظيم السير عن طريق الإشارات الضوئية تعكف السلطات الولائية بالجزائر العاصمة منذ سنوات على وضع وتنفيذ إستراتيجية متعددة الجوانب لفك مشكل الاختناق المروري الذي ظل يتسبب في معاناة شديدة لسكان أكبر حاضرة في البلاد وللعاملين والدارسين والمستثمرين بها، وهي الإستراتيجية التي تم الشروع الفعلي في تجسيد الكثير من المشاريع الضخمة المندرجة في إطارها سواء تلك المتعلقة بالأشغال العمومية الكبرى أو بتنظيم حركة المرور باستعمال الإشارات الضوئية الثلاثية التي تجري الشركة الجزائرية الإسبانية المختلطة، فضلا عن المشروع الضخم المتعلق بتعزيز شبكة النقل الجماعي للمسافرين الذي مكن بشكل ملموس من تقليص حجم التدفق الكبير من السيارات القادمة من مختلف الاتجاهات نحو وسط العاصمة على وجه الخصوص. العاصمة يشكو سكانها من صداع يومي مع مشكل السير إلى درجة أن حياة الطلبة والعمال الوافدين من وإلى المدينة والمتنقلين بين مختلف أحيائها ، برمجوا حياتهم على أزمة أصبحت تستدعي الاحتياط بساعات للوصول في الوقت، لأن المفاجأة متوقعة وفي كل شبر من العاصمة إلى درجة أن الاختناق أصبح جزءا من يوميات مواطنين أصابهم الإنهاك من ظاهرة لم تجد لها علاجا، رغم ما ادخل على الولاية من تعديل في شبكة الطرقات ووسائل النقل العمومي، ما أدى إلى التفكير في حلول أخرى . ففي مجال الأشغال يجري منذ سنوات إنجاز العديد من مشاريع الطرق الاجتنابية المزدوجة والطرق السريعة، إلى جانب الأشغال الخاصة بتوسيع العديد من محاور الطرق وإزالة النقاط السوداء منها التي كان المرور عبرها يتطلب البقاء ساعات على غرار طريق الأربعاء والكاليتوس – الحراش. وبهذا الصدد تحدث مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر عبد الرحمان رحماني في لقاء مع النصر، عن استفادة ولاية الجزائر في إطار إستراتيجية تنمية شبكة الطرق وفك الاختناق المروري وتسهيل حركة المرور عبر مختلف بلديات العاصمة مما لا يقل عن 30 مشروع طريق ازدواجي ومحولات فضلا عن 7 محاور كبرى. وأوضح رحماني بأن هذه المشاريع التي تم استلام عدد منها في انتظار استلام أخرى في غضون السنة الجارية، تمكن من ضمان تحسين انسيابية الحركة المرورية عبر مختلف بلديات العاصمة، مشيرا إلى أن كل برنامج الولاية يتعلق بربط هذه الطرق بشبكة طرق فرعية ورئيسية. وتحدث رحماني بهذا الخصوص عن طريقين رئيسيين هما الطريق الجنوبي الممتد من زرالدة غربا نحو رغاية شرقا، وكذا الطريق الاجتنابي الثاني، إلى جانب الطريق السريع شرق الذي يربط وسط العاصمة بالمطار الدولي هواري بومدين، فضلا عن الطريق رقم 122 الذي يسمح بربط عين طاية بالرغاية نحو أولاد موسى في حدود ولاية بومرداس. و أشار أيضا إلى إنجاز ازدواجية الطريق الولائي 121 الذي يربط عين طاية بالرويبة، ويربط بين الطريق الجنوبي والطريق الجنوبي الثاني لتجنيب مستعملي الطريق من دخول الرويبة بهدف التقليل من حدة الاختناقات، فضلا عن أشغال الطريق الولائي 149 الذي يربط برج البحري وقهوة الشرقي نحو الطريق الاجتنابي الثاني الذي يربط المطار بزرالدة و الرغاية. وفي ذات السياق أشار رحماني إلى أحد من أهم المشاريع المعول عليها بالنسبة لقطاع الأشغال العمومية في مجال تحسين السيولة المرورية والقضاء على النقاط السوداء يتمثل في الطريق الذي يربط نفق وادي أوشايح بباش جراح نحو براقي وبابا علي باتجاه الطريق الوطني رقم 1، والذي سيمكن حال استلامه - كما قال- من سهولة الوصول إلى المطار ويمكّن مستعملي حركة المرور من وسط العاصمة بالخروج مباشرة إلى اتجاهات بئر توتة والطريق الوطني رقم 1 والطريق الاجتنابي 2 في حوالي ربع ساعة، كمنفذ عابر مباشر لوسط المدينة. وتحدث المسؤول عن مشروع الطريق السريع في أقصى غرب العاصمة الذي يربط تسالة المرجة بالدواودة البحرية و زرالدة الذي يمر عبر مقطع خيرة، وهو ما سيمكن من تسهيل حركة المرور القادمة من جنوب العاصمة عبر الطريق الوطني رقم 1 بالمرور مباشرة نحو الطريق السريع المؤدي إلى زرالدة. من جهة أخرى يتضمن مشرع القضاء على الاختناق المروري أيضا إنجاز حوالي 18 محورا محليا داخل الأحياء التي تشهد ازدحاما في حركة السيارات، على غرار