واصل اتحاد عين البيضاء سلسلة تعثراته، بانهزامه داخل الديار أمام نادي تقرت في مباراة سارت على وقع سيناريو دراماتيكي، بالنسبة للاتحاد على اعتبار أن تفوق الضيوف كان في اللحظات الأخيرة بهدف قاتل. المقابلة سارت منذ الوهلة الأولى على وقع سيطرة طفيفة للمحليين، الذين حاولوا النيل مبكرا من شباك الحارس شيحاوي، بحثا عن هدف يحررهم من الضغط النفسي المفروض عليهم، بدليل انتهاج المدرب علام طريقة هجومية، لكن التقرتية قابلوها بتكتل في الدفاع. هذه الطريقة جعلت من الكرات الثابتة من بين المفاتيح التي لجأ إليها الحراكتة، سعيا للوصول إلى المبتغى، و قد كان القائد بليل قريبا من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 13 من مخالفة مباشرة، من على مشارف منطقة العمليات، تألق الحارس شيحاوي في إبعادها إلى الركنية. سيطرة أهل الدار تواصلت و أهدر من خلالها ريحاني فرصة هز الشباك في الدقيقة 29، بعد تلقيه كرة على طبق من بليل، لكنه لم يحسن استغلال فرصة تواجده أمام شباك شبه شاغرة. الفعالية في الهجوم كانت من جانب الضيوف، على اعتبار أن التقرتية اهتدوا إلى الشباك من أول حملة هجومية لهم في اللقاء، و كانت في الدقيقة 31، بعد خطأ في المراقبة على مستوى المحور انفرد على إثره دردوري بالحارس مهيلة، ليسكن الكرة بكل سهولة في الشباك. هذا الهدف المباغت، و الذي كان عكس مجرى اللعب اجبر أشبال المدرب علام على الرمي بكامل ثقلهم في الهجوم، بالاعتماد على التوغل على الجناحين و قد تمكن فزاني من تعديل النتيجة في الدقيقة 43، بعد عمل فردي توغل من خلاله داخل منطقة العمليات و يقذف بقوة في الركن الأيسر لمرمي شيحاوي مفجرا فرحة عارمة في المدرجات. الشوط الثاني شهد منذ انطلاقته سيطرة مطلقة للحراكتة، الذين رموا بكامل ثقلهم في الهجوم، و قد أهدر ريحاني فرصة إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 54، بعدما وجد نفسه أمام شباك شاغرة، لكن قذفته اعتلت العارضة الأفقية لمرمي شيحاوي، ليتكرر نفس السيناريو مع فزاني بعد 9 دقائق، لما انفرد بالحارس الزائر، غير أن الوضعية الكارثية لأرضية الميدان حالت دون دخول الكرة إلى الشباك. إلى ذلك فقد اعتمد الضيوف على بعض المرتدات الهجومية، والتي كادت أن تكلل بالهدف الثاني في الدقيقة 77، عندما انفرد المهاجم قويدري بالحارس مهيلة، إلا أن قذفته جانبت إطار المرمى بقليل ليرد عليه بوخالفة برأسية اعتلت العارضة. و مع حلول الدقيقة 87 قام التقرتية بحملة هجومية على الجهة اليسرى، بمجهود فردي من شارف أنهاه بفتحة في العمق أخطأ على إثرها الحارس مهيلة في تقدير مسار الكرة، ليستغلها المهاجم قويدري و يسكن الكرة بسهولة في الشباك، مانحا النقاط الثلاث لفريقه وسط غضب كبير لأنصار الاتحاد على تشكيلتهم. وعرفت الدقيقة 87 مغادرة مدرب الحراكتة عبد الله علام دكة البدلاء، و التوجه مباشرة إلى حجرات تبديل الملابس، على خلفية التصرفات اللارياضية التي قام بها بعض المناصرين، تجاهه عقب تسجيل التقرتية هدف التفوق. علام الذي لم يتقبل رد فعل الأنصار في المدرجات غادر الملعب في قمة الغضب و قد أشار إلى الذين استهدفوه بالشتائم، بأنه منسحب من تدريب الفريق.