شهد الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين قسنطينة و جيجل، صباح أمس السبت، مجزرة مرورية بعد وقوع حادث مروع أدى إلى مقتل 7 أشخاص، بينهم 3 أطفال و 3 نساء و رجل، و ذلك على إثر فقدان أحد السائقين السيطرة على شاحنته، و دهسه لامرأة كانت تعبر الطريق، ليصطدم بعدها بسيارة كانت تحمل 6 أفراد من نفس العائلة، توفوا جميعا، و هو ما خلف صدمة كبيرة، بالنظر إلى فظاعة الحادث و المأساة التي ألمت بأقارب الضحايا. الحادثة وقعت حوالي الساعة العاشرة و 7 دقائق صباحا، على مستوى مفترق الطرق أولاد النية ببلدية بني حميدان، و حسب ما استقته النصر من معلومات لدى تنقلها إلى عين المكان، فإن الاصطدام وقع بعدما كانت امرأة و زوجها، بصدد اجتياز الطريق، بعدما نزلا من حافلة كانت قادمة في اتجاه مدينة قسنطينة، حيث أن الرجل عاد أدراجه بعدما تقدم عدة خطوات، بينما واصلت المرأة طريقها، غير أنه لم يكتب لها أن تصل إلى الجهة الأخرى من الطريق، بعدما باغتتها شاحنة صهريج كبيرة من نوع «إيوليس» ذات سعة 10 آلاف لتر، حاول سائقها تفاديها، لكن دون جدوى، حيث دهس الضحية بقوة و فقد السيطرة على المركبة، عندها وقعت الكارثة، بعد أن اصطدم مباشرة بسيارة صغيرة من نوع «سوزوكي ألطو»، كانت قادمة في الاتجاه المعاكس، و جرها لعدة أمتار، قبل أن ينقلب على إحدى جوانبه. الحصيلة كانت كارثية، فالمرأة التي كانت تعبر الطريق توفيت مباشرة، فيما وجد 5 أشخاص من بين الستة الذين كانوا على متن السيارة، و هم من عائلة واحدة، متوفين، أما الشخص السادس، و هي فتاة في الرابعة من عمرها، فقد نقلها أعوان الحماية المدنية على جناح السرعة إلى المركز الصحي بحامة بوزيان، أين لفظت أنفاسها الأخيرة، متأثرة بنزيف حاد في الدماغ، فيما نجا سائق الشاحنة الذي نقل بدوره لتلقي العلاج، قبل أن يتم توقيفه من قبل الدرك الوطني للتحقيق، و يتعلق الأمر بأحد سكان بني حميدان، و هو شاب في الثلاثينات يمتهن سياقة الشاحنات، حيث يعمل لدى أحد الخواص في نقل المياه، حسب ما أكده لنا بعض معارفه. الصدمة كانت واضحة على السكان، و حتى على أعوان الدرك و الحماية الذين حضروا بعد الكارثة، فالجثث أخرجت بصعوبة من السيارة، حسب ما رواه لنا أحد الحضور، خاصة أن السيارة تحولت إلى كومة من الحديد و التصقت بالشاحنة، حيث تم فصلهما باستخدام عتاد الحماية المدنية، و قد بدت المشاهد التي خلفها الحادث جد مؤثرة و تعلق بالأذهان، على غرار أغراض العائلة التي بقيت في مؤخرة السيارة، و منها كرة بلاستيكية لأحد الأطفال الذين قضوا في هذه المأساة، التي أثرت كثيرا على السكان، حيث طالبوا بازدواجية هذا الطريق الخطير الذي يشهد حسبهم وقوع الكثير من الحوادث الخطيرة، فلم يمض أسبوع واحد على حد تأكيدهم، منذ وفاة طفل في العاشرة، دهسته سيارة على الطريق ذاته. المعلومات القليلة التي استقتها النصر من عين المكان، تشير إلى أن أفراد العائلة الذين كانوا على متن السيارة هم: الأب لرقش فواد (السائق) 47 سنة، و زوجته و أبناؤه الثلاثة (بنتان و ولد) و أم زوجته، يقطنون بالوحدة الجوارية 17 بالمدينة الجديدة علي منجلي، بينما تقطن المرأة التي كانت تعبر الطريق بمشتة المارة ببني حميدان، ويتعلق الأمر بالمدعوة يخلف فاطمة التي كانت تبلغ من العمر 76 سنة.