«سلالم الظلمة» تشرح الصراع بين المثقف والسلطة حطت مساء أمس الأول مسرحية «سلالم الظلمة» رحالها بمدينة ميلة، أين استمتع الجمهور على قلته ، بالأداء الممميز لفنانيها فوق ركح قاعة العروض بدار الثقافة مبارك الميلي، على مدار ساعة و نصف من الزمن. سافر الحاضرون مع أحداث مسرحية «سلالم الظلمة» لمؤلفها ومخرجها الفنان كمال فراد، التي ناقشت دراميا جدلية الصراع بين المثقف والسلطان أو السلطة، ذلك الصراع الذي سجل في مختلف العصور، حسب كاتب النص، الذي أكد أن القصص القصيرة التي تخللت العرض، ومن بينها قصتان واقعيتان إحداهما تتعلق بثلاث ممثلات في بريطانيا، و الثانية القصة الإغريقية الشهيرة المتعلقة بأستاذ القانون وتلميذه، لتعزز في مضامينها انتصار الفكر دائما، مهما كانت الظروف. وأضاف المخرج كمال فراد بأن العمل يلخص قيمة الفكر في مواجهة جهل السلطة، من خلال الشخصيات المتواجدة في القصص الأربع، وهي «صياد السمك الحكيم»، «التلميذ اليوناني»، «الممثلة البريطانية الشهيرة» و»شخصية جحا الأسطورية»، التي تتميز بالذكاء والحكمة في مواجهة جشع وتسلط الحاكم الذي أوصله بالأخير، إلى أن يسجن نفسه، هو الذي أراد يحبس شعبه بأن يصنع له سجنا كبيرا، لكن السحر انقلب على الساحر، بعد أن دخل جحا في القصة وأقنع الحاكم بالنزول إلى الشارع متنكرا ، تاركا مكانه لجحا الذي نظم بعد ذلك مزادا علنيا لبيع كرسي السلطان رمز الحكم و الاستبداد، لتنتهي المسرحية تحت تصفيقات الجمهور، الذي حيا بشدة الممثلين. و أكد فراد بأنه في كل مرة يقدم العرض، منذ إنتاجه من قبل المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني لقسنطينة في أفريل الماضي وإلى غاية اليوم، يلقى تجاوبا وصدى جيدا لدى الجمهور. و وصف الفنان أول تجربة له في الإخراج الاحترافي من خلال هذا العمل، بالمقبولة، لكنها تبقى غير مرضية بالنسبة إليه، حتى يصل وفريق العمل إلى الجودة المطلوبة، حسبه. و أشار فراد إلى أنه بقي عرض أخير لهذه المسرحية بعد عرض ميلة، سيكون تحضيريا، للمشاركة بها في المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة، المزمع تنظيمه من 23 إلى 31 ديسمبرالجاري.