فتحت يوم أمس الأول الخميس، مؤسسة «كوندور الكترونيكس» الجزائرية المختصة في صناعة الأجهزة الالكترونية و الكهرومنزلية، أبوابا جديدة على العلاقات الإقتصادية الجزائريةالتونسية بتدشينها لمركز توزيع دولي لمنتجاتها على مستوى المنطقة الصناعية المغيرة بولاية بوعروس المجاورة للعاصمة التونسية، و تجسيدها لاستثمار أولي في السوق التونسية بمبلغ فاق 02 مليون أورو. و أكد عبد المالك بن حمادي الرئيس المدير العام لمؤسسة كوندور في حفل أقيم بالمناسبة، حضره سفير الجزائربتونس عبد القادر حجار و قبلها في ندوة صحفية، على أن مركز التوزيع المدشن بحضور والي بن عروس يدخل ضمن الاستراتيجية الشاملة للمؤسسة التي تسعى إلى التوجه نحو السوق الخارجية من خلال تصدير منتجاتها، كخطوة أولى لفرض تواجدها في السوق التونسية و اتباعها بفتح وحدات إنتاجية بهذا البلد الشقيق، بما يجعل من مركز التوزيع نقطة انطلاق نحو دول إفريقيا الشمالية على غرار ليبيا و مصر و التشاد، و ذلك في سبيل تطوير هذه العلاقة أيضا و ترقيتها إلى مجالات أخرى خارج قطاع السياحة الذي طغى على العلاقات الاقتصادية بين البلدين .و لتحقيق هذا الغرض أكد بن حمادي على التحضير مستقبلا لتخصيص 10 بالمائة من طاقة المؤسسة الانتاجية إلى مركز التوزيع بتونس، مع التفكير الجاد للاستثمار بهذا البلد الشقيق من خلال فتح وحدات إنتاجية مع مرور الوقت، فضلا عن اعتماد مركز التوزيع هذا كدعامة أساسية للتصدير نحو الدول المجاورة على غرار مصر و ليبيا و التشاد، و ذلك بعد دخول منتوجات الشركة إلى 6 دول إفريقية كان آخرها السنغال قبل حوالي أسبوع، و التركيز أكثر على استراتيجية للتوسع في القارة الإفريقية والمغرب العربي بشكل خاص، حيث تسعى كوندور، لإيصال مُنتجاتها إلى كافة دول القارة الإفريقية، ما سيمكنها من رفع حجم إيراداتها التي فاقت مليار دولار خلال السنة الماضية، مُرتفعة بنسبة 54 بالمائة مُقارنة بعامي 2014 و 2015.و في رده عن سؤال لجريدة النصر، أكد عبد المالك بن حمادي، على الطموح لتطوير مجال الاستثمار بتونس، بعدما بلغ حجم الانفاق حاليا على مركز التوزيع مليوني أورو، مشيرا إلى أن المستهلك التونسي سيجد في منتوج كوندور عديد الميزات التي تجعله أكثر طلبا بدءا بالتركيز على الأسعار و احترامها للقدرة الشرائية للمواطن التونسي، و وصولا إلى روح المنتوج التي تميزه عن باقي المنتوجات الالكترونية الأخرى، كونها تحمل ميزة جزائرية مغاربية تونسية و إفريقية، خلافا للمنتوجات المصنعة في دول الأسيوية و الإفريقية.كما أكد على أن دخول السوق التونسية جاء بعد دراسة، تم من خلالها وضع تشكيلات و منتجات بأسعار في متناول الجميع، و التركيز فيها على الطبقات التي لها دخل محدود و كذا الطبقة المتوسطة، مع ضمان الجودة و خدمات ما بعد البيع، و توفير منتجات عالية الجودة تستجيب للتطور الحاصل في السوق، سواء ما تعلق منها بالأجهزة الالكترونية و الهواتف النقالة و أجهزة التلفزيون و كذا الأجهزة الالكترونية. و أكد بن حمادي على أن نظرته للاستثمار في تونس كانت مختلفة عن باقي الدول بحيث تم التركيز فيها على افتتاح أكبر مركز خارج الجزائر بمساحة إجمالية قدرها 4500 متر مربع، ناهيك عن الاهتمام بالجوانب المتعلقة بالتكوين و توفير مناصب العمل، حيث تم توفير 32 منصب عمل في المرحلة الأولى على أن يصل عدد المناصب المفتوحة قبل نهاية العام الجاري 100 منصب عمل بالمؤسسة في تونس، و ذلك بعد اتمام عمليات التكوين التي انطلقت فيها الشركة لصالح العمال التونسيين، ناهيك عن مناصب العمل غير المباشرة، حيث اعتمدت المؤسسة في المجال التسويقي على فتح قاعة عرض واحدة بالمركز من طابقين، فيما ستوزيع منتجات الشركة على مختلف نقاط البيع و حتى فضاءات و سلسلة المحلات الكبرى المتواجدة عبر مختلف الولاياتبتونس، على أن ترفق عمليات التسويق بافتتاح مراكز جهوية لخدمات ما بعد البيع .و أشار اسماعيل شردون مدير التصدير على تنقل فوج من العمال التونسيين إلى الجزائر لتلقي تكوينهم على مستوى مختلف الوحدات، أين تم تعريفهم بكل المنتوجات لدخول المؤسسة بجميع منتوجاتها في السوق التونسية على غرار أجهزة التلفاز و الأجهزة الالكترونية الحديثة و الهواتف النقالة و الأجهزة الكهرومنزلية. مدير عام الشركة بتونس دخول «كوندور» السوق سيعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني من جانبه، أبدى محمد علي باهي مدير عام مؤسسة كوندور بتونس، ارتياحه لتحقيق المشروع و تجسيده بما يعود بالفائدة على الشركة و كذا الاقتصاد التونسي الذي سيستفيد من أموال ناجمة عن عمليات التصدير، كما أنه سيتحرر تدريجيا من عمليات تهريب الأجهزة الالكترونية للشركة، بعد غزو منتوجاتها للسوق التونسية بالطرق القانونية و بأسعار تنافسية، مشيرا إلى الطلب المتزايد على منتوجات الشركة قبل دخولها للسوق خاصة فيما يتعلق بالهواتف النقالة، و أكد على أن خطوة انجاز مركز التوزيع ستجعل من منتجات كوندور علامة من العلامات الرائدة للمستهلك التونسي، مشيرا إلى نجاحها في الجزائر و قال أنه كان متتبعا لتطور هذه الشركة منذ سنة 2003 و شاهدا على نجاحتها كونها تنظر إلى فتح آفاق بعيدة و اتباع استراتيجية دقيقة .للإشارة، فإن كوندور لا تزال تستهدف التوسع في دول القارة الإفريقية، باعتبار أن مُنتجات الشركة حاضرة الآن في سبع دول السودان، مالي، تنزانيا، البنين، موريتانيا، بالإضافة إلى دولتي تونسوالسنغال اللتان دخلتا القائمة، وتهدف الشركة بحلول عام 2022 إلى تصدير نسبة 50 بالمائة على الأقل إلى الدول الخارجية.