تعتبر شلالات كفريدة، الواقعة على الطريق الوطني رقم 9، بالقرب من قرية آيت إدريس في بلدية تسكريوت، التي تبعد عن مدينة بجاية بحوالي 40 دقيقة و بلدية سوق الاثنين بحوالي 10كلم، من أهم وأجمل المواقع السياحية التي تزخر بها منطقة القبائل الصغرى، فهذا الموقع أقل ما يوصف بأنه قطعة هاربة من الجنة تلتقي فيه مياه الشلال العذبة بخضرة الجبال، و سحر الكهوف المحفورة داخل صخور عرف سكان المنطقة كيف يستغلونها تجاريا حيث حولوها إلى دكاكين صغيرة لبيع المنتجات التقليدية و مطاعم عائلية تفوح منها رائحة السمك المشوي. الجميل في شلالات كفريدة أنها مخفية بين جبال بجاية و خراطة، يعد الوصول إليها رحلة استكشاف بحد ذاتها، فهذه المنطقة ذات سحر فريد، فهنا تجتمع كل مقومات الجمال لذلك فإن عدد زوارها يتعدى 10الاف زائر مع نهاية كل أسبوع و ما يزيد عن 30 ألف زائر طيلة الأسبوع، وذلك حسب ما علمنا من القائمين على تسيير الحظيرة التابعة للمنطقة، و التي تضم محلات و مطاعم و حمامات لتقديم أحسن خدمة للزوار هي أرقام تفخر البلدية بالإعلان عنها من خلال يافطة خاصة للتعريف بالمعلم تم تثبيتها عند مدخله. محدثنا أوضح بأن الكثير من السياح يفضلون قضاء اليوم في الشلالات على البقاء في الشاطئ و ذلك نظرا لقلة الرطوبة في المكان وجوه الاستوائي اللطيف، فضلا عن تجربة القفز من على الشلال التي يعشق الكثيرون اختبارها خصوصا الشباب، إضافة إلى ذلك فإن البحيرة التي تتدفق فيها المياه من على علو 50مترا، هي بمثابة مسبح طبيعي مفتوح على الهواء الطلق قطره 20مترا تقريبا، مياهه عذبة و نظيفة و يقال بأنها خالية من الكلس و تساعد على الاسترخاء، كما أن المنظر المحيط بها لا يقل سحرا عن منظر الشلال المتدفق في حد ذاته، فالطبيعة نحتت على صخورها أجمل اللوحات، كما حبتها بتنوع بيولوجي فريد، فتلك الأشجار المحيطة بها هي مسكن للقردة التي أعطت المنطقة حيوية بعدما كونت علاقة جميلة مع السياح وألفتهم. . وحسب سكان المنطقة و تجارها من الشباب الذين احترفوا مهنة بيع التحف التقليدية ، فإن كلمة كفريدة هي مصطلح روماني و معناه الينبوع الجديد العذب، ويعود أصل التسمية إلى فترة اكتشاف الموقع الذي لم يتغير كثيرا منذ سنوات الاستعمار و ظل محافظا على جماله و عذريته بالرغم من كونه قبلة للملايين من الزوار سنويا، أما عن أصل مياه الشلال فقد علمنا بأنه ينبع من جبال إيجلولالين، إسانساج، تابرياتس، أجاني سيدي جابر، وهي سلسلة جبال مترامية بين بجاية و خراطة وصولا إلى ولاية سطيف، و لهذا الشلال الساحر توأم هو شلال كاربيت في دويلة غوادالوبي الواقعة بأحد الأقاليم الفرنسية في أمريكا الجنوبية، إذ يعد الشلال صورة طبق الأصل عن نظيره في القارة اللاتينية، مع ذلك تبقى ميزة كفريدة، هي تواجدها في منطقة القبائل الصغرى التي زادت عادات و تقاليد و حرف سكانها من بهاء تجربة الاستجمام على ضفاف بحيرته التي تصب بدورها في أحد الوديان القريبة لتعود بذلك مياه الشلال إلى الطبيعة التي ولدت من رحمها. خلال تواجدنا في المنطقة لاحظنا بأن أسعار الخدمات التي تقدمها المطاعم العائلية جد مقبولة مقارنة بتلك المطاعم المتواجدة بمحاذاة شواطئ بلدية سوق الاثنين القريبة، أما ثمن تذكرة حظيرة السيارات فهو100دج، يتطلب التنقل منها وصولا إلى منطقة الشلال 5دقائق مشي داخل نفق صغري يعج بمحلات التحف التقليدية من فضة و فخار و بعض الألبسة المحلية و التذكارات الجميلة. كما أن هنالك مصورين مستقلين منهم من يحمل نسرا ومنهم من يحتفظ بقرد يعرضون خدماتهم على الزوار مقابل مبلغ 150دج للصورة الآنية.