يلتقي صبيحة اليوم أعضاء المكتب الفيدرالي بمركز سيدي موسى في جلسة عمل هي الأولى من نوعها منذ إعتلاء زطشي كرسي الرئاسة في قصر دالي إبراهيم، لأنها خارج رزنامة الإجتماعات الدورية للهيئة التنفيذية، و رئيس الاتحادية ارتأى الالتقاء بطاقمه في لقاءات تشاورية بمعدل 3 مرات في الشهر، بغية مناقشة القضايا المطروحة، و الخروج بقرارات جماعية. جلسة اليوم تأتي في ظروف استثنائية تمر بها المنظومة الكروية الوطنية، خاصة و أن المنتخب الوطني واصل الإنهيار في تصفيات مونديال 2018، و الهزيمة التي تلقاها بالكاميرون مطلع هذا الأسبوع كانت الرابعة على التوالي في المشوار التصفوي، الأمر الذي وضع مصير الناخب الوطني لوكاس ألكاراز على كف عفريت، و مؤشرات الطلاق معه بالتراضي ارتسمت بصورة جلية، و رحيل التقني الإسباني من على رأس العارضة الفنية للمنتخب بات شبه مؤكد، على أن يتم ترسيم الأمور بعد مباراة نيجيريا لحساب الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات، خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر القادم. و لعل ما يجعل هذا الطرح قابلا للتجسيد أكثر من أي وقت مضى، اعتراف رئيس الفاف خير الدين زطشي بأن اختيار ألكاراز كان خاطئا، مع إسراعه للرمي بالكرة في مرمى المكتب الفيدرالي لمناقشة مستقبل هذا المدرب مع «الخضر»، و لو أن الحصيلة السلبية في تصفيات المونديال تبقى النقطة الأبرز لتبرير قرار فسخ العقد، بصرف النظر عن قضية الخيارات التكتيكية الفاشلة، و كذا عجز هذا المدرب عن وضع بصمته على آداء التشكيلة، دون تجاهل الأمور الإنضباطية، و المشاكل الداخلية التي طفت على السطح وسط المجموعة، و التي كانت من عواقبها عدم استدعاء بعض الركائز للمشاركة في اللقاء الأخير ضد الكاميرون. على صعيد آخر فإن ملف المديرية الفنية الوطنية من المرتقب أن يوضع للدراسة في جلسة اليوم، لأن هذه الهيئة تبقى دون مسؤول رسمي، و عامر شفيق يتكفل بتسيير الشؤون الإدارية للمديرية بصفة مؤقتة، سيما منها ما يتعلق بإصدار إجازات مدربي الأندية، من دون حيازة الفاف على برنامج عمل رسمي خاص بالموسم الكروي الجاري، رغم أن فضيل تيكانوين كان قبيل استقالته قد رسم خارطة طريق لمتابعة بطولات الشبان عن كثب، بالعودة إلى نظام المنتخبات الولائية و الجهوية، و إتخاذ الدورات الجهوية التي تقام من حين لآخر محطة لإنتقاء المواهب القادرة على ضمان تواجدها في المنتخبات الوطنية للشبان، لكن هذا البرنامج سقط في الماء بمجرد انسحاب تيكانوين، و من المرتقب أن تحسم الفاف في هوية خليفته خلال جلسة اليوم. و في سياق ذي صلة يبقى ملف مدرب منتخب المحليين مطروحا للدراسة على طاولة المكتب الفيدرالي، لأن تشريح بعض أعضاء المكتب للوضعية خلال الإجتماع الأخير جعلهم يتيقنون بأن هذا المنتخب يجب أن يكون مستقلا في تسييره عن المنتخب الأول، خاصة من حيث تركيبة الطاقم الفني، فضلا عن كون أيام التقني الإسباني ألكاراز مع النخبة الجزائرية أصبحت معدودة، و المشروع المستقبلي للفاف يرمي إلى تعيين مدرب كل منتخب على حدى، مع ضمان التنسيق و التواصل بينهما في العمل. بالموازاة مع ذلك كشف مصدر جد موثوق للنصر أن ملف اللجنة الفيدرالية للتحكيم يبقى من بين النقاط الستة المدرجة في جدول الأعمال، خاصة بعد عودة الإشكالية المطروحة مع مسعود كوسة إلى الواجهة مجددا، إثر تلويح رئيس رابطة سطيف بالإنسحاب من رئاسة هذه الهيئة، في حال مواصلة الفاف التعامل معه بنفس الأسلوب، و ذلك من خلال تقليص مهامه و صلاحياته، مقابل تكليف مختار أمالو بالتعيينات، و لو أن المشكلة يضيف مصدرنا تفاقمت في الأيام القليلة الماضية، إثر إقدام أمالو على ضبط قائمة الحكام المقترحين لحيازة الشارة الدولية سنة 2018، و هي القائمة التي زكاها زطشي، و أرسل نسخة منها إلى الفيفا، من دون تمرير هذا المقترح على المكتب الفيدرالي. إلى ذلك فإن زطشي عمد إلى انتهاج استراتيجية جديدة في تسيير شؤون الإتحادية، في محاولة منه لإحتواء الصراعات الداخلية التي طفت على السطح، و بالتالي إعادة الهدوء إلى تركيبة المكتب الفيدرالي، و تشكيل مجموعة متناسقة تعمل من أجل خدمة مصلحة الكرة الجزائرية، سيما بعد تعالي الأصوات التي اتهمته بإتخاذ قرارات انفرادية، من أبرزها الكيفية التي تم بها التعاقد مع ألكاراز، في وقت أصبحت فيه الهيئة التنفيذية للإتحادية تفتقد للإستقرار، على اعتبار أن تيكانوين أستقال من على رأس المديرية الفنية الوطنية، و مسعود كوسة يبقى في وضعية غامضة، مقترنة أساسا بمكانته في لجنة التحكيم، بينما يواصل جهيد زفزاف الغياب عن الفاف منذ نحو 4 أشهر، و اكتفائه بمنح تفويض لمدان من أجل تمثيله في الإجتماعات الرسمية.