منع حملات تنظيف غير مرخصة بمقابر عاصمة الولاية شرعت، أمس، بلدية قسنطينة في حملة تنظيف واسعة للمقابر التابعة لها من القمامة و الأعشاب، في حين كشف مدير مؤسسة تسيير المقابر للنصر أن مصالحه منعت حملات تنظيف لم يحصل أصحابها على الترخيص، بينما ينتظر انطلاق مشروع لإنشاء فضاء جديد للدفن على مستوى جبل الوحش، من أجل تخفيف الضغط على مقابر المدينة التي صارت تعرف تشبعا. و أفاد مدير المؤسسة العمومية البلدية لتسيير المقابر التابعة لبلدية قسنطينة للنصر، بأن مصالحه سخرت أكثر من أربعين عونا لإنجاح العملية، التي تأتي، بحسبه، تتمة لحملة واسعة انطلقت خلال الأشهر الماضية، حيث قام أعوان المؤسسة يوم أمس، بإزالة كميات كبيرة من الأعشاب و رفع القمامة الملقاة على مستوى المقبرة المركزية، في وقت ستستمر فيه العملية على مدار الأيام القادمة إلى غاية عيد الفطر، بحسب المسؤول، الذي أكد بأن الكثير من المواطنين يقومون برمي القمامة على مستوى المقابر دون مراعاة لحرمتها، فضلا عن أن المؤسسة تواجه بعض المشاكل مع الأشخاص الذي يصرون على ركن مركباتهم داخل المقبرة رغم منع المؤسسة لذلك. و قد لاحظنا على مستوى المقبرة المركزية وجود لافتات لتحسيس الزوار بعدم رمي القمامة و تذكيرهم بضرورة احترام قدسية المكان. من جهة أخرى، أوضح المسؤول بأن المقبرة المركزية تعرف تشبعا من حيث عدد القبور، أين لم يعد يتوفر بها فضاء شاغر لحفر قبر جديد باستثناء الجهة السفلية منها، ما يدفع بالعائلات إلى فتح قبور قديمة و دفن موتاهم فيها، فالمقبرة المركزية تضم رفات آلاف الموتى لكونها مستغلة للدفن منذ ما يزيد عن القرن، فضلا عن عدم وجود إحصاء دقيق حول عدد المدفونين بها. و أشار محدثنا إلى أن بلدية قسنطينة أعدت مشروعا لإنجاز توسعة كبيرة لمقبرة جبل الوحش، و سينطلق في آجال قريبة، حيث قال إنه قادر على تخفيف الضغط عن المقابر الأخرى الموجودة بالمدينة. و شدد مدير مؤسسة تسيير المقابر على أن حملات التنظيف التي لا تشرف عليها مصالحه غير مرخص لها، حيث ذكر لنا بأن المتطوعين يمكنهم المشاركة في عمليات التنظيف إلى جانب أعوان المؤسسة و في الحملات التي تشرف عليها البلدية فقط، كما تحدث عن منع المؤسسة لمجموعة من الشباب من الدخول إلى المقبرة المركزية مؤخرا، بعد أن توجهوا لها من أجل القيام بعملية تنظيف غير مرخص لها، موضحا بأن المؤسسة لم يسبق لها و أن لجأت إلى مصالح الأمن في وضعيات مماثلة، لكن في حال تسجيل تجاوزات مماثلة يمكنها الاتصال بمصالح الأمن من أجل منع وقوعها، لكونها مسؤولة عن حماية القبور من محاولات العبث بها. و تجدر الإشارة إلى أن الكثير من مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي أصبحوا يتداولون في الآونة الأخيرة على صفحات مختلفة، صورا لما يبدو حملات تطوعية لتنظيف المقابر، لكنها في الحقيقة ليست عمليات لرفع القمامة و إزالة الحشائش، و إنما يسعى منظموها إلى البحث عن قمامة من نوع خاص، يعتقد الذين يتداولون صورها، بحسب ما يرد في تعليقاتهم، بأنها من «أعمال الشعوذة»، و أن «لها قوى خارقة قادرة على التأثير على حياة أشخاص آخرين». و قد لاحظنا في التعليقات أن الكثير من مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي يعبرون عن استهجانهم لمثل هذه الممارسات، و يعتبرون بأن الجهل و التخلف هما من يغذيانها، كما يطالبون الجهات الوصية بالتدخل لمنعها، بسبب ما تنطوي عليه من إساءة لحرمة أماكن الدفن.