سجل زوار المقبرة المركزية بقسنطينة الواقعة بوسط المدينة، استياء كبيرا من انتشار المياه القذرة داخل المقبرة من الجهة العلوية، حيث تعبر هذه المياه بتدفق معتبر بين القبور، شاقة طريقها نحو أسفل المقبرة التي تعد من أكبر المساحات المخصصة لدفن الموتى بالولاية، وبذلك أدى هذا الوضع إلى إغراق العديد من القبور داخل هذا المحيط الذي كان من المفروض أن يكون نظيفا ونقيا، وسط برك مائية قذرة، مع انتشار الروائح الكريهة. وعبر العديد من زوار المقبرة، سواء من الذين يقومون بزيارات دورية لقبور ذويهم وأقاربهم من الراحلين عن هذه الدنيا، أو من اللذين يشيعون الجنازات إلى قبورها، عن امتعاضهم الشديد من تراخي السلطات البلدية في إصلاح هذا التسرب للمياه القذرة، الذي يسيء للأحياء وحتى الموتى في قبورهم، حيث تشكل المياه القذرة المتسربة عائقا أمام زوار المقبرة في العبور من منطقة إلى أخرى، أو من مكان إلى آخر خوفا من إصابتهم بنجاسة هذه المياه القذرة. واعتبر عدد من زوار المقبرة أن هذا الوضع غير مقبول تماما ويجب التصرف لإصلاحه في أقرب وقت ممكن، حيث أكدوا أن المقبرة لها حرمة وقداسية مثلها مثل المسجد، ومن غير المعقول ترك مياه قذرة تنساب داخلها احتراما للموتى من جهة، وللزوار من جهة أخرى. ويشتكي سكان حي قدور بومدوس بالقرب من المقبرة المركزية، من تحول محيط هذه الأخيرة إلى مكان مفضل لمنحرفين اختاروا الجهة المقابلة للساحة المسماة «بيانو» لتعاطي كل أنواع الممنوعات من كحول ومخدرات، خاصة بعد ما تحولت المنطقة إلى شبه مهجورة، في ظل انتشار القمامة والردوم بشكل كبير، وصمت المواطن الذي يشارك بشكل أو بآخر في هذه الوضعية. من جهتها، تحضر البلدية لدراسة اقتراح تحويل رفات الموتى من القبور التي أغرقتها المياه القذرة نحو أماكن نظيفة، خاصة في ظل صعوبة التدخل لإصلاح التسرب المائي الذي أصاب قناة صرف مياه رئيسة من الجهة العلوية للمقبرة، والخاصة بالسكنات المجاورة للمقبرة التي تمر عبر القبور، حيث تنتظر مؤسسة تسيير المقابر الحصول على الضوء الأخضر من عدة جهات، على غرار العدالة، مديرية الشؤون الدينية وأهل الموتى، قبل التصرف في القبور المعنية بالتحويل في عملية مماثلة للعملية التي شهدتها المقبرة منذ مدة، بعدما تم تحويل عدد من القبور في حدود ال15 بسبب مشكل مماثل. للإشارة، فقد عرفت ولاية قسنطينة خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الفارط، عملية تنظيف واسعة شملت العديد من المقابر، بعدما سخرت مديرية الحماية المدينة أزيد من 500 عونا بالتعاون مع الدوائر والمجالس الشعبية البلدية والكشافة الإسلامية الجزائرية والهلال الأحمر الجزائري والحركة الجمعوية، حيث تم تسخير كل الوسائل البشرية والمادية لضمان السير الحسن لهذه العملية التي تواصلت على مدى ثلاثة أيام بهدف رفع النفايات المنتشرة في المقابر وإزالة الأعشاب الضارة بين القبور.