ازدواجية وتوسعة محور شارع 11 ديسمبر ( واد حيدرة) في اتجاه بن عكنون وكذلك محور بن عكنون جامعة الطب وجامعة اللغات ( جامعة الحقوق سابقا ) فضلا عن ازدواجية الطريق الوطني رقم 45 المؤدي نحو بني مسوس نحو المستشفى، إلى جانب ازدواجية المحور الرابط بين وزارة الدفاع الوطني ووادي قريش نحو فريفالون، فضلا عن إعادة تأهيل الطريق الولائي 117 الذي يربط سيدي موسى بولاية البليدة على مستوى الأربعاء، وكذا الطريق الولائي 161 الذي يربط سيدي موسى ببوقرة فضلا عن عديد المحاور الأخرى. وضمن نفس الإستراتيجية، فقد تم إنشاء شركة مختلطة جزائرية إسبانية، ستعمل على نصب حوالي 500 إشارة ضوئية ثلاثية لتسيير حركة المرور في مفترقات الطرق، على أن يتوقف المشروع الذي تقوم الشركة بإجراء الدراسات الخاصة به، حوالي 200 إشارة، في المرحلة الأولى، وسيتم تسيير هذه الإشارات في مركز ذكي للمراقبة ببلدية القبة. وحسب مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر فإن الشركة المختلطة الجزائرية الإسبانية والتي تمثلها عن الطرف الجزائري كل من مؤسسة تسيير النقل الحضري بالجزائر العاصمة ومؤسسة الإنارة العمومية للعاصمة، تعكف حاليا على تشخيص المشاكل المرتبطة بالاختناق المروري للتقليل من الفوضى التي يعرفها القطاع وما يتسبب فيه من انعكاسات سلبية على حياة المواطنين. و سيتم تطبيق هذا النظام المستعمل في أكبر المدن و العواصم الأوروبية بالجزائر العاصمة كمرحلة أولى قبل أن يعمم على مدن أخرى تعاني من مشكل الازدحام المروري كقسنطينة و وهران. نحو خلق أروقة بالطرق الكبرى للحافلات وللقضاء على الازدحام المروري بالعاصمة يسعى مسؤولو الولاية إلى تعزيز حظيرة وسائل النقل الجماعي من حافلات اتيوزا والتراموي والميترو و القطار وتدعيم المصاعد الهوائية ما يمكن المواطنين من التخلي عن استعمال سياراتهم الخاصة. وذكر السيد رحماني بهذا الخصوص بأنه يجري التخطيط حاليا على مستوى مصالح النقل لإنجاز مشروع تخصيص أروقة بالطرق الاجتنابية الكبرى الجنوبية و الشرقية للعاصمة لحافلات نقل المسافرين، " باص - واي "، ما سيمكنها من ضبط مواعيد وصولها إلى المحطات و هو الحافز الذي ينتظر – كما قال- أن يشجع المواطنين على استعمال هذه الحافلات كحل للوصول أو الخروج من العاصمة. وإلى جانب ذلك تمت برمجة وإنجاز مواقف ركن المركبات ذات طوابق في إطار استثمارات عمومية وخاصة في مداخل العاصمة وعلى الواجهة البحرية. خطة أمنية للتخلص من الازدحام من جهتها شرعت مصالح المديرية العامة للأمن الوطني في تطبيق خطة للقضاء على الاكتظاظ المروري في العاصمة، بداية من ساعات الذروة الصباحية، بتعزيز كل المحاور الكبرى للعاصمة برجال الأمن الذين يجولون بدرجاتهم النارية أو أولئك الموزعين في عرض محاور الطرقات والشوارع الكبرى التي تشهد يوميا صعوبة في الحركة المرورية. وتتمثل مهمة هؤلاء حسب مصدر مأذون في فتح كل الطرقات المغلقة وتنظيم حركة السير بالبلديات الكبرى على غرار الجزائر الوسطى، وبن عكنون، الأبيار وبئر مراد رايس، والحمامات. ع.أسابع أستاذ علم الاجتماع بولماين نجيب الازدحام يؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي و تشنج الأعصاب والسكري يعتبر الأستاذ المحاضر في علم الاجتماع بجامعة قسنطينة 2، بولماين نجيب، أن فوضى العمران والاستعمال المكثف لوسائل النقل الخاصة، من بين الأسباب الرئيسية لمشكل الازدحام المروري الذي يخنق مدننا اليوم، و يقول بأن التخفيف من حدة الظاهرة، يستدعي عملية توعوية واسعة عبر كل الوسائط الممكنة، إضافة إلى تخطيطات علمية مدروسة لقطاع البناء و الطرقات. و قال الأستاذ في حديث مع النصر، بأن المدن الحديثة عرفت نموا سكانيا و تزايدا كبيرا في حجم المنشآت الاقتصادية و الإدارية، موازاة مع توسع المرافق العامة و ارتفاع معدلات الهجرة من القرى نحو المدن، و هو ما أدى بدوره إلى نمو التجارة و ظهور المراكز التجارية الكبرى و المستشفيات و بعض التخصصات التي لم تكن موجودة من قبل في المناطق الحضرية، إلا أن هذا النمو جاء، برأيه، غير منتظم، ما تسبب في ظهور مشاكل من نوع آخر في المناطق العمرانية، من بينها أزمات النقل و