أفضى اجتماع المكتب الفيدرالي الذي انعقد أمس بولاية سطيف إلى نهاية شهر العسل بين رئيس الفاف خير الدين زطشي ونظيره للرابطة الوطنية محفوظ قرباج، بعد ست سنوات عن تولي هيئة الأخير تسيير دفة الكرة المحلية، بتفويض من الرجل الأول السابق في مبنى دالي إبراهيم محمد روراوة. قرار مكتب الاتحاد، بسحب البساط من تحت قدمي رئيس الرابطة الوطنية، وتكليف إدارة مؤقتة بمواصلة تسيير شؤون الكرة إلى غاية انعقاد الجمعية العامة الاستثنائية، جاء نتيجة لجوء الرئيس زطشي إلى ممارسة الصلاحيات التي تخولها له الاتفاقية التي منحت بموجبها الفاف التفويض للرابطة عام 2011، وتمكينها من عملية الإشراف على منافسة البطولة الوطنية المحترفة بدرجتيها الأولى والثانية، و استند ربان سفينة الفاف في قراره على شق محفوظ قرباج عصا الطاعة، و خروجه عن الصف في ما عرف وسط المحيط الكروي الوطني بقضية "الميركاتو الشتوي" ولجوء محفوظ قرباج إلى اعتماد سياسة "المحاباة" بتمكينه فرقا من سحب إجازات مستقدميها الجدد، في محاولة منه لكسب ود الأندية و ضمان وقوفها في صفه، وهو الذي كثيرا ما استمد قوته من دعم رؤساء الأندية، ضاربا بتعليمة المكتب الفيدرالي عرض الحائط، وهو ما أثار حفيظة خير الدين زطشي وأعضاء مكتبه، وأجج الصراع القائم بين الرجلين والهيئتين، سيما منذ اعتلاء زطشي سدة الحكم في مبنى الفاف، العازمة على استعادة أمور تسيير اللعبة، و تجسيد أفكارها وبالمرة تطبيق سياستها التي أعلنت عن خطوطها العريضة في ربيع السنة الفارطة. قرباج الذي عاش لفترة طويلة في جلباب روراوة، وتمتع بصلاحيات واسعة في عهد الرئيس السابق، فقد الكثير من نفوذه و "تأثيره" في المشهد الكروي الوطني، منذ هبوب رياح التغيير على سدة الحكم في الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ليأتي قرار سحب الثقة من قرباج في صورة ارتداد للزلزال العنيف الذي ضرب مبنى دالي إبراهيم، العازم على استعادة كامل صلاحياته، وبسطه السيطرة على زمام الأمور، خاصة وكثير من الأصوات تعالت في فترة الرئيس السابق، منددة بتهميش الكرة محليا، وتوليته كامل الاهتمام بالمنتخب الأول واللاعبين الناشطين في بطولات ما وراء البحر، ولم يجد زطشي أي حرج في إبعاد قرباج من منصبه سيما وأن الرجل قالها بصوت مسموع، أن ما قام به مستمد من قوة القانون الذي يحدد مهام الهيئتين، ويخول له استعادة "الصلاحيات" في حال تسجيل خروقات و تجاوزات وفق ما تنص عليه المادة 20 من الاتفاقية المبرمة بين الطرفين. رحيل قرباج عن مبنى الرابطة بعد قرابة ست سنوات كاملة، من شأنه أن يفتح صفحة جديدة في عالم تسيير كرتنا، سيما و أن الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم مثقلة بالمشاكل و تنتظرها عديد التحديات، على رأسها حرصها على إعادة بناء المنتخبات الوطنية عبر كافة المستويات و الأصناف، و ضبط إستراتيجية واضحة المعالم لإخراج كرتنا من النفق الذي دخلته، غداة إقصاء الخضر من تصفيات مونديال روسيا، ورهانها على الكفاءة المحلية إن على مستوى الجهاز الفني او التركيبة البشرية للمنتخب.