«بروفا» تعرض للمرة الثانية بالمسرح الوطني استمتع مساء أول أمس جمهور الفن الرابع بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بالعاصمة، بعرض مسرحية « بروفا» للمخرج السوري حسين كناني و أداء شباب جمعية « أس أو أس» باب الوادي، و المميز في المسرحية أنها تضم ممثلين شباب صعدوا لأول مرة على خشبة المسرح، واستطاعوا أن يبرزوا مهارات كبيرة في هذا الميدان. في نفس الوقت تعكس هذه المسرحية الشبابية بامتياز، الواقع المعاش في الوطن العربي والإسلامي، فعالجت عدة مشاكل و آفات اجتماعية تعاني منها المجتمعات، وفي مقدمتها واقع الشباب في المجتمع و الظروف التي دفعته نحو الانحراف والآفات الاجتماعية كالمخدرات، السرقة و «الحرقة» وغيرها، كما عالجت هذه المسرحية اضطهاد المرأة و تعرضها للعنف، وفي نفس الوقت تطرقت إلى قضايا الطفل، مسلطة الضوء على الأسرة واستقالة بعض الأولياء من مسؤوليتهم اتجاه العائلة. وفي السياق ذاته ناقشت «بروفا» واقع العالم العربي من خلال الحروب التي تنخر عدة دول، وتطرقت إلى التقتيل والتهجير ومعاناة الشعوب نتيجة هذه الحروب، دون أن يكون للممثلين على خشبة المسرح أي موقف سياسي من خلال الأدوار التي أدوها، بل حاولوا من خلال هذه الرسالة نقل الواقع السيئ الذي تعيشه الشعوب العربية في ظل هذه الحروب والاقتتال الداخلي، و كانت القضية الفلسطينية حاضرة على الخشبة ، حيث تطرق العمل إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي وأساليب التقتيل التي يمارسها ضد الفلسطينيين، في محاولة لإبراز هذا الواقع وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال الصهيوني. المسرحية التي تعرض للمرة الثانية بالمسرح الوطني،تفاعل معها الجمهور الذي أعجب كثيرا بأداء الطاقم الشبابي لهذه المسرحية فقد استطاع الممثلون أدواء أدور مختلفة بطريقة احترافية، بالرغم من أنهم صعدوا لأول مرة على خشبة المسرح، كما تفاعل الجمهور مع القضايا التي عالجتها المسرحية التي شملت قضايا اجتماعية مختلفة يعاني منها العالم العربي دون أن يعبروا بوضوح عن موقفهم السياسي اتجاه ما يحدث، وكان هدفهم التحسيس بهذه المآسي والظروف التي تعيشها الشعوب، آملين أن تتوقف الحروب والتقتيل وغرس مكان الحرب والقتل والتشريد، ثقافة السلام والتسامح والتضامن، وتحقيق أحلام الشباب. و قال بهذا الخصوص مخرج المسرحية السوري حسين كناني، بأن الغاية من هذه المسرحية، هي تطوير حركة مسرح الشباب الذي يملك مواهب كبيرة في هذا الميدان، إلى جانب تسليط الضوء على قضايا إنسانية يعيشها المجتمع العربي بدون إيديولوجيا سياسية، بالإضافة إلى غرس ثقافة التسامح والتآخي والتضامن، بدل ثقافة الحروب و الدمار و التقتيل.