دعا المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمس الاثنين، السلطات القضائية إلى تطبيق القانون على القنوات التلفزيونية التي تحرض على العنف ضد المرأة، وأعرب في الوقت ذاته عن قلقه إزاء برامج بعض القنوات الخاصة التي «تحرض علنا على العنف ضد المرأة». وحث المجلس الوطني لحقوق الإنسان في بيان له، أمس «السلطات القضائية على تطبيق القوانين سارية المفعول لوضع حد لجميع أشكال التمييز التي تنقلها وسائل الإعلام بما في ذلك التمييز على أساس الجنس أو العرق أو اللون أو الإعاقة». كما أوصى بأن تتضمن دفاتر الشروط الخاصة بوسائل الإعلام بنودا «تحظر جميع أشكال التمييز وفقا لقانون العقوبات»، وفي السياق ذاته، دعت الهيئة، سلطة ضبط السمعي البصري إلى «اتخاذ التدابير اللازمة التي يخولها لها القانون من أجل ضمان امتثال كل برامج السمعي البصري، بغض النظر عن الوسيلة المستخدمة، للقوانين واللوائح السارية المفعول»، كما شجب المجلس «الصور والخطابات التي تبث داخل الوطن من خلال برامج بعض القنوات التلفزيونية والتي تحرض علنا على العنف ضد المرأة وتهونه»، معتبرا أن هذه البرامج التي يفترض أن تكون «ذات طابع ترفيهي» خصوصا في شهر رمضان، «تحط من كرامة المرأة وتحرض علنا من خلال الصور والخطاب، البالغين والأطفال، على العنف ضد النساء وتهونه، في حين أن تأثير وسائل الإعلام على النمو النفسي للطفل أكيد»، حسب ما جاء في البيان. وأوضح نفس المصدر، أن التمييز والتحريض العلني على التمييز الذي يرتكبه أشخاص طبيعيون أو معنويون، يعاقب عليه «وفقا للمادتين 295 مكرر 1و2 من قانون العقوبات». وللتذكير كان وزير الاتصال، جمال كعوان، قد صرح لدى استقباله مؤخرا لرئيس سلطة ضبط السمعي البصري زواوي بن حمادي، أنه يتعين على سلطة ضبط السمعي البصري تحمل مسؤولياتها و مهامها وجاء هذا اللقاء، عقب الوقفة الاحتجاجية التي قام بها العشرات من المثقفين والفنانين والإعلاميين والأكاديميين، أمام مقر سلطة الضبط السمعي البصري بالجزائر العاصمة، احتجاجا على التجاوزات التي تم تسجيلها خلال بعض البرامج الرمضانية لقناة «النهار» الخاصة، و»الإساءة» التي تعرض لها الكاتب رشيد بوجدرة، من جهته، كان مجلس سلطة ضبط السمعي البصري قد أدان «التصرفات المنتهكة لأحكام مدونة أخلاقيات المهنة» ، فيما أكد رئيس سلطة ضبط السمعي البصري، على ضرورة «استكمال الجانب الانضباطي و التنظيمي» للمجال السمعي البصري من أجل ضمان التنظيم الجيد و تفادي «التجاوزات» المسجلة خاصة خلال شهر رمضان». للإشارة، كانت سلطة ضبط السمعي البصري قد دعت قبل حلول شهر رمضان الكريم، القنوات التلفزيونية، إلى التحلي بالقيم الروحية والمرجعية الدينية الوطنية والالتزام بالمبادئ ذات المنفعة العامة في البرامج التي تبثها خلال شهر رمضان المعظم لتفادي التجاوزات التي عادة ما تسجل في هذه الفترة، داعية جميع الشركاء في مجال السمعي البصري إلى «الانخراط، بطريقة عفوية، في مسعى تنظيمي أخلاقي وجمالي يمكنهم من الإعداد السليم لشبكات برامجهم خلال شهر رمضان، بشكل يسمح لمشاهدينا من أن يجعلوا من هذا الشهر الكريم فضاء للصحوة الروحية والفكرية يجمع بين الأصالة والحداثة» وفي هذا الإطار، شددت سلطة ضبط السمعي البصري، على أهمية «عدم الإساءة لكرامة الإنسان، مثلما يحدث في بعض لقطات الكاميرا الخفية التي، تحت غطاء التسلية، تحمل مشاهد العنف والخشونة وتسيء للأخلاق»، مشيرة في هذا الاطار إلى أن «العديد من المواطنين قدموا شكاوى للسلطة ضد بعض القنوات التي صورتهم دون دراية منهم في صورة استهزائيه، بعيدا عن كل روح فكاهية».