الازدحام المروري. و أكد أستاذ علم الاجتماع أن مدننا تعيش نتائج عشوائية البناء و التخطيط، و عدم التحكم في التوسع العمراني و انتشار الأحياء القصديرية و النزوح الريفي الرهيب، في ظل انعدام دراسة حضرية في المدن الكبرى، و خاصة في قطاع المواصلات الذي يسيره الخواص كفئة غير مثقفة، و ليس لديها، حسبه، أي خبرة في تنظيم هذا القطاع الحساس، بما يشكل، كما أضاف، فوضى في التنقل و التنظيم العقلي، متحدثا كمثال عن الخط الرابط ما بين قسنطينة و الخروب، و الذي تسير عليه يوميا عشرات الحافلات بشكل فوضوي، و هي مسائل قال بشأنها بولماين، أنه يجب أن نعيد مراجعتها على أسس علمية، مضيفا أن مشكلة الازدحام المروري لها عوامل أخرى، ذكر منها أن الفرد الجزائري لا يخرج من المنزل إلى العمل أو الدراسة، إلا قبل دقائق قليلة من انطلاق الدوام، و هو ما سبب تزاحما على الطرقات كون فئة كبيرة من الناس تفكر بنفس المنطق. المختص في علم الاجتماع، ذكر أن مشكلة الازدحام المروري كانت من بين الأسباب الأساسية للانعكاسات السلبية على صحة و نفسية الفرد، و كثيرا ما تخلق عصبية لدى السائقين، و قال بأن الدراسات الطبية الحديثة، أثبتت أن ارتفاع الضغط الدموي و زيادة نسبة السكر في الدم و تشنج الأعصاب، تحدث في كثير من الأحيان بسبب هذه الظاهرة، التي قد تؤدي إلى وقوع حوادث مرورية، مضيفا أن هناك عاملا آخر يتمثل في تزايد عدد مركبات الحظيرة الوطنية، حيث قال بأن هناك عائلات يملك كل أفرادها سيارة خاصة، مشيرا إلى الاستعمال المكثف للمركبات في التنقلات، و هو ما يعمق مشكل الازدحام المروري في الجزائر، مؤكدا أن الحل يكمن في الحملات التوعوية عبر كل الوسائط، و كذا الاستفادة من خبرات الدول التي نجحت في هذا المجال. خالد ضرباني مراجعة مخطط السير أحد الحلول المطروحة العنابيون يدفعون فاتورة اعتراض المنتخبين على مشروع ترامواي تحول الاختناق المروري بمدينة عنابة إلى أزمة حقيقية، غرق فيها سكان عاصمة الولاية، أصبحت تسبب لهم معاناة وضغطا نفسيا بشكل يومي، حتى البدائل التي كانت متاحة لسلك الطرق الاجتنابية هروبا من الازدحام، أضحت غير مجدية أمام توجه مستعملي المركبات إليها، كما أن كاميرات المراقبة التي دخلت حيز الخدمة بشكل جزئي، لم تعط أيضا النتائج المرجوة في توجيه حركة المرور، ويبقى الاختناق المروري هاجس المواطن العنابي في ظل تبخر تنفيذ مشروع ترامواي، الذي يعد أحد الحلول والبدائل الفعالة للتخفيف من حدة الاختناق. وتشير إحصائيات مديرية النقل، إلى تركز الكثافة السكنية بنحو 40 بالمائة بعاصمة الولاية، دون احتساب الوافدين يوميا من الولايات المجاورة، ما يرفع حركة المركبات لأكثر من 12 ألف سيارة، ما يُسبب ازدحاما مروريا خانقا، لضيق المحاور الحضرية وعدم وجود منافذ بشكل كاف لجعل حركة المرور أكثر انسيابية. و من أجل إيجاد حلول لهذه المعضلة راجعت مديرية النقل لولاية عنابة مخطط النقل ببلديتي عنابة و البوني، بالتنسيق مع شركائها من مديرية الأشغال العمومية، مصالح البلدية الأمن الدرك الوطني، ومصالح البيئة، حيث ينتظر أن يدخل مخطط النقل الجديد حيز التطبيق الأشهر المقبلة، وفي هذا الإطار كشف المدير الولائي للنقل عبد المالك جويني في لقاء صحفي مع النصر، عن تفاصيل المخطط الذي سيجسد على المدى القريب و المتوسط، والبعيد، حسب الأولويات والإمكانيات المادية المتاحة، وأشار إلى موافقة وزير الأشغال العمومية والنقل لدى تلقيه شروحات في زيارته الأخيرة للولاية بتاريخ 13 جانفي الماضي، على المخطط. وفي ما يتعلق بالإجراءات المتخذة على المدى القريب أوضح جويني، بأن مكتب الدراسات اقترح إعادة تهيئة 19 مفترق طرق التي تشكل نقاط سوداء، و تشمل الأشغال تغيير شكل وحجم الأرصفة وتجهيز 12 منها بنظام ثلاثي الأضواء، بالإضافة إلى تهيئة مختلف الشوارع الرئيسية وتزويدها بالإشارات العمودية والأفقية، وتثبيت نحو 3000 لوحة من مختلف الأصناف والأحجام وفق مخطط مرسوم، منها 200 لوجهة توجيهية مضيئة لتسهيل توجيه السائقين للمرافق العمومية، كما تضمنت الإجراءات الاستعجالية للتخفيف من حدة أزمة الاختناق المروري، إعادة فتح بعض الطرق المغلقة والتي تساهم في