مسبح سيدي مسيد يتحوّل إلى متنفس لأطفال قسنطينة عاد مسبح سيدي مسيد بمدينة قسنطينة ليستقبل المئات من الأطفال و الشباب و حتى العائلات، منذ إعادة افتتاحه قبل حوالي شهر، و بات متنفسا حقيقيا لسكان المدينة التي تكاد تخلو من المسابح، فيما يبقى نقص النقل هو الإشكال الوحيد للوصول إلى المرفق، في وقت لا يزال مشروع تجديد الحوض الأولمبي متوقفا. كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار عندما وصلنا إلى مسبح سيدي مسيد الواقع على مستوى الحي المعروف ب «لابيسين»، على المحور الرابط بين وسط مدينة قسنطينة و الطريق الوطني رقم 27 نحو مدينة حامة بوزيان، و بالرغم من الحرارة المرتفعة، إلا أننا صادفنا عشرات الأطفال عند بوابة المسبح، بعضهم وصلوا لتوهم و آخرون يستعدون للمغادرة و لم يكونوا مرفوقين بأوليائهم أو أشخاص راشدين. في الداخل، كان الحوض الكبير يعجّ بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 15 سنة، فيما اقتصر المسبح الصغير على تواجد بعض الصغار الذين لم لا تتجاوز أعمارهم الخامسة و كانوا رفقة أوليائهم، كما صادفنا عائلات جاءت لزيارة المكان من أجل الجلوس تحت ظل الأشجار و الاستمتاع بجمال المكان المرتمي بين أحضان صخور وادي الرمال. و ذكر الأطفال الذين التقيناهم بالمكان، و الذين جاءوا في شكل مجموعات من 3 إلى 4 أشخاص، أنهم يقطنون بأماكن متفرقة من مدينة قسنطينة و ضواحيها، فبعضهم من الأحياء المجاورة مثل سيدي مسيد و حي الثوار، و البعض الأخر من وسط المدينة، كمال صادفنا مجموعة كبيرة من الأطفال الذين قالوا بأنهم من حييّ سيدي مبروك و «لوناما»، فيما أكد لنا أحد الأشخاص الذي كان مرفوقا ببنتين صغيرتين، أنه جاء من حي ساقية سيدي يوسف. و قد أجمع كل من تحدثنا إليهم، أن هذين الحوضين الصغيرين باتا متنفسا حقيقيا في غياب كلي لمثل هذه المرافق بقسنطينة، مؤكدين استحسانهم للظروف و نظافة المكان و توفر الأمن، فالمياه نظيفة، كما بالإمكان الاستحمام قبل المغادرة، و يمكن أن تبقى أغراضهم في أمان بفضل توفر غرف مخصصة لتغيير الملابس يمكن لكل زائر استغلالها و إغلاقها بمفاتيح تبقى بحوزته إلى غاية المغادرة. و لاحظنا أيضا أن الأسعار معقولة، فثمن التذكرة هو 100 دج للأطفال، و 200 دج بالنسبة للبالغين، أما الإشكال الوحيد حسب الأطفال فهو النقل، حيث أكدوا أنهم يقصدون وسط المدينة قدوما من الأحياء المختلفة، قبل أن يتسلقوا الحافلات المتجهة نحو حي بكيرة أو مدن حامة بوزيان و ديدوش مراد، حيث يضطرون للنزول على بعد مئات الأمتار، و يكملون المسافة مشيا على الأقدام، فيما توجد وسيلة نقل أخرى و هي سيارات «الفرود»، التي لا تكون متوفرة بشكل دائم. و يبدو أن العمال يحرصون على نظافة المرفق، فقد وجدناهم منهمكين في تنظيف المياه و سحب الأتربة و كل ما يتسرب إلى الحوض من أوساخ، حيث أكدوا بأنهم يقومون بهذا العمل بشكل يومي، كما أن مياه المسبح تجدد أسبوعيا على الأقل، على حد تأكيدهم، حيث أن مصدرها هو المياه الجوفية التي يتم سحبها بواسطة المضخات، لتصب مباشرة في الحوضين، من جهة أخرى فأعين العمال تراقب بتركيز كبير حركة الأطفال داخل الحوض و خارجه من أجل منع أي تصرفات خطيرة، و كذا التدخل بسرعة في حالة وقوع أي مكروه. و علمنا بعين المكان أن المرفق يفتح أبوابه ابتداء من الساعة الثامنة صباحا، إلى غاية ما قبل الإفطار بدقائق، كما يستمر في الخدمة ليلا، أما بعد شهر رمضان، فسيتم افتتاح المحلات الواقعة بالمكان، و التي تتوفر على مقهى و مطعم، و ضروريات أخرى لراحة الزوار. و كان مسبح سيدي مسيد قد أعيد افتتاحه رسميا يوم 19 ماي الماضي، من قبل الوالي كمال عباس، و ذلك بعد عدة سنوات من إغلاقه، حيث خضع إلى عملية إعادة اعتبار، فيما يبقى مصير الحوض الأولمبي الواقع بذات المكان، مبهما في الوقت الحالي، بما أن الورشة متوقفة تماما و لا أثر فيها لأية أشغال.