جبال من الردوم والقمامة تحاصر سكان وادي الحد بقسنطينة تحاصر الردوم ومخلفات الأشجار والقمامة سكان الجزء السفلي من حي وادي الحد بقسنطينة، منذ عدة سنوات استمرت خلالها في التمدد على أطراف المجرى المائي بعد كل عملية هدم للأكواخ الفوضوية تقوم بها السلطات المحلية، حيث يطالب المواطنون اليوم بتخليصهم منها لما تشكله عليهم من خطر وبتهيئة الأرصفة والطرقات المهترئة، بينما ما زال الشباب ينتظرون إنجاز ملعبين جواريين بالمكان. وصلنا إلى وادي الحد خلال الفترة الصباحية، حيث لاحظنا على طول الطريق الرئيسية انتشارا لطاولات التجارة الفوضوية التي يعرض فيها شباب من أعمار مختلفة، السكاكين والسيوف وكلأ الحيوانات ومختلف الأدوات المستعملة في نحر الأضحية وتقطيعها وطهيها، لنتوغل بعد ذلك إلى داخل الشوارع الضيقة مع اثنين من سكان الحي قادانا عبر المسالك التي تضيق وتتوسع بشكل غير منظم، لكن الشكل الخارجي للبنايات قد تحسن كثيرا مقارنة بما كان عليه خلال السنوات السابقة، بحسب من تحدثنا إليهم من السكان، بعدما صار أصحابها يعتنون بها، رغم أن واجهات الكثير منها ليست منتهية وما تزال تكتسي اللون الأحمر للآجر المستعمل في بناء الجدران. وتخفي البنايات المذكورة تجمعا كبيرا من أطلال البنايات الهشة والأكواخ الفوضوية، التي تبدو من بعيد كجبال من الردوم بعد أن تم تهديمها من طرف السلطات المحلية، على إثر ترحيل من كانوا يقطنون بها إلى سكنات جديدة، حيث توقفنا بالمكان الذي تنبعث منه روائح كريهة مصدرها مجرى مياه وادي الحد وقد تكون ناجمة عن جثة حيوان متعفنة، كما وجدنا أثناء مرورنا حمارا مسرجا ومربوطا إلى شجرة نمت بجانب حديقة مسيجة بإحاطة من بقايا أسقف التوتياء المعدنية والأسلاك الحديدية، وقطيعا من الماعز، لنتعثر أثناء المشي بزجاجات نبيذ فارغة مرمية على الأرض. وأحاط سكان آخرون بعض المساحات في موقع الأكواخ الفوضوية المهدمة واستعملوها لتربية الدجاج أو لزراعة بعض الخضر، في حين لا يوجد غير ذلك إلا عدد قليل من بيوت الصفيح التي ما زالت تقطنها عائلات، أو أخرى أعيد احتلالها وترميمها، كما أن محدثينا لم يخفوا تخوفهم من الأفاعي والحيوانات والمسامير الصدئة التي تشكل خطرا على أطفالهم في حال قدموا إلى المكان. وتنتشر الردوم على مستوى منحدر يقع مباشرة بجوار الطريق التي تآكل فيها الإسفلت، والمحاذية لآخر صف من البنايات، لتمتد إلى غاية الوادي، حيث توجد كميات كبيرة جدا منها بالإضافة إلى القمامة، كما أوضح لنا مرافقانا بأنها تضاعفت على مستوى الجهة السفلى بعد أن هدمت السلطات مؤخرا الأكواخ الفوضوية التي كانت تستغل كمذابح وإسطبلات غير شرعية، وتحولت إلى أكداس من الحجارة وقطع الطوب يمكن ملاحظتها من بعيد، لكن السكان أكدوا لنا بأن المشكلة ما تزال متواصلة، فقد اتخذ الكثير من المواطنين من الموقع مفرغة للتخلص من مخلفات عمليات البناء، مستدلين بالأكياس البيضاء الجديدة المرمية، فضلا عن أن المواطنين تأسفوا لأن بعضا من جيرانهم يقومون برمي قمامتهم بنفس المكان أيضا. وأضافت نفس المصادر بأن لجنة من البلدية ومديرية الشباب والرياضة، قد زارت المكان من قبل، وعاينت نقطتين منه من أجل إنجاز ملعبين جواريين لفائدة شباب الحي الذين يطالبون بهما منذ مدة في ظل انعدام فضاءات للترفيه، حيث تصادف وأن التقينا بمجموعة من الشباب كانوا يتناقشون حول حجز دور في ملعب بحي ساقية سيدي يوسف، من أجل عقد مباريات كرة القدم فيما بينهم، لكن السكان أوضحوا لنا بأن كميات الردوم المكومة هي ما حال دون إتمام عملية الانجاز لصعوبة بناء الملعب دون التخلص منها، حيث طالبوا السلطات بالتدخل لرفعها، خصوصا وأنها تمثل فرصة لمن يريد إعادة بناء بيوت صفيح جديدة بالمكان دون أن يكتشف أمره، لكنهم قالوا إن البلدية قامت بتهيئة إحدى الأرضيتين بشكل أولي. السكان يطالبون بتنظيف الحي وإصلاح الطرقات من جهة أخرى، يطالب سكان وادي الحد بتدخل مصالح البلدية من أجل رفع القمامة من النقاط الواقعة بالجهة المقابلة للطريق، حيث ظلت مخلفات عملية تنظيف السوق اليومية متراكمة بالقرب من البنايات، بحسب ما لاحظناه، في حين أخبرنا قاطنون بالحي بأن شبابا اتفقوا على القيام بحملة تنظيف واسعة لعدد من المواقع على مستوى البنايات الصغيرة المعروفة باسم "ليكوبيرون"، التي انتهى إليها سيرنا بين الردوم، لكن بعض الجيران أوضحوا لنا بأنهم يقومون في الغالب بتنظيف محيط سكناتهم بأنفسهم، معيبين على بعض جيرانهم الآخرين رمي القمامة بشكل عشوائي وعدم المساهمة في المحافظة على نظافة الفضاء المشترك، كما ألقوا الجزء الآخر من اللوم على مصالح البلدية، واتهموها ب"التقصير" في رفع القمامة من وادي الحد. وتحدث قاطنو حي وادي الحد عن مشكلة اهتراء الأرصفة والطرقات، حيث طالبوا البلدية بالشروع في برنامج تهيئتها الذي أعلنت عنه من قبل، مشيرين إلى أن حفرة ظهرت بمسلك فرعي داخل الحي أول أمس، ووقعت فيها سيارتان قبل أن يتدخل أحد السكان ويقوم بسدها، في حين لاحظنا بأن جزءا من الرصيف المحاذي لطريق المركبات المؤدي إلى حي ساقية سيدي يوسف قد انهار، حيث عبر مرافقانا عن تخوفهم من انهياره بشكل كلي في حال عدم تدخل الجهات المعنية. وقد اشتكى المواطنون من نقص الإنارة العمومية في الحي والتسربات المائية التي تظهر من حين لآخر.