انسيابية حركة المركبات بوسط المدينة، على غرار شارع بوخطوطة وما قبل الميناء. وفتح طرق جديدة على طول كيلومترين، يربط الأول حي الريم بالطريق الوطني رقم 44، والطريق الثاني بين حيي واد فرشة وفخارين. وعن وضعية توقف وركن السيارات بمختلف الطرق بوسط المدينة، أبرز ذات المسؤول ما توصل إليه مكتب الدراسات، الذي أحصى 7 ساعات كمتوسط لتوقف المركبات، مشيرا إلى ضرورة محاربة هذه الظاهرة وتقليص ساعات التوقف لساعتين لإعطاء فرص الركن للجميع، وهي التجربة التي أعطت نتائج ايجابية ببلدية الجزائر الوسطى بالعاصمة. و ينتظر استلام أشغال تهيئة المحطة البرية القديمة الخاصة بالحافلات شهر أوت المقبل، حسب جويني برصد غلاف مالي قدر 6 ملايير سنتيم من ميزانية بلدية عنابة وبإعانة من مصالح الولاية، لإعادة الاعتبار لها بنفس معايير محطة منيب صنديد لاستقبال 20 خط نقل. وشدد ذات المصدر على مراهنة مصالح مديرية النقل على أن تكون سنة 2017، انطلاقة نحو رفع وترقية مستوى والخدمات، حيث ستكون عملية الحجز الكترونيا داخل محطة سيدي ابراهيم، قبل الصعود على متن الحافلات، مع تعزيز التواجد الأمني والسهر على النظافة. وجاء مشروع إعادة فتح محطة سيدي إبراهيم وتهيئتها حسب نفس المصدر، استجابة للمطالب الملحة للناقلين الخواص العاملين عبر خطوط بلديات الطارف المجاورة لولاية عنابة، على غرار الشط، زريزر، بن مهيدي، الذرعان، العصفور، تعمل إلى جانب الخطوط شبه الحضرية بعنابة. وتشير مصادر أخرى إلى وجود مقترح لتحويل الناقلين بمحطة النقل الحضري «كوش نور الدين» بوسط المدينة إلى «شوند مارس» بعد إعادة تهيئتها، واستغلال موقع محطة الحطاب في مشاريع أخرى قد توجه للخواص. ومن المرتقب إسلام نهاية شهر مارس المقبل جسر سيبوس الاجتنابي الذي يربط المدخل الجنوبي للمدينة بسيدي إبراهيم، ومنطقة الميناء والطريق المزدوج المؤدي إلى مطار رابح بيطاط. وفي مجال النقل عبر الكوابل سيستأنف المصعد الهوائي الرابط بين عنابة وبلدية سيرادي على مسافة 17 كلم، العمل شهر مارس المقبل، بعد ثلاث سنوات من التوقف، لتسهيل تنقل 8000 نسبة قاطنة بمرتفعات الايذوغ، ومن المرتقب إدراج التيلفيريك ضمن المخطط الأزرق لموسم الاصطياف المقبل لتنشيط السياحة الجبلية. وأشار مدير النقل بشأن تطبيق مخطط النقل الجديد على المدى المتوسط، إلى تسجيل انجاز جسر صغير بنقطة الدوران المستشفى الجامعي ابن رشد، ونفق بمحور الدوران حي المحافر، وتحدث ذات المسؤول عن وجود 5 مشاريع حظائر ذات طوابق تستوعب 3000 مركبة تابعة للقطاع الخاص، مبرمجة بحي ما قبل الميناء، مستشفى ابن رشد، الحطاب، كوش نور الدين، وسيدي إبراهيم، مع اقتراح توسيع موقف السيارات سطمبولي بوسط المدينة، وينتظر تجسيد هذه الهياكل في غضون خمس سنوات المقبلة. ويتضمن المخطط المرسوم على المدى البعيد، انجاز طريق اجتنابي جديد يربط المحطة البرية بالطريق الولائي رقم 16 باتجاه سرايدي وجبال الايذوغ على مسافة 20 كلم، يمكن الوافدين على ولاية عنابة عبر الطريق الوطني رقم 44 الدخول عبره لتفادي وسط المدينة، وسيربط الطريق الجديد بمحاور رئيسية لولوج أحياء واد فرشة، بوقنطاس، وسيدي حرب، وصولا إلى الكورنيش. وأكد مدير النقل على وجود خريطة طريق واضحة، لتنفيذ مخطط النقل. ما تزال قضية تجميد أو إلغاء مشروع التراموي، تصنع الحدث ويعاد طرح الموضوع في كل زيارة لوزير القطاع أو مسؤول رفيع بالدولة، للاستفسار عن مصيره، بعد أن كان سكان الولاية يعلقون عليه أملا كبيرا لإنهاء مشكلة الاختناق المروري، وتسهيل تنقل الأشخاص وربح الوقت واختصار الوقت مقارنة بالوسائل التقليدية. وحمل مواطنو الولاية المسؤولية للمنتخبين، لاعتراضهم على انجاز الترامواي، بسبب مسار مروره على ساحة الثورة، واعتبروها حجة واهية لتفويت فرصة الاستفادة من وسيلة نقل إستراتيجية وعصرية في زمن البحبوبحة المالية، وقد أكد وزير النقل بوجمعة طلعي في آخر زيارة له لعنابة ، بأن مشاريع ترامواي المبرمجة بعدة ولايات كعنابة، باتنة، وسيدي بلعباس، مؤجلة حاليا في انتظار إعادة التقييم والمراجعة من ناحية مدى نجاعتها الاقتصادية، وربط تجسيدها بتدخل القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال بعد صدور النصوص التنظيمية. حسين دريدح الجسر العملاق والسيار يفكان الخناق جزئيا عشر نقاط سوداء تؤرق القسنطينيين يعاني منذ عدة سنوات مستعملو الطريق بولاية قسنطينة، من مشكلة الازدحام المروري التي تتركز بمعظم النقاط السوداء في مداخل المدينة و وسطها، و في المحاور الكبرى التي تعرف حركة كبيرة خلال فترة النهار، حيث لا يقل عددها عن 10 نقاط مزمنة تخنق مستعملي الطريق يوميا. النصر رصدت حركة المرور بهذه النقاط، و أولها وسط المدينة الذي تعرف كل الاتجاهات المؤدية إليه طوابير يومية من المركبات، و ذلك على مستوى كل من شوارع عواطي مصطفى و عبان رمضان و سيدي راشد و شارع بلوزداد و عوينة الفول، و التي يتطلب الوصول عبرها إلى وسط المدينة وقتا، بسبب ضيق المسالك و ركن المركبات على الجانبين في بعض الشوارع من جهة، و كثافة عدد المركبات المتجهة إلى نفس الخطوط من جهة أخرى. كما يعرف مخرج الجسر العملاق عبر شارع الأممالمتحدة المحاذي لقصر الثقافة مالك حداد، انسدادا شبه يومي لحركة المرور بهذه النقطة، و ذلك بالرغم من إنجاز محور دوران و شق طريق نحو كوحيل لخضر و بوالصوف، في حين تحول مخرج حي بوالصوف عبر الطريق السريع هو الآخر إلى نقطة سوداء، خاصة بالنسبة للمركبات القادمة من عين سمارة، في حين يشتكي مستعملو طريق الشارع الرئيسي لحي جبل الوحش و مرتفع زواغي، من الازدحام المروري اليومي بهذين المحورين الذين يعرفان استعمالا مكثفا للمركبات لكونهما يؤديان نحو الطريق السيار. كما سجلنا العديد من المحاور الأخرى التي تحولت إلى نقاط سوداء خلال السنوات الأخيرة، و أهمها منحدر حي بوذراع صالح في نقطة التقاطع المؤدية إلى وسط المدينة، و هو ما يتسبب يوميا في مشاكل مرورية بالنسبة للقادمين في الاتجاهين، إضافة إلى محور دوران حي القماص، الذي يشهد هو الآخر مرورا مكثفا للمركبات المتوجهة، نحو المريج و الدقسي و بن شيكو. و بالرغم من إنجاز نفق حي دقسي عبد السلام، إلا أن هذا المقطع تحول إلى هاجس يومي لأصحاب المركبات، و خاصة في الاتجاه المؤدي إلى وادي الحد، في حين يعرف الشطر المؤدي إلى الخروب بالكلم الرابع حالة من الانسداد شبه كلي خاصة في أوقات الذروة، و هو نفس الإشكال الذي يعرفه شطر سيساوي الذي تعبره آلاف المركبات يوميا في الاتجاهين، و الذي بالرغم من إنجاز محور دوران به لتوجيه الحركة إلى مسالك أخرى كطريق شعاب الرصاص، إلا أنه أصبح من الطرقات التي تشهد انسدادا يوميا. و كانت مديرية قد أعدت سنة 2015، دراسة لمخطط حركة المرور لمدينتي قسنطينة و علي منجلي بكلفة 2 مليار سنتيم، لكن هذا المخطط لم يُجسد بعد، و هو ما دفع بالوالي إلى الإعلان مؤخرا عن تعيين مكتب دراسات لتشخيص أسباب الاختناقات المرورية المسجلة بالعديد من النقاط السوداء و إيجاد حلول جذرية لها، و هي عملية ذكر بأنها ستتطلب وقتا و غلافا ماليا معتبرا. وتعد قسنطينة من أكثر المدن التي عانى سكانها من الاختناق خاصة في السنوات الماضية وتحديدا عند بدء أشغال ترامواي التي أدخلت السكان في دوامة تواصلت لثلاث سنوات، بعد غلق أحد أهم المداخل وهو طريق بن عبد المالك، وأدى تزامن غلق جسر سيدي راشد وأشغال الجسر العملاق إلى تأزم الوضع حتى بعد فتح الطريق المحاذي لمسار ترامواي والمؤدي إلى وسط المدينة، لكن السنوات الأخيرة عرفت تغيرا في الحركة، بعد فتح الجسر العملاق والمحولات التي تربطه ببعض الطرقات، ما خفف نسبيا على وسط المدينة، وجعل الضغط أكبر على الجهة الشرقية التي يبدأ الاختناق بها من باب القنطرة إلى جبل الوحش مرورا بالدقسي، أين لم يشعر المواطنون بأي تحسن رغم إنجاز نفق كان لسنة كاملة سببا في طوابير طويلة حولت عبور هذا الجزء من المدينة إلى جحيم. ولم تجد الحلول التي كانت تقرها مصالح النقل والبلدية لأن ضيق المدينة لم يكن يسمح بأكثر من بدائل بسيطة في كل مرة توصف بالترقيعية. أما علي منجلي فهي مدينة يطرح بها الاختناق بنفس الحدة وربما أكثر لوجود مدخل واحد باتجاهها وعدم توفر مخطط نقل داخلي، ما جعل سيارات الفرود تسيطر على الوضع وتستغل الحركية التجارية لتفرض سيطرتها و تحتل أماكن هامة للركن، مثلما هو الشأن