عصابات الفحم وراء حرائق الغابات كشف، نهاية الأسبوع الماضي، محافظ الغابات بأم البواقي، عن تنفيذ مصالحه لنحو 28 مداهمة مست المناطق الغابية المعروفة بانتشار المفحمات من طرف عصابات إنتاج الفحم بعد التعدي على الغابات، وكشف المتحدث بأن مصالحه وبالرغم من الصعوبات التي تواجهها إلا أن نشاطها الميداني ساهم مساهمة فعالة في تراجع كبير لنشاط عصابات الفحم، بفعل تضييق الخناق عليها بالتنسيق مع فرق الدرك الوطني وعناصر الحماية المدنية. محافظ الغابات رغيوة عثمان وفي لقائه بالنصر، كشف بأن محافظة الغابات سخرت ما بين 7 إلى 12 فرقة ميدانية كل واحدة منها تضم من 4 إلى 5 أعوان لوضع حد لظاهرة الاعتداء على المساحات الغابية عبر مناطق الولاية، مضيفا بأنه وفي هذا المجال يتم تنظيم مداهمات فجائية للحد من كل الظواهر السلبية المضرة بالغابات، وأشار المتحدث بأن مراقبة الغابات تأتي تجسيدا للقرار الولائي الصادر بتاريخ 25 ديسمبر من السنة الماضية، المتضمن منع الاستغلال غير الشرعي لغابات الصنوبر الحلبي وممارسة صناعة الفحم على مستوى تراب الولاية، مؤكدا بأن أول مداهمة نظمت بتاريخ 28 ديسمبر الماضي بعد 3 أيام من صدور القرار الولائي، أين مست غابة الحراكته وجند لها 21 عون عبر 4 مقاطعات وتم فيها حجز 8 «ستار» من الحطب ويعتبر «الستار» بحسب محافظ الغابات الوحدة التي تقاس بها حزم الحطب. محدثنا أشار بأن المداهمات التي نظمت منذ بداية السنة الجارية وعددها 28 مداهمة، مست غابات الجازية والجازية باردو وقرن حمار والفرن الكبير والصغير، ويبقى المشكل مطروحا بنسب متباينة في غابات بلديتي الجازية والزرق، أين تم تدمير 86 مفحمة وحجز 56 ستار من الحطب وضبط 40 كيس من الفحم و4 مناشير آلية، وتم إخماد 4 مواقد نار ناجمة على نشاط العصابات، وأكد محافظ الغابات بأن مصالحه تواجه ميدانيا عديد الصعوبات، أبرزها أن العدد غير كاف من الأعوان فالعدد الإجمالي للأعوان بلغ 88 عون، وفي المقابل شهدت المحافظة مغادرة عديد الأعوان باتجاه التقاعد خاصة خلال السنتين الأخيرتين، إضافة إلى مواجهة مشاكل حقيقية على أرض الميدان على غرار وضع أفراد العصابات لمسامير ومطبات لتفجير عجلات المركبات، فخلال الشهر الواحد يتم إعادة تركيب أزيد من عجلتين للمركبة الواحدة. محافظ الغابات بين بأن التضاريس الوعرة للمنطقة وتحول الظاهرة من وسط الغابات لمحيط بعض السكنات المتواجدة في الغابات، أين كانت مساحات المفحمات تتجاوز 10 أمتار وتقلصت لنحو متر مربع الأمر الذي يتطلب تسخير القوة العمومية في كل مرة، وبين المتحدث بأن فئة من المواطنين تصر على مواجهة الأعوان ميدانيا، وهو ما جعل المحافظة تسعى لتطبيق سياسة الترغيب والترهيب، من خلال توظيف ما يفوق عن 135 عامل في مختلف الورشات، خاصة منها الأشغال الحرجية المسندة للمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية الهضاب، ويتم التشغيل بالإعلان عن طريق البلديات لتفتح المناصب عن طريق المؤسسة ويأتي التوظيف كسياسة للحد انتشار ظاهرة المفحمات، فهذه الآلية بحسب المسؤول الأول على محافظ الغابات ساهمت في تراجع المفاحم ولم تتبق إلى فئة قليلة والعمل جار للقضاء عليها بشكل كلي، هذا دون إغفال الجانب الردعي من طرف عناصر الدرك الوطني. وبين محافظ الغابات بأن فتح الغابات أمام مجال الاستثمار الخاص والعمومي يأتي كإجراء للحفاظ على الغابات والمحافظة عليها، مشيرا بأن ارتفاع أسعار الفحم في الأسواق دليل على تراجع المادة وندرتها في السوق بفعل تضييق الخناق على منتجي الفحم بطريقة غير شرعية، وختم المتحدث تصريحه عن رفع مقترح لتقنين عملية إنتاج الفحم وتنظيمها مستقبلا.