أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ضرورة التحرر من التبعية المفرطة للمحروقات، داعيا الجزائريين إلى مواكبة تقدم البلاد بحرص يومي على إصلاح المعاملات وأوضاع المجتمع، وألح على ضرورة تجسيد الإصلاحات في المجال الاقتصادي و الحوكمة و تسيير جميع شؤون البلاد، وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة التمسك بالروح الإصلاحية والمنهج الوسطي، معتبرا الوسطية «درعا يحصن شعبنا المسلم من أفكار غريبة عنه»، وناشد العلماء والأئمة الجزائريين للعمل على زرع ثقافة الوسطية. دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، إلى حشد العزائم للتحرر من التبعية المفرطة للمحروقات. وذلك في رسالة له بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف ل16 أفريل من كل سنة قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية، محمد علي بوغازي، خلال حفل نظم بأوبرا الجزائر، وقال الرئيس بوتفليقة « يجب علينا أن نستلهم من رؤية شيخنا الفاضل عبد الحميد ابن باديس رؤية سمحت للأسلاف بتحرير الجزائر لكي نحشد عزائمنا لنتحرر من تبعيتنا المفرطة للمحروقات حتى وإن كانت نعمة على الجزائر». وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أن الجزائر تعيش «في ظروف مالية صعبة جراء تضارب أسعار النفط في الأسواق الدولية «داعيا الشعب الجزائري إلى «أن يعكف على مواكبة تقدم بلادنا بحرص يومي على إصلاح معاملاتنا وأوضاع مجتمعنا لأن التنمية تواكبها حتما وقائع ورهانات». داعيا إلى جعل يوم العلم «انطلاقة لنا إضافية لتجسيد برامجنا الإصلاحية في المجال الاقتصادي و الحوكمة و لتسيير جميع شؤون بلادنا «. وأكد رئيس الجمهورية، أن فضائل العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس في الإلمام بأمور الدين والدنيا وتفتحه على ثقافة العصر ومساواته بين بنين وبنات الوطن ودفاعه عن الهوية الوطنية ومحاربته الشرسة للبدع والتزمت والتعصب والخرافات ولكل الآفات الإجتماعية، وهي فضائل جعلت منه إنسانا عالميا ومصلحا بامتياز». وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة التمسك بالروح الإصلاحية والمنهج الوسطي الذي تركه العلامة ابن باديس، معتبرا الوسطية «درعا يحصن شعبنا المسلم من أفكار غريبة عنه»، مناشدا العلماء والأئمة الجزائريين للعمل على »زرع ثقافة الوسطية (...) التي يتميز بها الإسلام الحنيف، دين المحبة والإسلام والإنسانية». كما أكد أن الإنجازات التي حققتها الجزائر في إطار تجسيدها لأفكار العلامة ابن باديس على جميع الأصعدة تعد «مصدر افتخار لها»، دولة وشعبا. وفي هذا الشأن ذكر الرئيس بوتفليقة بحرص الجزائر على رفع شأن الإسلام بإعلانه دين الدولة وإعلان العربية كلغة وطنية و رسمية، فضلا عن ترسيم الأمازيغية لغة وطنية ورسمية. وبخصوص مجال التدريس الذي كان أحد أهم المجالات التي ركز عليها الشيخ بن باديس في نشره للعلم و محاربة الاستعمار، أكد رئيس الجمهورية إلى أن الجزائر المستقلة حرصت على تعميمه، مما كان بمثابة «الثأر على عهد الحرمان و الظلامية والتهميش الذي رافق فقدان حريتنا». كما ذكر الرئيس بوتفليقة بمناقب العلامة ابن باديس وجهوده في تكريس الوحدة الوطنية من خلال إدراكه العميق بأن أخطر آفة تهدد بالقضاء على كيان الأمة هي زرع الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد، حيث تمكن بفضل وعيه الوطني الرفيع ومنهجه الإصلاحي من » إحباط مؤامرة المستعمر التغريبية التي استهدفت ضرب الوحدة الوطنية أرضا وشعبا ومصيرا وإلغاء هوية الأمة و دينها وثقافتها ولغتها».