تنهي اليوم، تشكيلة المنتخب الوطني تربصها التحضيري، بصدام قوي على الأراضي النمساوية، أمام منتخب إيران أحد أقوى منتخبات قارة أسيا، في لقاء سيلعب بأهداف متباينة، بالنظر لاختلاف أهداف كل منتخب، وبمعطيات تجعل منه موعدا جد مهم للطرفين. ويتحتم على النخبة الوطنية تقديم مردود في المستوى، والدخول بنية واحدة، وهي هزم ممثل القارة الأسيوية في مونديال روسيا، رغم طابع المباراة الودي، بالنظر لعدة اعتبارات في مقدمتها مستوى المنافس المغاير تماما للمنتخبات التي واجهها الخضر في الفترة الماضية، كما سيكون خير محك للطاقم الفني، الذي وبعدما تغنى بإنجازات وانتصارات عريضة أمام منتخبات مغمورة، سيجد أمامه منتخبا يضم مجموعة متماسكة، تمكنت من فرض منطقها على النطاق القاري، وتتطلع تحت قيادة مدرب محنك اسمه كارلوس كيروش لتسجيل اسمها بأحرف من ذهب بمناسبة مونديال روسيا. ويدرك الناخب الوطني جيدا، أهمية ما ينتظره في هذا الموعد، وكذا عواقب المرور جانبا أو الفشل في مجاراة زملاء الحارس علي رضا، لأن هذا السيناريو قد يفتح المجال واسعا لسهام المنتقدين، الذين قبل معارضة طريقة عمل الطاقم الفني الجديد، كانوا من أشد منتقدي خيارات رئيس "الفاف" في التعويل على مدرب عانى لأزيد من عقد من البطالة، لإعادة بعث منتخب، كان إلى وقت ليس ببعيد الأقوى بالقارة السمراء، بعدما احتكر تصنيف "الفيفا" على المستوى الإفريقي، لسنوات وحقق تأهلا تاريخيا للدور الثاني في آخر نسخة للمونديال. وحاول ماجر، مباشرة بعد الوصول إلى مدينة غراتس النمساوية، نقل ما يجول بخاطره للاعبيه، خلال اجتماع سهرة الأحد، عندما ربط تحقيق "المصالحة" مع محبي الخضر بمردود ونتيجتي مواجهتي إيران والبرتغال المقررة شهر ماي، بسبب تأجيل المواعيد الرسمية لبداية شهر سبتمبر، مؤكدا لأشباله أن أزمة النتائج ولدت أخرى أكثر منها حدة على المستوى النفسي، مثنيا على مستوى لاعبيه، حيث قال:" نملك مجموعة متماسكة تضم مواهب كبيرة، قادرة على العودة بقوة والبداية بمواجهة إيران"، ومؤكدا للاعبيه قدرتهم على تحقيق انتصار بالأداء والنتيجة على صاحب المرتبة 33 عالميا، بشرط عدم التفكير في الخسارة والإيمان بقدراتهم وترجمة تعليمات الطاقم الفني بانضباط تكتيكي فوق أرضية ملعب مدينة غراتس. ويتجه ماجر، الذي بدا غير متأثر البتة، لغياب أبرز الركائز في صورة براهيمي وبن طالب وبن ناصر، وكذا احتمال استبعاد سليماني المصاب، إلى الاحتفاظ بنفس التشكيلة تقريبا، التي واجهت منتخب تنزانيا الخميس الماضي، مع إحداث تغييرات طفيفة في صورة سفير تايدر المرشح ليكون إلى جانب زميله بوخنشوش في خط الوسط، خلفا لبن طالب المسرح، فيما قد يراجع خياراته التكتيكية، بتغير أسلوب اللعب، خاصة بعدما ترك الباب مفتوحا لهذا الإجراء عقب خرجته الأخيرة لوكالة الأنباء الجزائرية، من منطلق رؤيته أن طريقة لعب منتخب إيران والمنتخبات الأسيوية تختلف كثيرا على طريقة المنتخبات الإفريقية وخاصة المنتخبات المغاربية. بالمقابل، كشفت مراجع إعلامية إيرانية أن كيروش الذي اختار تونس والجزائر للتحضير لمواجهة المنتخب المغربي، قد يعمد إلى انتهاج خطة دفاعية لاختبار خط دفاع تشكيلته، خاصة في ظل إيمانه بأن مستوى الخضر، حتى وإن تراجع، إلا أن امتلاك فرديات لامعه في الخط الأمامي، قادرة أن تكون اختبارا حقيقيا لقاعدته الدفاعية، وربط ذلك بتواجد كل من هني وسليماني وبونجاح ونجم ليستر محرز أكثر العناصر الوطنية شهرة عند الإيرانيين.