وسط مدينة قسنطينة، أين يبقى التوقف من أكثر الأسباب المؤدية إلى الازدحام ومن معيقات تنفيذ التعديلات في مخطط المرور. وقد سبق للسلطات وأن منعت دخول شاحنات الوزن الثقيل للمدينة بعد أن تبين بأن عبورها يخلق انسدادات أرقت يوميات السكان، وذلك قبل فتح الطريق السيار الذي حول نبسة كبيرة من الحركة إلى خارج المدينة، ومع ذلك لا تزال المدينة تحت رحمة الإختناق خالد ضرباني فوضى، ازدحام مروري و حوادث مرور مخطط سير مشلول وحركة تتحدى القرارات لا يختلف اثنان أن الازدحام المروري و اختلال نظام السير في وهران، أصبحا ينغصان الحياة اليومية لسكان وهران وفي كل الأوقات وحتى خارج المناسبات والأعياد، ورغم أن البعض أرجع السبب للتدفق الكبير لسكان الولايات الأخرى على وهران التي انتعشت بها التجارة و الإستثمارات وأصبحت أيضا مقصدا لليد العاملة بفضل المشاريع المتعددة ،حيث تقدر مصالح الأمن أن آلاف المركبات تدخل الولاية عبر محاورها الأساسية يوميا والأغلبية الساحقة منها تغادر مساء، هذا ناهيك عن ارتفاع عدد السيارات بالحظيرة الولائية التي تفوق 5 ملايين مركبة. حوادث ترامواي تقلل من عدد مستعمليه منذ 2014 دخل ترامواي وهران الخدمة على مسافة 18 كم من محطة سيدي معروف شرقا إلى جامعة السانيا غربا، وكان الجميع يأمل في أن يخفف من معاناة المواطنين ويقلص من الازدحام المروري، ولكن يبدو أن كثرة الأعطاب التي تجعل العربات تتوقف فجأة عبر المسار، والحوادث التي وقعت والتي أرعبت الركاب وغيرها من العوامل، أفقدت هذه الوسيلة نجاعتها وبمجرد الملاحظة العادية يتبين أنه نادرا ما نجد عربات الترامواي مزدحمة، حيث هجره الأغلبية. ومن بين أسباب عزوف آخرين عن اتخاذ الترامواي كوسيلة نقل هو المراقبة المشددة التي تفرضها إدارة سيترام جراء الخسائر الفادحة في المداخيل، حيث كان الأغلبية من الركاب لا يدفعون ثمن التذكرة وفي ظل الإجراءات الجديدة الردعية التي مكنت من تقليص نسبة الخسائر المادية ل 6 بالمائة عوض تقريبا 40 بالمائة في السنوات الماضية، حيث سجل ترامواي وهران 10,7 مليون راكب سنة 2016، بينما لازالت هذه الوسيلة تسجل أكبر حوادث مرور وأعطاب في العربات نفرت العديد من الركاب، وأكدت مصادر أن ترامواي وهران يسجل 5 حوادث أسبوعيا منها حتى القاتلة، ولعل آخرها سحق شخص في 60 من عمره في وسط المدينة خلال جانفي الماضي، كما تشهد سكته عدة أعطاب أرجعتها المصالح المعنية لتهور سائقي المركبات الذين يتسببون في تدهور وضعية السكة عند مرورهم فوقها. «الحافلات الجماعية والأنظمة الذكية هي الحل» أوضح المدير المركزي بوزارة النقل مكلف بالنقل البري والحضري السيد سالم صالحي، أن الجزائر متأخرة في إنشاء أنظمة تنظيم وتسهيل الحركة المرورية العالمية التي أتبثت نجاعتها عبر عدة مدن عالمية، منها النظام الذكي لتسيير حركية النقل الحضري والذي يسمح بالتعرف في الوقت المضبوط على وضعية الحركة المرورية مما يسمح بإيجاد الحلول، وهنا أضاف السيد صالحي خلال حضوره مؤخرا لملتقى حول النقل بوهران، أن البداية ستكون في العاصمة أين ستعمل مؤسسة جزائرية- إسبانية على تجسيد هذا النظام على أن يتم توسيعه لاحقا لوهران وباقي المدن الكبرى. ومن بين الحلول التي ذكرها المتحدث والتي تساهم في تسهيل ومرونة السير بالمدن الكبرى خاصة، هو تشجيع النقل الجماعي ذي النوعية الرفيعة مثل إدراج «الحافلة ذات الخدمات الرفيعة» وهي حافلة نقل جماعي مميزة توفر عدة خدمات في وقت واحد منها استغلال الفضاء والنوعية الجيدة للخدمات المتوفرة للزبائن وسرعتها المعقولة، وضرب السيد صالحي مثلا عن احدى المدن التي تستعمل هذا النظام، وهي «بوغوتا» أين يسمح هذا النظام بنقل 37 مليون مسافر سنويا، ومن أجل إنطلاق العمل بهذا النظام في الجزائر يوجد مشروع نموذجي سيتم إنجازه في إطار عقود الإمتياز. إجراءات استعجالية لتفعيل مخطط السير وجه والي وهران عبد الغني زعلان خلال لقاء من أجل تفعيل مخطط السير لوهران، انتقادات كبيرة لمدير النقل الذي عين قبل أشهر بالولاية، ولكل الفاعلين الذين تركوا دراسة في الأدراج لمدة ثلاث سنوات، بينما السلطات المحلية تقوم دوريا بتجسيد مشاريع من أجل تخفيف