الجزائر تدعو مصر إلى وقف حملتها العدائية فورا وأكدت الوزارة في بيان لها أن السيد مراد مدلسي وزير الخارجية كلف السفير بتبليغ سلطات بلاده"عدم فهم السلطات الجزائرية وانشغالها العميق أمام تصاعد الحملة الإعلامية" وعبر الوزير عن أمله في أن "يوضع على الفور حد لهذه الحملة التي لا تخدم البلدين ولا الشعبين". وذكر الوزير بأن الجزائر اتخذت فيما يخصها كل الإجراءات لتهدئة الوضع قبل وخلال وبعد مقابلتي كرة القدم وأقامت جهازا أمنيا مدعما قصد ضمان أمن الرعايا المصريين وممتلكاتهم بالجزائر". استدعاء السفير المصري جاء عقب اندلاع حملة عدائية في وسائل الإعلام الحكومية المصرية التي تفرغت في اليومين الماضيين إلى شتم الجزائر ورموزها بطريقة غريبة، كما استدعت الخارجية المصرية السفير الجزائري في القاهرة وأبلغته احتجاجها على ما زعمت أنه استهداف لأنصارها في السودان واستدعت سفيرها في الجزائر للتشاور في تصعيد ديبلوماسي أعقب فوز الفريق الوطني على نظيره المصري في المباراة الفاصلة المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي احتضنتها العاصمة السودانية الخرطوم. وزعمت السلطات المصرية أن مناصرين لها تعرضوا لعمليات رشق بالحجارة بعد المقابلة في الشوارع السودانية وهو الأمر الذي كذبته الحكومة السودانية التي نفت استقبال مستشفياتها لجرحى أو تلقي مصالحها لأية شكاوى، و اضطرت السودان إلى الاحتجاج الديبلوماسي باستدعاء السفير المصري في الخرطوم بعد الحملة الإعلامية وحملة الأكاذيب التي استهدفت السودان قبل أن تتحول إلى الجزائر. ودعا التلفزيون الحكومي المصري الرسمي ممثلا في قناة المصرية الفضائية ليلة أمس الأول صراحة إلى استهداف الجزائريين المقيمين بالأراضي المصرية وطرد السفير الجزائري ورفض مذيعوه وصف الشعب الجزائري بالشقيق داعين عبر مجموعة من الفنانين إلى قطيعة ثقافية. وردد إعلاميو مصر في تلفزيوناتهم نفس "الشتائم" التي أطلقها نجل الرئيس المصري في حق الجزائريين، ما يعني أنهم مسيرون وغير مخيرين في حملتهم الهستيرية. كما شارك في الحملة وزراء في الحكومة المصرية. وحافظت الحكومة الجزائرية على رباطة الجأش ورفض مسؤولون الرد عبر التصريحات واختاروا القناة الديبلوماسية للتعاطي مع سلوك غريب للقاهرة التي حولت مباراة في كرة القدم إلى حرب حقيقية، من خلال التعبئة الإعلامية والشعبية التي قال سياسيون مصريون أنهم لم يشهدوها حتى في حروب مصر مع إسرائيل. كما أن الشتائم التي أطلقها إعلاميون يقولون أنهم يمثلون حضارة عريقة تبدو غير مسبوقة في تقاليد العمل الإعلامي في العالم. حيث ظهر نجوم البلد المتحضر وهم في حالة هيجان يلوحون بأيديهم ويتوعدون الجزائريين بالضرب على الرؤوس! السلطات المصرية التي أطلقت الحملة على ما يبدو لامتصاص صدمة الإقصاء من المونديال، ارتبكت في تعاطيها الديبلوماسي وراحت تحتج على الجزائر بشأن أحداث زعمت أنها وقعت في السودان وهو سلوك غير سليم ديبلوماسيا وغير مفهوم أيضا. كما أنها واصلت الصمت على جريمة استهداف اللاعبين الجزائريين الذين شاهد العالم أجمع دماءهم في صور استغربتها وسائل الإعلام الدولية التي انتقدت بشدة صمت الفيفا وقرارها بالإبقاء على المباراة في القاهرة التي لم تنجح في حماية لاعبين ضيوف إن لم تكن دبرت لهم كمينا كما أقر بذلك صحفيون أوروبيون لا يرددون عبارات أبناء رؤساء دولهم . س-ب