حقق وفاق سطيف الأهم بإنتزاع النقاط الثلاث وتذوق طعم الإنتصار لأول مرة هذا الموسم، كما أنه فك العقدة التي ظلت تلازمه، بتحقيق فوز هو الأول له أمام مدرجات شاغرة منذ ديسمبر 2012، بتخطيه عقبة الضيف شباب بلوزداد في قمة وفت بوعودها، من حيث المستوى الفني، إذ كان لكل طرف شوطه، لكن هزيمة الشباب تجعل مدربه بوعلي يجلس على كرسي قاذف، لأن موجة الغضب عليه تصاعدت. المباراة عرفت انطلاقة سريعة، و كانت أول مبادرة للزوار، الذين كادوا أن يصلوا إلى شباك خذايرية بعد 3 دقائق فقط، إثر عمل هجومي قاده زغلي، و ختمه بفتحة عرضية صوب زميله بوقروة، الذي وجد نفسه وجها لوجه مع حارس الوفاق، لكن المدافع عروسي تدخل في آخر لحظة، وخطف الكرة من مهاجم الشباب، حارما إياه من هدف. هذه اللقطة كانت كافية لتحريك مشاعر "السطايفية"، بدليل أن تشكيلة المدرب عمراني أحكمت سيطرتها المطلقة على مجريات اللعب، وقد صنع لاعبو الوفاق العديد من الفرص السانحة للتهديف، إنطلاقا من الدقيقة الرابعة، لما مرر جابو كرة على طبق لزميله ناجي، الذي إنفرد بالحارس بوقاسم، إلا أن براعة هذا الأخير حالت دون إهتزاز شباكه، ليتكرر نفس السيناريو بعد 4 دقائق فقط، لما ضيع آيت واعمر فرصة إمضاء هدف السبق، و لو أن "النسر الأسود" كان قريبا من أخذ الأسبقية في النتيجة في الدقيقة 20، عندما قدم جابو تمريرة ميليمترية لناجي الذي حاول الوصول إلى الشباك برأسية، إلا أن براعة بوقاسم مكنته من إنقاذ مرماه من هدف محقق. سيطرة أهل الدار ظلت عقيمة إلى غاية الدقيقة 33، قبل أن ينجح في الوصول إلى المبتغى بواسطة بكير الذي أحسن إستغلال الدربكة التي وقعت في منطقة عمليات الشباب، بعد تردد نعماني في إبعاد الخطر، الأمر الذي مكن الوفاق من مخادعة الحارس بوقاسم. المد الهجومي السطايفي تواصل، لأن الضيوف كانوا شبه غائبين عن أرضية الميدان، و إكتفوا طيلة الشوط الأول بالدفاع، لكن جحنيط تسرع في ترويض الكرة، بعد تمريرة ذكية من جابو، لتكون آخر فرصة في هذه المرحلة لصالح الزوار، إثر فتحة طويلة من نعماني صوب ربيح الذي سدد على الطائر، و كاد أن يخادع خذايرية. معطيات المباراة تغيرت كلية في الشوط الثاني، لأن أبناء "العقيبة" خرجوا من قوقعتهم في محاولة لتدارك الوضع، و قد كان يحي الشريف قريبا من هدف التعادل برأسية وجد الحارس خذايرية صعوبة كبيرة في التصدي لها، كما أن ربيح كاد أن يهز الشباك في الدقيقة 49 بقذفة صاروخية من على بعد 30 مترا، لتكون مقصية بوقروة بعدها بدقيقة واحدة من بين أخطر الفرص الثلاث التي ضيعها الضيوف في الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني. النجاعة كانت من جانب الوفاق في هذه المرحلة، لأن أول فرصة لأهل الدار كللت بهدف ثان، وقعه ناجي في الدقيقة 57، الذي أحسن إستغلال خطأ فادح في المراقبة على مستوى محور دفاع، ليسكن الكرة بقذفة قوية في شباك الحارس بوقاسم، و لو أن جابو أهدر فرصة قتل المقابلة بعد ذلك بدقيقتين فقط، عندما إنفرد بحارس الشباب، غير أنه تردد في إيداع الكرة داخل المرمى. إلى ذلك فقد واصل الضيوف عملهم الهجومي في محاولة لتدارك التأخر في النتيجة، و قد نجح نعماني في تقليص الفارق بطريقة فنية رائعة، بقذفة قوية من على مسافة 35 مترا، عجز الحارس خذايرية في التصدي لها. ريتم اللعب إرتفع في الثلث الأخير من عمر اللقاء، خاصة و أن عناصر الشباب رمت بكامل ثقلها في الهجوم بحثا عن التعادل، بينما تراجع لاعبو الوفاق إلى الدفاع، مع المراهنة على بعض المرتدات الهجومية، و التي كاد على إثر إحداها البديل بولمدايس أن يسجل الهدف الثالث، في الدقيقة 72، من أول كرة له في هذه المقابلة، برأسية محكمة كادت أن تخادع بوقاسم، في الوقت الذي شهدت فيه الدقائق الأخيرة من المباراة سيطرة مطلقة للزوار، و أخطر الفرص كانت في الدقيقة 77، لما إرتطمت الكرة بالقائم الأيسر لمرمى خذايرية، بعد رأسية يحي الشريف، كما أن نعماني لم يحسن إستغلال الكرة المرتدة، حيث كان أمام شباك شبه شاغرة، إلا أن قذفته جانبت إطار المرمى.