الإزدحام المروري وتنظيم حركة السير بالمدينة، حيث استعرض الوالي عددا من هذه المشاريع التي أنجزت في غياب المخطط ولكن أتبثت فعاليتها، منها تحويل محطات الحافلات للنقل ما بين المدن من وسط النسيج العمراني داخل المدينة إلى المخرج الغربي للولاية، أين تجد كل الوسائل التي تغادر المحطة نفسها مباشرة في الطريق السيار شرق غرب، أما سيارات الأجرة فهي أيضا وجدت لنفسها محطة تضمن العديد من الخدمات غير بعيد عن محطة الحافلات، وتم تحويل العقارات المسترجعة لمتنفسات خضراء لسكان الأحياء الشعبية وقاطني وسط المدينة. كما أوضح الوالي أن هناك عدة مشاريع لحظائر السيارات هي اليوم في طور الإنجاز ولم تكن متضمنة في المخطط المذكور. داعيا كل الأطراف لضرورة التحرك استعجاليا لتفعيل ما تبقى من مقترحات المخطط وتجسيدها ميدانيا. المجتمع المدني يطالب بإشراكه في القرار وقال السيد فتحي مجاهد سعيد ناشط في المجتمع المدني مختص بالحركة المرورية، أن وهران بحاجة لمشروع مخطط سير متطور ومتكامل يتماشى والتحولات التي تشهدها الولاية، والتي جعلتها تفقد كل معايير الحركة المرورية والسير ومن رموز هذه الفوضى عشوائية وضع إشارات المرور وخطوط الإتجاهات، مضيفا أنه يجب كذلك فتح بعض الإتجاهات عبر الطرقات التي ظلت لسنوات ممنوع سير المركبات فيها دون مبرر عملي، مما يضاعف الازدحام المروري خاصة وأن العديد من الطرقات تأثرت بمسار ترامواي وأصبحت ممنوعة على السيارات. كما حمل رئيس الجمعية الولائية للسلامة المرورية أميار بلديات وهران المسؤولية الكاملة في ما يتعلق بالوضع العشوائي للممهلات خاصة من طرف المواطنين داخل الأحياء، مستغربا عدم تدخل هؤلاء المسؤولين للحد من هذه التجاوزات. وطالب المتحدث بضرورة إشراك المجتمع المدني في تسوية وضعية الحركة المرورية والنقل في الولاية، مشيرا أنه منذ 2014 والحديث متواصل عن إعداد مخطط للنقل بوهران، ولكن لا شيء تجسد لحد اليوم لأنه ظل على طاولة المسؤولين دون مشاركة الأطراف الناشطة في السلامة المرورية وهي الجمعيات المختلفة، كما تساءل المتحدث عن إختفاء اللجنة المرورية التي كانت مكونة من ممثلين عن مديرية النقل و التجارة والأمن والمجتمع المدني وتقوم بدوريات فجائية لتنظيم ومراقبة النقل والسير عبر طرقات الولاية. من جهتهم، طرح بعض المنتخبين مسألة إشراك كل الأطراف أثناء إعداد مخططات النقل والسير بالولاية، كأن يؤخذ بعين الإعتبار مخطط التهيئة العمرانية في تحديد مخطط النقل. أكثر من 4 آلاف مخالفة مرورية في شهر ولا يختلف اثنان بوهران بخصوص المجهودات التي تقوم بها الأمن العمومي في تسهيل الحركة المرورية بالولاية ومعاقبة المخالفين للقانون، ولكن التجاوزات فاقت الإجراءات الردعية حيث سجلت مصالح الأمن العمومي بوهران خلال جانفي الفارط أكثر من 4 آلاف غرامة جزافية لأسباب مختلفة من المخالفات المرورية منها أساسا التوقف في أماكن ممنوعة حيث سجلت في هذا الإطار أكثر من 1100 مخالفة كون السائقين لا يحترمون أماكن التوقف وتجدهم بوهران يركنون سياراتهم في أي مكان يروق لهم متسببين في إزدحام مروري أو توقف للحركة مثل البعض الذين يركنون مركباتهم في مسار الترامواي وشهدت الولاية عدة حالات، وتسببت هذه التجاوزات وغيرها في 33 حادث مرور خلال شهر واحد فقط خلفت 35 ضحية منها 6 قتلى و29 جريحا. وفي السياق ذاته، طالبت جمعية متقاعدي الشرطة خاصة الأفراد الذين مارسوا لسنوات مهام الأمن العمومي، بإشراكهم في المقترحات لحل الأزمة المرورية بالمدينة بفضل خبرتهم في الميدان. الحافلات نقطة سوداء ولترقية الخدمات المقدمة لسكان الولاية من طرف الحافلات، تشرف مسابقة «أنظف حافلة» على نهايتها بعد مرور أكثر من شهر على إطلاقها من طرف الإذاعة الجهوية بالتنسيق مع الأمن الوطني، ولكن لم يلمس المواطن أي إستجابة ميدانية فلازالت الحافلات مهترئة وتخنقك الروائح الكريهة وأكوام القمامة بداخلها في مدينة تستعد لأن تكون متوسطية، ناهيك عن التجاوزات المرتكبة من طرف السائقين المتهورين الذي يحملون الركاب وكأنهم «رهائن» يوجهونهم كما يريدون. هوارية ب خبير هندسة النقل بجامعة قسنطينة 1 البروفيسور بولحليب الحل في الحظائر