محاضرات حول المزاوجة بين الشعر و الفن التشكيلي قدم مساء أمس بقصر الثقافة محمد العيد آل الخليفة بقسنطينة، الشاعر ياسين بوذراع نوي مداخلة حول «تزاوج الرسم و الشعر في وجهة نظر الأديب»، مسلطا الضوء على علاقة هذين الفنين ببعضهما، كما قدم عددا من الشعراء قراءات شعرية حول لوحات تشكيلية، و ذلك في إطار المقهى الثقافي مجاز الذي تنظمه مديرية الثقافة لولاية قسنطينة. في مداخلة الشاعر ياسين بوذراع نوي حول علاقة الفن التشكيلي بالشعر، أوضح بأن الفن التشكيلي يصنف ضمن دائرة الفنون المكانية التي تتواجد في حيز فضائي، و لا تختفي مع الزمن ، كما تدرك بالعين المجردة، أما الشعر فيصنف في خانة الفنون الزمنية ، لكن هناك من يصنفه ضمن الفنون المكانية، و هذا التصنيف جاء بعد ظهور المطبعة، حسبه، مضيفا بأن الفن التشكيلي هو كل ما يؤخذ من الواقع الطبيعي، و يعاد تشكيله وصياغته، وفق رؤية ونهج الفنان . و قدم تعريفا للشاعر أوراس ، يحدد طبيعة العلاقة المتشابكة بين الفنون التشكيلية و الشعر، حيث يقول بأن الشعر صورة ناطقة و الرسم شعر صامت ، و برزت هذه العلاقة في تعريف أرسطو الذي يرى بأن الشعر والرسم يتشابهان في محاكاتهما للواقع، و يفترقان في كون الأول يعتمد على الحكاية والثاني على التخطيط. الشاعر بوذراع نوي أكد بأن القصيدة كاللوحة تعطينا انطباعا ، ويمكن أن تقدم نموذجا للتفكير في كتابة قصيدة، لكن هناك من بالغ بالمفاضلة بين الرسم و الشعر كليوناردو دافنشي الذي يقول «الرسم شعر صامت و الشعر رسم أعمى»، فهو قد دافع عن موقفه اتجاه الرسم ، ما جعله ينحاز إليه. كما تحدث المحاضر عن النقطة المشتركة بين الفن التشكيلي و الشعر ، موضحا بأن الأخير ينتمي للشعور و العاطفة، و أشكاله متعددة تتغير باستمرار، و تهز بناء الجملة و لا تخضع بالضرورة لرموز التواصل ، و الشعر في جوهره، متعدد المعاني، من شأنه أن يحفز مخيلة القارئ ، حيث يقول أحد الشعراء من رواد المدرسة التجريبية « أنا لا أميز بين الرسم و الشعر ، أحيانا أوقع لوحاتي بعبارات شعرية و أحيانا العكس»، أما بابلو بيكاسو، فيعتبر نفسه رساما و شاعرا ، و يقول «الفنون كلها واحدة، يمكن أن نكتب لوحة بالكلمات، كما يمكن أن نرسم المشاعر في قصيدة». و قدمت من جهتها الطالبة عبير بوجدرة ،خلال فعاليات المقهى الثقافي مجاز، مداخلة عنوانها «قراءة في شخصيات تزاوج بين الموسيقى و الفن التشكيلي و الأدب» ، بينما قدم مجموعة من الشعراء قراءات شعرية من بينهم آمنة حزمون و محمد شايطة و تقي الدين بن عمار و غيرهم، كما قدموا قراءات حول لوحات تشكيلية للفنان و النحات حسان شرفي.