يمكن للثورات في وقتنا الحالي أن تندلع من الملاعب قال وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار أن الرياضة عامل أساسي للمحافظة على استقرار المجتمع، وهي حقيقة يجب إدراكها، وأوضح أنه إذا كانت الثورات سابقا تندلع لأسباب متعددة فإنها اليوم يمكن أن تندلع أيضا من الملاعب، مشيرا في ذات السياق إلى ظاهرة العنف التي أصبحت مشكلا كبيرا. الهاشمي جيار وخلال إشرافه صبيحة أمس على افتتاح فعاليات الندوة الوطنية الأولى حول تفعيل الرياضة في الوسط المدرسي والتي احتضنتها قاعة المحاضرات مولود قاسم نايت بلقاسم بجامعة سطيف أكد أن الرياضة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد والعالم العربي يمكن أن تساهم بفعالية في استقرار المجتمع، ذلك أنه يمكن أن تخرج كل الأمور الإيجابية من الملاعب كالوئام والتضامن والتآخي والمواطنة والروح الرياضية – كما يمكن أيضا أن تخرج منه العديد من المشاكل. جيار في نفس السياق أوضح أن الرياضة تبقى المادة الوحيدة المفتوحة أمام الجميع مهما كان السن والميول، مشيرا أن مستقبل رياضة النخبة يكمن في القاعدة أي المدرسة، وبدونها لا يمكن أن نطمح في بناء هذه النخبة – والدليل على ذلك – يضيف – أننا نملك فريقا وطنيا في كرة القدم لولا المغتربين وعليه لابد من الرجوع إلى الرياضة المدرسية لأنه يوجد حاليا ما يقارب ثلث سكان الجزائر في المدارس والجامعات ومعاهد التكوين المهني، وهو عدد ينبغي الاستثمار فيه بطريقة علمية وعقلانية لأن المدرسة هي الفضاء الوحيد الذي يسمح بتنمية وتطوير الرياضة بكيفية سلمية، ولا توجد فيها أية مزايدات أو تلاعبات ولا مباريات تباع وتشترى، بإعتبارها تسهر على تربية النشء على الممارسات السلمية في الحياة الاجتماعية، لأن من بين وظائف هذه الرياضة تكريس المواطنه والاندماج المهني والاجتماعي. جيار أكد أن النخبة ينبغي أن نحضرها في المدرسة لضمان المشاركات الفعالة في المحافل الدولية ذلك أن سياسة البحت عن اللاعبين في الأندية الأجنبية بالنسبة لرياضة كرة القدم تعتبر حلا مؤقتا لأن الحل النهائي هو تحضير هذه النخبة على المستوى المحلي أي المدارس. وزير الشباب والرياضة أوضح أنه وتجسيدا لهذه السياسة تم الشروع منذ سنتين في تطبيق أقسام رياضة ودراسة وهي عملية أعطت نتائج إيجابية ذلك أنه تم خلال الموسم الدراسي 2009 – 2010 فتح 212 قسما، ليقفز العدد إلى 430 قسما خلال الموسم الدراسي 2010 – 2011 والجهود لاتزال متواصلة لتوسيع العملية خلال الموسم الدراسي المقبل. الأقسام المذكورة – يضيف – تضم حاليا أكثر من 10 آلاف طفل وهو عدد غير كاف، لابد من تنسيق الجهود لمضاعفته خلال السنوات القادمة. سياسة الوزارة يؤكد الهاشمي جيار في الوقت الحالي تقوم على نظام شبكة فعالة وتتكون من الأقسام الرياضية في المرحلة الابتدائية والثانويات الرياضية التي تم إنشاء ثانويتين منها لحد الآن في ولايتي النعامة وأم البواقي بالإضافة إلى المتوسطات الرياضية بالرغم من أنها لم تدرج بعد في القوانين ولكن – يضيف – تمكين تعديل هذه القوانين لإدراجها ضمن الشبكة المذكورة دون نسيان المدارس الرياضية التي تم الشروع أيضا في إنشائها بداية من المدرسة الوطنية للرياضات الأولمبية في سطيف، وهي المدارس التي من شانها أن تصبح خزانا للفرق الوطنية في المستقبل القريب، وهذا بغرض تمثيل الجزائر أحسن تمثيل في التظاهرات الرياضية العالمية والقارية والاقليمية جيار أوضح أن هناك عدة مشاكل تعرقل هذا التوجه الجديد منها نقص التأطير على مستوى المدارس الابتدائية في المجال الرياضي، حيث ينبغي إيجاد الحلول الملائمة له بتوظيف الإطارات المتخرجة من الجامعة، باعتبار أن وزارة التعليم العالي تتوفر حاليا على 18 معهدا لتكوين الإطارات في الرياضة البدنية وزيادة على هذا الحل – يضيف – ينبغي وبالتنسيق مع وزارة التربية تكوين المعلمين الحاليين وفق دورات تكون في المدى القصير وزير الشباب والرياضة دعا بالمناسبة مديري التربية إلى بذل كل ما في وسعهم لتعميم وتوسيع أقسام الرياضة والدراسة حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن من المتمدرسين كما دعا أيضا أولياء التلاميذ إلى تشجيع أبنائهم على ممارسة الرياضة بالنظر لفوائدها العديدة خاصة محاربة الآفات الاجتماعية. جيار دعا كل الأطراف المعنية إلى ضرورة تفعيل البرامج والخروج بتصور موحد للنهوض بالرياضة المدرسية، مع مراعاة خصوصية كل منطقة واختيار نوع الرياضة التي تتماشى معها وذلك وفق مقاييس علمية ودقيقة، كما دعا أيضا إلى تطوير المنافسة الرياضية بين الأقسام في المؤسسة الواحدة وبين المؤسسات وكذا بين الولايات. وفي ختام كلمته ألح على ضرورة الاهتمام بهذا المشروع الوطني الذي يكتسي أهمية بالغة، وذلك بتنظيم ملتقيات جهوية في شهري ديسمبر ومارس لمتابعة وتقويمه على أن تتوج بملتقى وطني في نهاية جوان أو بداية جويلية من كل سنة للخروج بالتوصيات الضرورية. صالح بولعراوي