مدرب ريال بيتيس حرمني من الاحتراف في الليغا كشف المدافع الدولي يوسف عطال بأن حمله القميص الوطني فتح له أبواب الاحتراف وراء البحر والظفر بعقد مع نادي كورتري البلجيكي في سن مبكرة، مشيرا في هذا الحوار الذي خص به النصر على هامش حفل الكرة الذهبية الجزائرية بأنه يحلم بالانتقال إلى البطولة الإسبانية التي كان قاب قوسين أو أدنى من ولوجها عبر بوابة ريال بيتيس الأندلسي. حاوره: بورصاص.ر في البداية نشكرك على قبول إجراء الحوار، ونود أن تقدم نفسك لقراء النصر؟ لا شكر على واجب، يوسف عطال من مواليد 17 ماي 1996، بالجزائر العاصمة. وكيف كانت بدايتك في عالم الكرة ؟ مثل بداية أي شاب جزائري، كانت بممارسة كرة القدم في الحي، قبل أن ألتحق بفريق شباب بلوزداد، بوساطة أحد الأشخاص، ثم بعد ذلك انتقلت إلى فريق شبيبة القبائل، بعد أن غيرت عائلتي مسكنها من العاصمة إلى مدينة تيزي وزو، قبل أن أغير وجهتي مجددا إلى فريق اتحاد العاصمة، الذي بقيت معه موسما واحدا في صنف الأشبال، ثم عدت مجددا إلى شبيبة القبائل. مالديني تعجب لتعدد مناصبي و قدم لي نصائح قيمة وكيف كان التحاقك بفريق بارادو؟ أتذكر جديا، كنت لاعبا في شبيبة القبائل، و واجهنا فريق نادي بارادو في البطولة ثم في منافسة الكأس، أين نلت إعجاب مدرب «الباك» يومها أوليفي روسي، الذي تحدث مع والدي وطلب منه إحضاري مع نهاية الموسم لإجراء التجارب على مستوى الأكاديمية، و الحمد لله نجحت في التجارب، و من هنا بدأت قصتي مع هذا الفريق، الذي أكن له كل الاحترام. بارادو كان بوابتك للمنتخب الوطني الأول، صراحة كيف استقبلت خبر دعوتك من طرف الناخب الوطني الأسبق ألكاراز؟ لا أخفي عليكم عندما سمعت بخبر توجيه الدعوة لي مع المنتخب الأول، لم أصدق في بادئ الأمر، و اختلطت علي المشاعر، وكنت من بين أسعد الناس، خاصة و أن تمثيل الراية الوطنية كان حلما يراودني منذ الصغر. تمكنت من فرض نفسك منذ أول مباراة مع الخضر، ما السر في ذلك؟ لا يوجد أي سر في ذلك، و الفضل يعود إلى زملائي في المنتخب، فمنذ أول أيام التربص و هم يحاولون الرفع من معنوياتي، و كانوا يقدمون لي النصائح، وهو ما جعلني ألعب دون مركب نقص، وأتذكر جيدا، أن محرز قال لي بالحرف الواحد» مادام تم استدعاؤك إلى المنتخب الوطني، فهذا يعني بأنك تستحق التواجد هنا، ما عليك سوى اللعب بكامل إمكاناتك»، وأنا أنتظر التربص المقبل للخضر على أحر من جمر، بعد أن تخلصت من الإصابة، التي جعلتني أغيب عن آخر موعد. وكيف ترى مستقبل الخضر مع الناخب الوطني الجديد رابح ماجر؟ رابح ماجر أسطورة كرة القدم الجزائرية، و لست أنا من يحكم عليه، و على قدراته التدريبية، و أتمنى له كل التوفيق و النجاح، و نحن كلاعبين سنعمل كل ما في وسعنا من أجل مساعدته على تحقيق نتائج إيجابية. وكيف تعتبر انتقالك إلى نادي كورتري و خوض أول تجربة احترافية لك في بلجيكا في سن مبكرة؟ انتقالي إلى نادي كورتري البلجيكي يعتبر طفرة نوعية في مشواري الكروي، لأنه ليس من السهل أن تظفر بعقد احترافي في هذا السن، والفضل راجع إلى فريقي السابق بارادو، و كل من ساندني طيلة مشواري، كما أن تقمص ألوان المنتخب الوطني كان له دورا كبيرا و فأل خير علي، لأن صفة اللاعب الدولي تسهل عليك الكثير من الأمور، و تجعلك محل اهتمام متابعي و كشافي المواهب. نظام الاحتراف في كورتري غير نمط معيشتي وهل تمكنت من التأقلم مع الأجواء في بلجيكا؟ لم يكن ذلك بالأمر الهين، لأنني أفتقد إلى الكثير من الأمور في بلجيكا، سيما الأجواء العائلية وأصدقائي، سيما الأكلات الجزائرية، على اعتبار أنني لست متعودا على تجريب الأكلات الجديدة، و بالتالي ليست أمامي خيارات كثيرة في الأكل، خاصة لما يتعلق الأمر بالأكل الحلال. وكيف وجدت الأجواء في نادي كورتري؟ أنا سعيد للغاية بهذه التجربة، فاللعب لنادي كورتري أو أي نادي أوروبي يجعلك تعرف معنى الاحتراف الحقيقي و أهمية العمل الكثير، رغم أننا كنا في أكاديمية بارادو نعمل بكيفية جدية و بطرق علمية مدروسة، وهو ما ساعدني كثيرا مع نادي كورتري ، ولم أجد أي صعوبة في التأقلم مع عالم الاحتراف في بلجيكا. هل مكنتك تجربتك الجديدة مع نادي كورتري من تغيير طريقة تفكيرك؟ بطبيعة الحال، هناك عدة أمور تغيرت، حيث أصبحت قليل الحركة، ولا أتجول كثيرا، واضطر للمكوث بالبيت، لكوننا نتدرب يوميا بمعدل حصتين في اليوم، حصة في الصباح و أخرى في المساء، ولا نغادر الملعب في الفترة بين الحصتين التدريبيتين، وهو ما يجعلني مجبرا على التأقلم مع هذا الريتم، و من جهة أخرى أصبحت أكثر تركيزا فوق الميدان. وكيف وجدت مستوى البطولة البلجيكية؟ هي بطولة قوية، وقد تأقلمت بسرعة مع أجوائها، صحيح أني اكتشفت أمورا جديدة لأول مرة، ولكن على العموم النسق جيد، وما لاحظته هو أنها بطولة تعتمد على الاندفاع البدني كثيرا. الإصابات هاجسي الأكبر ومتشوق لأجواء الخضر البلجيكيون أشادوا كثيرا بإمكاناتك، رغم أنك لم تظهر كثيرا مع فريقك كورتري، ما تعليقك؟ صحيح، لم ألعب كثيرا مع كورتري، و هذا راجع إلى الإصابات الكثيرة، التي تعرضت لها، وأما إشادة البلجيكيين بإمكاناتي، فهذا يفرض علي ضغطا كبيرا، وأؤكد لكم بأنني تأقلمت بشكل سريع مع اللعب هناك، ولكن الكل يقول لي أن أسلوبي يتلاءم أكثر مع البطولة الإسبانية، فأنا أحب كثيرا المساحات والملاعب الكبيرة، وفي بلجيكا ليس هذا هو الأسلوب المتبع دائما، ومن جهتي أيضا أحب البطولة الإسبانية. نفهم من كلامك بأنك تفكر في تغيير الأجواء أم ماذا؟ لا ليس بعد، يجب علي أن أفرض نفسي أولا مع فريقي كورتري، قبل التفكير في تغيير الأجواء، سيما أنني لست باللاعب الرحالة، كما لا أخفي عليكم، لقد تأقلمت بشكل سريع مع نمط المعيشة هناك، و مرتاح في بلجيكا، لأن الأمور هادئة والكل يحترمني خارج الميدان، وأجد أن المعيشة هناك تلائم أي لاعب وتساعده على النجاح ، رغم أني لا أتقن اللغة جيدا فلغتهم صعبة جدا، ولكني أحاول التأقلم مع المستوى العالي، قبل الانتقال إلى نادي آخر من موقع قوة. تبدو متعلقا بالبطولة الإسبانية، أليس كذلك؟ نعم ككل الجزائريين، أنا متعلق كثيرا بالبطولة الإسبانية، بحكم أنني أتابع كثيرا الدوري الإسباني، و لا أخفي عليكم هدفي القادم هو اللعب في الليغا، ولكن يجب أن أركز على العمل وتطوير إمكاناتي أولا، و أتمكن من فرض نفسي، وكل ما أتمناه أن أتخلص من هاجس الإصابات. وهل وصلتك عروض من أندية إسبانية ؟ لا يمكنني الحديث عن العروض في الوقت الراهن، وكما قلت لك أسعى لفرض نفسي أولا مع نادي كورتري، و أنا حاليا أركز على عملي وعلى إعطاء كل ما لدي في التدريبات من أجل تطوير مستواي، فقد ضيعت الكثير من الوقت بسبب الإصابات التي كانت تلاحقني دائما، وهذا أمر أعاقني كثيرا هذا الموسم، لذا أتمنى أن أتفادى الإصابات فيما تبقى من الموسم، حتى ألعب الكثير من المباريات المتتالية، وأصل إلى المستوى المرغوب، وبعدها سيأتي كل شيء تباعا. كنت قريبا في وقت سابق من الانضمام إلى نادي بيتيس الإسباني، لكن تعثرت المفاوضات في آخر لحظة، ما الذي حدث بالضبط؟ كما تعلمون أجريت تجارب في نادي بيتيس وكانت تجارب ناجحة فعلا، حيث أن المدرب وقتها ورئيس الفريق أعجبا كثيرا بإمكاناتي واتفقا على كل شيء رفقة مناجيري قبل أن أعود إلى الجزائر لأن الفترة تزامت مع شهر رمضان المعظم، أين عدت إلى الجزائر و كان من المفروض أن أنهي فقط قضية التأشيرة والأمور الأخرى لإنهاء انضمامي إلى نادي بيتيس، ولكن كل شيء تغيير مع تنحية المدرب وجلب مدرب جديد للنادي الأندلسي، أين طلب من الخضوع لتجارب جديدة، حتى يقرر بنفسه ولكن الأمر لم يكن ممكنا. محرز سهل اندماجي ضمن كتيبة المنتخب كيف ذلك؟ مسؤولو نادي بارادو و مناجيري وحتى أنا كنا ضد فكرة إجراء التجارب مرتين، لأن الأمر غير مقبول ويمس بسمعتي كلاعب، فقد وافقت على إجراء التجارب في المرة الأولى والحمد لله أقنعت الجميع هناك، ولم يكن مقبولا أن أجري تجارب أخرى في نفس الفريق هذا أمر غير مقبول أبدا، ورغم تمسك إدارة بيتيس بخدماتي، إلا أن شرط الخضوع للتجارب من جديد جعلنا نغير الوجهة تماما. هل لك أن تحدثنا عن لقائك بالأسطورة مالديني و الحديث، الذي دار بينكما؟ صحيح، لقد التقيت بالمدفاع الدولي الغيطالي باولو مالديني بفندق الشيراتون، على هامش حفل الكرة الذهبية لأحسن لاعب جزائري، و سألني عن المنصب الذي ألعب فيه وسعد لكوني ألعب في نفس منصبه، و قلت له أيضا أني ألعب مهاجم أيسر أو أيمن وكذا مدافع أيمن وهو ما أعجبه كثيرا، وقال لي أنه يجب أن أكون قويا فعلا لكي أتأقلم مع كل هذه المناصب، بعدها قدم لي بعض النصائح، بأن أعمل بجدية ولا استسلم أبدا، كما ألح على ضرورة التركيز في التدريبات والتعامل مع كل التفاصيل بجدية، و قال لي أن أمرا بسيطا قد لا أعطيه أهمية في التدريبات، قد يحول مسار حياتي بالكامل، قبل أن يؤكد في النهاية أن عامل الحظ يلعب دورا كبيرا أيضا في كرة القدم.