أكد وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار أول أمس الخميس ببرج بوعريريج على أن القضاء على آفة العنف في الملاعب أصبح حتمية ملحة. ووجه الوزير في تدخله في أشغال يوم تحسيسي انتظم بمبادرة من الإذاعة المحلية نداء مستعجلا لجميع الشركاء المعنيين في إطار الحركة الرياضية الوطنية وبخاصة أوساط كرة القدم من أجل "استعمال كل الوسائل للقضاء على هذه الآفة". ودعا جيار خلال هذا اللقاء الذي حضره صحافيون يمثلون 14 إذاعة جهوية بشرق البلاد وأعضاء من لجان الأنصار، ومسيرو نوادي كرة القدم والمراسلون المحليون للصحافة المكتوبة المجتمع برمته بدءا من الأسرة إلى المدارس ومسيري الفرق ولجان الأنصار والصحافة إلى الانخراط في المسعى الرامي إلى مكافحة هذه الظاهرة "الغريبة عن قيمنا". وبعد أن كشف عن تسجيل "أربع حالات وفاة و 1078 حادث عبر ملاعب كرة القدم بالبلاد منذ مطلع الموسم الرياضي الحالي" تساءل وزير الشباب والرياضة عن أسباب هذا العنف في الملاعب. وقال في هذا السياق "نعلم أن الشباب الجزائري عاش عشرية عنيفة خلال سنوات التسعينيات لكن ذلك لا يجب أن يكون مبررا للعنف الذي لا بد من أن نكافحه لجعل ملاعبنا فضاءات للتبادل بين الشباب و للأخوة والترفيه السليم والتربية الرياضية". ووجه السيد جيار أصابع الاتهام كذلك إلى النوادي والمسيرين الذين "يلهثون وراء النتائج مهما كان الثمن على حساب الأخلاق الرياضية بلجوئهم إلى الرشوة والاحتيال" على غرار بعض الصحافة "التي تشحن أوساط الأنصار" مقترحا في المقابل "إرساء سياسة حقيقية في مجال تكوين الشباب". وحث الوزير على ضرورة التوجه نحو التكوين في القاعدة و في المدارس الرياضية في مختلف التخصصات الرياضية لبلوغ مستوى البلدان التي يعد فيها التألق والنجاح الرياضي ثمرة التخطيط الصائب. وبرأي السيد جيار فإن الجزائر لا ينقصها شيء مقارنة بباقي البلدان بالنظر إلى أنها تتوفر على الوسائل التي من شأنها أن تسمح بتطوير الرياضة والقضاء على آفة العنف في الملاعب. وتمحور النقاش الذي أعقب الجلسة الافتتاحية لأشغال هذا اللقاء التحسيسي حول الوسائل الواجب وضعها لجعل ملاعب الوطن بمنأى عن العنف، حيث ألح عديد المتدخلين على "ضرورة التربية المبكرة للشباب" وحث الكبار وبخاصة اللاعبين ومسيري النوادي ليكونوا قدوة من خلال التزامهم بسلوك سوي داخل الملاعب وخارجها.