الحديثة و تطوير النقل الجماعي و الطرقات يرى البروفيسور بولحليب محمد الصالح من قسم هندسة النقل بجامعة قسنطينة 1، أن القضاء على مشكلة الازدحام المروري في مدننا، يستدعي تطوير وسائل و شبكات النقل، موازاة مع بناء حظائر ركن بمواصفات حديثة، مقدما اقتراحات على 3 مراحل للتخلص من الظاهرة، تشمل عدة حلول، من بينها تطوير النقل الجماعي و عمل القطارات، إلى جانب إعادة النظر في نظام الإشارات و صيانة الطرقات. و أوضح الخبير في حديث مع النصر، بأن عاصمة الشرق و مثل معظم المدن الجزائرية الكبرى، شهدت انفجارا عمرانيا وحضريا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، و هو ما أدى إلى ازدياد احتياجات الناس لوسائل النقل، مقابل عدم توفر البنى التحتية الخاصة بها، كالمحطات مثلا، و بالرغم من الدراسات التي أجريت لتحليل أسباب الاحتقان في الطرقات، و مساعي البحوث إلى إيجاد الحلول بالنسبة لتحسين ظروف حركة المرور، و خلق استجابة أكثر لتنقل السكان في مدينة بحجم قسنطينة، إلا أن النتائج جاءت مخيبة، حسبه، كون شبكة الطرقات الحالية لم ترق إلى مستوى الفعالية، من حيث تخفيف الضغط عن المسالك و خلق مرونة أكثر في استعمالها. و قال بولحليب إن فتح قطاع النقل للخواص في سنوات التسعينيات، سمح بتحقيق وفرة في الوسائل و تخفيف أعباء المواطن في التنقل مقارنة بسنوات ماضية، غير أن هذا النمو غير المتحكم فيه أدى إلى ظهور مشاكل أخرى تتعلق بضعف شبكة النقل التي أصبحت، برأيه، شبه معطلة و فوضوية، متحدثا عن عدة أسباب، ذكر منها عدم تكييف الطوبوغرافيا و تضاريس المنطقة مع مشاريع التوسع و التحديث، إضافة إلى تمركز عدة نشاطات مختلفة بوسط المدينة، ما أدى إلى خلق حركية كبيرة للمركبات و الأشخاص من و إلى قسنطينة. و من بين أسباب المشاكل المسجلة، يضيف البروفيسور، عدم تجديد شبكة الطرقات الموروثة من الحقبة الاستعمارية وانعدام أماكن كافية للركن أمام الديناميكية المرورية التي تعرفها المنطقة بصفة يومية، زيادة على سوء تخصيص الموارد و صيانة وسائل النقل، و جعل النقل ذي طابع تجاري بحت، دون إعطاء أهمية للخدمة العمومية من طرف الناقلين الخواص، كما تحدث عن عدم مواكبة أشغال تطوير البنية التحتية، ما تسبب، حسبه، في تدهور ظروف قيادة المركبات في الطرقات. و اقترح الخبير بولحليب عدة حلول للظاهرة فصّلها على ثلاث مراحل، حيث تحدث في المدى القصير عن ضرورة الاستفادة القصوى من البنية التحتية الحالية، و التي تعتمد على تدابير التشغيل الجديدة من شبكة الطرق، و كذا إعادة تنظيم الإشارات الأفقية و العمودية عبر كل الطرقات و المحاور، مع صيانة شبكة جميع المسارات و المسالك و العمل بالإشارات الضوئية في التقاطعات، فضلا عن وضع مخطط شامل لتنظيم حركة المرور، موازاة مع إدارة مواقف السيارات، بما يضمن سيولة في استعمال الطريق و الحد من التلوث. و بالنسبة للحلول المطروحة على المدى المتوسط، اقترح الخبير العمل على تخفيض تدفقات المركبات بشكل عام نحو وسط المدينة، مع إنشاء حظائر ذات طوابق و تحت الأرض حول التجمعات الكبرى كقسنطينة و علي منجلي و الخروب، و كذا بمحاذاة محطات النقل، و ذلك لتخفيف الضغط على جوانب الشوارع التي تعج بالمركبات المركونة، و القضاء نهائيا على مشكل الركن العشوائي. كما يقترح البروفيسور تطوير وسائل النقل العام في المناطق الحضرية، و تخصيص أماكن لتوقف السيارات و الحافلات، و كذا تطوير القطار لتحفيز الناس على التنقل بواسطته، و اعتماد النقل الجماعي التي تتسع ل7 ركاب لتحسين استخدامها، مضيفا أنه يجب بناء الجسور و مخارج للطرقات الكبرى، و خلق ممرات خضراء خاصة بسيارات النقل و الحافلات و الإسعاف، إلى جانب إنجاز مسالك صغيرة و ربطها بالطرق الكبيرة لتفريق حركة المركبات و التخفيف من الازدحام عبر طرقات معينة. أما على المدى الطويل، فقد أكد الخبير على ضرورة إنجاز المدن الجديدة وفقا لأنظمة النقل و الحركة المرورية الحديثة، مع القضاء على البناءات الهشة في بعض النقاط المهمة، كحي باردو و المدينة القديمة و عوينة الفول و فج الريح و وادي الحد، ما من شأنه ترك المجال لإنجاز مشاريع جديدة كشق المسالك و بناء الجسور.