الدرك يوقف أربعة أشخاص متلبسين بإشعال النيران بعنابة تدخلت أول أمس، فرق مشتركة بين الحماية المدنية ومصالح الغابات والجيش الوطني الشعبي، مدعومين بوحدات من الولايات المجاورة لإخماد الحرائق المهولة المندلعة بجبال الايذوغ والتي أدت لمحاصرة سكان سيرايدي وإتلاف عدة بساتين وغابات شاسعة، وكذا احتراق حيوانات برية. كما شكلت خلية طوارئ لإجلاء عشرات العائلات التي وصلت النيران إليها، خاصة بمنطقة بوزيزي، كما وجدت مصالح الحماية المدنية صعوبة في إخماد الحرائق، بسبب اعتداء بعض السكان على عناصر التدخل، واحتجاز شاحنة إطفاء، وتحميلهم مسؤولية الحرائق، وتم إتلاف بعض الممتلكات ، موجهين لهم سيلا من الشتائم والاتهامات، وأشار أعوان الإطفاء بأنهم يتحركون حسب خطة مضبوطة من مركز النداء والتوجيه، للتدخل حسب درجة الخطر، بإعطاء الأولوية لحماية السكنات والمواطنين من الخطر وإبعادهم عن ألسنة اللهب، مع فتح ممرات لوقف انتقال الحرائق إلى مساحات أخرى، إلى جانب الإطفاء المباشر في المناطق غير الوعرة التي يسهل الولوج إليها. كما وجدت فرق الإطفاء القادمة من ولايتي سكيكدة والطارف للدعم، نفسها تائهة وسط الغابة خاصة بعض الأعوان الذين يجهلون طبيعة المنطقة والمسالك، بسبب عدم قدرة الأسلاك الأخرى مرافقة وحدات الدعم، وإرشادهم بشكل دقيق للمناطق المشتعلة بالنيران، نتيجة كثرة التدخلات وشساعة المساحات التي طالتها النيران. و عرفت عملية إخماد الحرائق بسيرايدي، أجواء تضامنية، بتنظيم مجموعات شبانية مبادرات لتقديم المساعدة للسكان ، منها جلب المياه المعدنية الباردة، للتخفيف من التعب والعطش. وقد حجبت سحب الدخان المتصاعدة، الرؤية بمدينة عنابة والمناطق المجاورة، إلى جانب الارتفاع الكبير في الحرارة التي تجاوزت 45 درجة، وكذا الرطوبة، ما لم يشجع المواطنين على الخروج من منازلهم، حتى الإقبال على الشواطئ تراجع بشكل ملحوظ، مع تساقط الرماد في البحر، في أجواء تدفع إلى العزوف عن السباحة، حتى الأجواء ليلا كانت حارة جدا و منعت العائلات من الخروج للنزهة والسهر بالكورنيش. ملاك وعصابات الفحم في قفص الاتهام تمكن أفراد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالحجار، من إلقاء القبض على أربعة أشخاص في حالة تلبّس، بتهم تكوين جمعية أشرار، والحرق العمدي لملك الغير وحمل أسلحة محظورة، إثر إقدامهم على إضرام النار عمداً بحقل خاص بأحد المواطنين، على مستوى قرية كدية مراح، ببلدية عين الباردة بولاية عنابة، وذلك في إطار التحرّي والمراقبة العامة للإقليم، وطلعات المروحيات للكشف عن الحرائق. واستنادا لبيان خلية الاتصال، بالقيادة الجهوية الخامسة للدرك الوطني بقسنطينة، الصادر أول أمس، وعلى إثر تفتيش المشتبه بهم، تم العثور بحوزتهم على أسلحة بيضاء، كما تم كشف شريط فيديو التقطوه لحرائق اقترفوها سابقاً وقاموا بتصوير الوقائع بواسطة هاتف محمول. و استكمالا لمجريات التحقيق، تم إرسال بطاقات الذاكرة الخاصة بهواتف المعنيين إلى المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي للاستغلال، بغرض التثبّت منها والكشف عن فيديوهات أخرى يُحتمل أن تكون قد مُسحت من طرف المشتبه بهم. فيما تواصل المصالح الأمنية تحرياتها من أجل الكشف عن دوافع إقدام المتهمين على إضرام الحرائق، وتحديد هوية أشخاص آخرين متورطين في هذه الأعمال الإجرامية. وتشير المعلومات التي تحصلت عليها المصالح الأمنية يجري التثبت من صحتها، بأن انتشار الحرائق بمنطقة سيرايدي والحقول الزراعية، وراءه ملاك بهدف الحصول على تعويضات على غرار ما حدث بمنطقة القبائل، كما ترجع مصادر الحرائق المندلعة بجبال الايذوغ، لتعمد عصابات إنتاج وتهريب الفحم إضرام النار في الغابات الكثيفة، لاستغلال هذه المادة التي يكثر عليها الطلب مع قرب عيد الأضحى المبارك لاستخدامها في طهي اللحم، خاصة وأن المصالح المختصة تمنع تسويقها ونقلها دون رخصة، مما أدى إلى ارتفاع ثمن الفحم في السوق، خاصة بالولايات الحدودية مع تونس كالطارف، وتزايد محاولات تهريبه. وذكرت مصالح الحماية المدنية بعنابة، بأن تدخلاتها تركزت بمنطقة بوزيزي في سيرايدي، حيث تم تسجيل إتلاف نحو 300 هكتار من الأحراش والغابات، سخرت لها كافة الإمكانيات. واستنادا لضابط المناوبة بمديرية الحماية المدنية، فقد بدأ اندلاع النيران بجبال الايذوع، في حدود الساعة العاشرة صباحا، من يوم أول أمس، حيث شبت ألسنة اللهب بالمنطقة الجبلية «بأر المرجة» ومشتة القبائل، ما ادى إلى تلف قرابة 30 هكتارا من الأدغال والأحراش، مع احتراق جزئي لمقبرة مشتة القبائل، كما شهدت كل من منطقتي دراجي رجم وبرقوقة وحي واد زياد والمنطقة الجبلية بوقنطاس اندلاع حريق مهول أدى إلى إتلاف 4 هكتارات من الأدغال واحتراق 40 صندوقا لتربية النحل . وكانت أشد الحرائق خطورة على السكان، واستدعت حالة استنفار قصوى تلك التي اندلعت بمنطقة «ديار البقرة» بسيرايدي والمنطقة الجبلية بحي خرازة، حيث جعلت مصالح الغابات ومصالح الحماية المدنية، تشكل خلية أزمة وتجند إمكانياتها المادية والبشرية ضخمة، من أجل التحكم فيها، بعد مرور قرابة 24 ساعة تقريبا من العمل المتواصل، مع تأمين السكان.