لوّح مدرب أمل بوسعادة عبد الغني جابري بالانسحاب من على رأس العارضة الفنية في أية لحظة، و أوضح بأن مقاطعة عديد الركائز للتدريبات يعد بمثابة مؤشر أولي على انفجار أزمة داخلية، لأن طفو مشكل المستحقات المالية على السطح مبكرا ينذر بخطورة الوضعية. جابري و في إتصال مع النصر ظهيرة أمس أكد بأنه لم يتخذ إلى حد الآن أي قرار رسمي بخصوص مستقبله مع الأمل، لكنه رمى بالكرة في معسكر اللجنة المسيرة، و طالب بضرورة الإسراع في توفير الأجواء الكفيلة بتحضير المجموعة على مواصلة العمل بجدية، سيما عقب الإنطلاقة المتعثرة التي سجلها الفريق في البطولة، و لو أنه أجل الحسم في وضعيته إلى ما بعد مباراة نهاية هذا الأسبوع ضد جمعية وهران. كيف هي الأجواء داخل أمل بوسعادة بعد المشاكل المالية التي أثارها اللاعبون؟ الحقيقة أن ظروف الفريق لا تبعث على الإرتياح و التفاؤل، لأن مشكل المستحقات المالية يبقى مطروحا منذ الموسم الماضي، إلا أن الوضع تجاوز الخطوط الحمراء هذه المرة، على اعتبار أننا مازلنا في بداية المشوار، و مطالبة اللاعبين بأموالهم انطلقت مبكرا، الأمر الذي جعل الإدارة تصطدم بواقع مرير، في غياب مصادر تمويل كفيلة بتغطية جزء من المستحقات، خاصة و أن أمل بوسعادة يعد من أفقر النوادي المحترفة على الصعيد الوطني، بدليل أن حصته من ميزانية البلدية لم تتجاوز 250 مليون سنتيم، و بالتالي فمن غير المعقول تسيير الفريق في هذه المرحلة العصيبة. *لكن بعض الركائز قاطعت التدريبات منذ مطلع الأسبوع الجاري؟ الأزمة كانت قد انفجرت بمجرد عودتنا من تربص تونس، لأن بعض اللاعبين كانوا قد طالبوا بالحصول على جزء من الرواتب الشهرية المتفق عليها، غير أن عدم توفر الإدارة على السيولة المالية ألقى بظلاله على الأجواء السائدة داخل الفريق، لتبلغ المشاكل ذروتها قبيل عيد الأضحى المبارك، لما جددت بعض العناصر مطلبها المتعلق بالشطر الأول من علاوات الإمضاء، لتكون عواقب القبضة الحديدية بين اللاعبين و الطاقم المسير رفض 5 لاعبين التنقل في الجولة الماضية إلى سعيدة، و يتعلق الأمر بكل من شريفي، كاب، فلاح، بن شرقي و سايغي، لتبقى دار لقمان على حالها هذا الأسبوع، و لا شيء يوحي بإمكانية انفراج الأزمة في القريب العاجل، رغم أن الثنائي بن شرقي و فلاح التحق بحصة الأمس. *و كيف تتعامل مع هذه الوضعية بصفتك المسؤول الأول على العارضة الفنية؟ صدقوني إذا قلت بأنني لم أكن أتصور إطلاقا أن تصل أوضاع أمل بوسعادة إلى هذه الدرجة، لأن الفريق يفتقر إلى أدنى شروط الممارسة الكروية، رغم انتمائه إلى الرابطة المحترفة الثانية، و الغياب الكلي للمسيرين عن التدريبات زاد من انهيار اللاعبين الشبان من الناحية النفسية، على اعتبار أن أغلب الركائز رفضت الحضور بسبب مشكل المال، مما أجبرني على تسيير هذه المرحلة لضمان تحضير التشكيلة بحد أدنى من العمل الميداني، في غياب أي تحفيز بسيكولوجي. *و ماذا عن مباراة هذا الجمعة ببوسعادة أمام جمعية وهران؟ تمسك بعض اللاعبين بموقفهم سيحرمنا من خدمات بعض الركائز، خاصة كاب و طواهري في الهجوم، لكن ما يمكن قوله أنني شخصيا لم أعد قادرا على تحمل الضغط بمفردي، لأنني لا أملك ما من شأنه أن يحمس اللاعبين على حصر تركيزهم في التدريبات، و طمأنتهم على المستحقات العالقة، مادام المسيرون قد عجزوا عن إيجاد مصادر تمويل أخرى، هذا فضلا عن كون الفريق استهل موسمه بهزيمتين، مع انهيار كلي من الناحية المعنوية، و هو «السيناريو» الذي لم نكن ننتظره، لأننا كنا نراهن على تسجيل نتائج أفضل في النصف الأول من البطولة، و عليه فإن إمكانية انسحابي من تدريب الأمل أصبحت واردة، و سأعمل كل ما في وسعي لتحقيق الفوز أمام جمعية وهران، مع ترقب رد فعل الإدارة تجاه مطالب اللاعبين، و بقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن سيجعل الإستقالة خيارا حتميا لا مفر منه.