رحيل مفاجئ للكاتبة الشابة ديهية لويز توفيت أمس الجمعة ببيتها بمدينة بجاية، الروائية والقاصة ديهية لويز، بعد معاناتها من مرض عضال، الراحلة من مواليد 25 أكتوبر عام 1985 بمدينة بجاية، و اسمها الحقيقي لويزة أوزلاق. أصدرت ديهية لويز، روايتها الأولى، عام 2012 تحت عنوان «جسد يسكنني»، كما شاركت في عام 2013 في مجموعة قصصية باللغة الأمازيغية مع عدد من الكتاب الجزائريين والمغاربة والليبيين. و في نفس العام، أصدرت رواية ثانية بعنوان «أقذف نفسي أمامك» عن منشورات الاختلاف/الجزائر، و منشورات ضفاف/ لبنان. واعتبر النقاد روايتها هذه، الرواية الجزائرية الأولى بالعربية التي تحكي عن الربيع الأمازيغي الذي سُميّ بالربيع الأسود، وقد تحدثت الرواية عن هذا الربيع، و كذا عن فترة الإرهاب من خلال قصة حب مستحيلة و قصة حياة مؤثرة لفتاة ظلّت تعاند قدرها الذي ظلّ يطل عليها بالمفاجآت غير المتوقعة في كلّ مرّة. و كان الوطن أيضا حاضرا في متن الرواية ببعض مراحله الحساسة، وكانت تفاصيله واضحة في حكاياتها وأحداثها. و قد وصفت الرواية بالجريئة، كونها تتطرق لمنتهكات القيم الأخلاقية من خلال قصة «مريم» ذات التاسعة عشر ربيعا. وفي نهاية الرواية المتشعبة على الكثير من الأحداث، تذهب البطلة في لحظة يأس وضياع، إلى الطريق العام وتتذكر ما قالته «فرجينيا وولف»: «سأقذف بنفسي أمامك غير مقهورة، أيّها الموت ولن أستسلم». ديهية التي غيّبها الموت باكرا، كتبت في مختلف المواضيع الاجتماعية وبالخصوص وضعية المرأة، كما كتبت عن الربيع الأمازيغي، والعشرية السوداء، وتطرقت إلى مواضيع جريئة على غرار «زنا المحارم»، كانت تنتصر للكتابة والرواية على وجه الخصوص، وحين سئلت مرّة عن علاقتها بالكتابة، ردت: «علاقتي بالكتابة معقدة وصعبة التفسير، ولكنّها متعة قبل كلّ شيء، أسافر من خلالها إلى كلّ المتاهات الممكنة في النفس البشرية وأكتشف نفسي والآخرين أكثر من خلالها». الفقيدة وبعد بداياتها في كتابة الشعر وهي بعمر الثالثة عشر، اختارت الرواية مجالا وفضاء للكتابة والإبحار، وعن هذا قالت: «السرد يمنحني حرية أكبر وجرأة للتطرق إلى مواضيع شائكة ، وهذا أمر لا تتيحه أنماط أخرى من الأدب، فمن خلاله يمكنني تحليل الواقع بشكل مفصل و فهم خباياه، فأنا أكتب لأنّني أريد اكتشاف العالم من حولي لأتصالح معه». يذكر أنّ ديهية سبق لها و أن شاركت في ملف «كراس الثقافة» عن الكاتبة طاووس عمروش، الذي نشر بجريدة النصر، في أفريل 2014. حازت الراحلة في 2016 على جائزة محمد ديب للرواية في اللغة الأمازيغية، كما شاركت في العديد من التظاهرات الأدبية بالجزائر وخارجها. عاشت ديهية قليلا، وكتبت عن الحياة والمجتمع وقضاياه، عن الحبّ والأحلام، وعن غدٍ مربك يحمل من المفاجآت الحزينة، أكثر مما يحمل من الفرح والسعادة. و تصالحت في الأخير مع العالم بالموت، أو ربّما الموت هو الذي صالحها مع العالم، فقطفها من شجر الحياة باكرا.