مسرح الهواء الطلق بقسنطينة خطف المطرب كمال القالمي الأضواء في الليلة الثانية من سهرات الأغنية السراوية التي تجري فوق ركح مسرح الهواء الطلق بقسنطينة، حيث استطاعت أغانيه امتلاك مشاعر المتفرجين الذين أقبلوا بأعداد كبيرة للاستمتاع بوصلات فرقة "الفوغالية" للقصبة التي أضفت أجواء منعشة. فعلى الرغم من التعب الذي بدى عليه نتيجة المرض وكبر السن والنشاط الحثيث تمكن المطرب كمال القالمي من انعاش مدرجات مسرح الهواء الطلق بالتجاوب مع الأغاني التراثية على ايقاع القصبة والبندير، في مشهد استحضر كل الطقوس التقليدية على شاكلة –الرحابة- فمن أغاني الراحل بورقعة استلهم المطرب أغنية "وينها تسكن" وبدون انقطاع رسم كمال القالمي عبر عديد الأغاني مثل "نونة نونة" (طالع نشكي للباي ونزيد للوالي) (وينها تسكن) (طاح بيا سوس الملح) صورا رائعة من التراث الغنائي القديم، ولم يتمكن من مغادرة الركح بسبب إلحاح الجمهور على مواصلة الغناء، حيث أظهر الجمهور حبه لهذا التراث من خلال ترديده لأغانيه. وقبله جال الشاب فارس بأغنيته "يا سيد الطالب" التي حولت المدرجات الى مساحة للرقص، وقد اشتهر الشاب فارس "منى منى يا ينبونة" التي يؤديها بايقاع فيه مزيد من الراي والسراوي القسنطيني، وقد أجهد نفسه لارضاء الجمهور ما أدى الى اصابته في نهاية العرض الى وعكة صحية عندما نزل الى الركح حيث شعر بآلام، تدخل على إثرها رجال الحماية المدنية لتقديم الاسعافات الضرورية له. هذه الحادثة لم تعكر صفو مطرب الشاب فارس الذي أصر على اكمال السهرة وقد ظهر الى جانب الشاب ديدين مرة ثانية في المقطع الأخير من الحفلة حيث ظل الجمهور متواصلا مع نجوم الأغنية السراوية بطبوعها السطايفية والقسنطينية، فيما كان الشاب ديدين نجم آخر تالق بأغنية يعرفها الجمهور (ريقل ريقل) التي يؤديها بايقاع موسيقي صاحب "هذيك الحجلة" استطاع بسرعة أن يعيد ثقة الجمهور بالأغنية الشبابية بعدما كان تحت تأثير وسحر "نونة نونة" والشيخ بورقعة الذي ظل طيفه على الركح رغم أن الديكور يتغير بتغير لون الأغنية. للاشارة إن ليالي الأغنية السراوية التي يسدل الستار على فعالياتها اليوم قد استطاعت التأكيد بأن للأغنية التقليدية رغم انتشار الأغنية العصرية، ما زالت تشكل نقطة هامة في التراث الفني الجزائري وتحظى باهتمام الجمهور وقد كانت الطبعة الثانية دسمة ببرنامج أعطى لكل الأذواق ما يروق الميولات الفنية سواء للشباب أو حتى للكبار خاصة العائلات التي أبدت تجاوبها مع كل الطبوع التقليدية.