إحالة أستاذة قتلت شقيقتها خنقا على مصحة عقلية بسطيف نظرت، أمس الأول، المحكمة الجنائية الابتدائية لدى مجلس قضاء سطيف، في جريمة قتل غريبة من نوعها، حدثت بقرية العمري ببلدية أولاد سي أحمد الواقعة بالمنطقة الجنوبية للولاية، تورطت فيها أستاذة في التعليم الثانوي، رفقة والدتها و شقيقتها الصغرى، راحت ضحيتها شقيقة المتهمة، و التي قامت المتهمات بتجريدها من ملابسها، و وضع قطعة من الثياب الداخلية على وجهها، و تغطيتها إلى غاية وفاتها اختناقا، و ذلك بحجة استخراج الجن الذي يسكن جسدها. و قد كانت المتهمة الرئيسية صاحبة العقل المدبّر، و هي التي أمرت المتورطتين الأخريين بالإبقاء عليها في غرفة معزولة إلى غاية عودة الروح إلى جسدها، و قد أحالت هيئة المحكمة المتهمة الرئيسية (ك.ش.ح) على مصحة عقلية، بعد متابعتها بجناية القتل العمدي، و بالسجن لمدة 10 سنوات لوالدتها المدعوة (ك.ش.ح) البالغة من العمر 63 سنة، و شقيقة المتهمة الرئيسية المدعوة (ك.ش.ن) البالغة من العمر 24 سنة، بعد متابعتها بجناية المشاركة في جناية القتل العمدي. القضية التي استغرب لها كل من حضر الجلسة سواء المحامين أو بعض الفضوليين، تعود إلى شهر جانفي المنصرم، عندما تلقت مصالح الضبطية القضائية للدرك الوطني لأولاد سي أحمد، نداء مفاده وفاة الضحية (ك.ط) البالغة من العمر 36 سنة، لكن اشتبه بأن الوفاة لم تكن طبيعية، و بعد فتح تحقيق و إخضاع الجثة للتشريح، تبين بأنها قتلت خنقا، لتعترف المتهمة عبر كامل مراحل التحقيق بأن وفاتها كانت بسبب تعرضها لمس من الجن، و أنها أرادت تخليصها منه بعد أن أتاها الوحي أثناء فترة نومها، لكي تقوم بذلك على طريقة سيدنا إبرهيم عندما ضحى بابنه إسماعيل. و قد سبق للمحكمة الجنائية و أن نظرت في قضية الحال في وقت سابق، لكنها خلصت إلى إجراء خبرة طبية عقلية على المتهمة الرئيسية، و قد عرضت خلال جلسة، أمس الأول، ليتضح بأن المتهمة تعاني من مرض عقلي، بعد إجراء ثلاث خبرات، اثنان منها أكدت ذلك، بدليل تضارب أقوالها و عدم توازن شخصيتها، و التي تأكدت خلال الجلسة الأخيرة، حيث روت الحادثة و بكثير من التضارب، في الوقت الذي حاولت النيابة العامة تحميلها المسؤولية الجزائية، بدليل التماس الحكم الإعدام و المؤبد لوالدتها و شقيقتها، إلا أن محاميها ركز في مرافعته على تقرير الطب العقلي، مشيرا إلى أن موكلته تعرضت لإصابة عقلية و حالة هستيرية جعلتها لا تعي ما تفلعه، مع نفيه القصد الجنائي، في وقت أكدت الوالدة على أنها لم تدرك بأن فلذة كبدها ستموت و لم تجد الكلمات للتعبير، شأنها في ذلك شأن شقيقتها التي أشارت إلى أنها لم تقصد قتلها و إنما حاولن رقيتها بمساعدة شقيقتها الأستاذة. و قد تأسس في قضية الحال، والد المتهمة الرئيسية (ب.ك) البالغ من العمر 65 سنة كطرف مدني، حيث لم يجد المعني ما يقوله خلال استجوابه من طرف هيئة المحكمة، سوى ترديد حيثيات القضية، مع استفسار زوجته عن سر اختفاء الفقيدة طيلة ثلاثة أيام، إلى غاية العثور عليها ميتة بالغرفة بعد تكسير الباب، مشيرا إلى أنها فاجعة ألمت بكل العائلة بين عشية و ضحاها، و تسببت في فقدان الضحية.