مواسة: اتحاد عنابة يستحق التواجد في الرابطة الأولى عاشت مدينة عنابة ليلة بيضاء بخروج الآلاف من الأنصار إلى الشوارع والساحات الكبرى للتعبير عن فرحتهم بترسيم فريقهم المفضل الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، بعد النجاح في العودة من تبسة بنقطة ثمينة، كانت كافية لكسر «الروتين» الذي عهدته أزقة المدينة في نهاية كل أسبوع، خاصة في السهرة. أجواء الفرحة جسدها المئات من المناصرين، بالخروج راجلين والتوجه إلى ساحة الثورة للمشاركة في «عرس الصعود»، والذي امتزجت فيه هتافات المشجعين الأوفياء بالأصوات المنبعثة من منهبات السيارات، لأن المواكب كانت قد انتظمت من كل احياء عاصمة الولاية، وحتى البلديات المجاورة، ولو أن هذه الفرحة كسرتها بعض الاشاعات كانت قد راجت في الشارع العنابي، والتي تحدثت عن وفاة أحد المناصرين بتبسة، بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها نهاية المقابلة، وقد تم تداول هذا الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتم تفنيده، بعد التأكد على مغادرة جميع المصابين للمستشفى. هذه الأجواء تواصلت إلى غاية ساعات جد متأخرة، لأن الجميع كان ينتظر وصول حشود الأنصار التي تنقلت بأعداد غفيرة جدا إلى تبسة، وبضعف الحصة التي تم تخصيصها لمشجعي «الطلبة»، لأن إدارة مركب تبسة كانت قد خصصت 2000 تذكرة للعنابيين، لكن عدد المتنقلين قارب 4000 مناصر، الأمر الذي جعل الأجواء تكون «خرافية» بعودة أولى الدفعات من تبسة، باستعمال الألعاب النارية والشماريخ، تمهيدا للعرس الكبير الذي سيقام يوم الجمعة القادم بملعب 19 ماي، بمناسبة اللقاء الذي سيجمع «الطلبة» بالضيف هلال شلغوم العيد، والذي سيطغى عليه الطابع الاجتفالي، مادام فوز الاتحاد سيسمح له بالاطمئنان، وبصفة رسمية على تأشيرة الصعود، وهو ما دفع برئيس النادي عبد الباسط زعيم إلى الاعلان عن قرار فتح الأبواب واعتماد الدخول المجاني، من أجل تمكين كل الأنصار من المشاركة في هذا الحفل، والرهان منصب على حضور أزيد من 60 ألف متفرج. بالموازاة مع ذلك، أكد المدرب كمال مواسة بأن مهمة فريقه بتبسة لم تكن سهلة، في ظل بحث الفريقين عن نتيجة إيجابية، ولو أننا كما قال « كنا الأحسن تكتيكيا في الشوط الأول، حيث عرفنا كيف نسير مجريات اللعب، بسد كل المنافذ أمام المنافس، ومنعه من تشكيل أي خطورة، مقابل نجاحنا في أخذ الأسبقية في النتيجة من مرتدة هجومية سريعة». وأوضح مواسة في سياق متصل، بأن فريقه كان قادرا على قتل المباراة في بداية المرحلة الثانية، لما أتيحت له فرصة إضافة الهدف الثاني، لكن على حد قوله « قلة الفعالية في الهجوم تبقى دائما السبب الذي يحرمنا من انتصارات خارج الديار، لأن اتحاد تبسة حاول فرض ضغط للعودة في النتيجة، وكان له مع أراد بعد خطأ دفاعي ارتكبناه، وقد لاحظنا تراجع مردود عناصرنا في آخر 20 دقيقة من عمر المباراة، بسبب عدم تعوّد بعض الشبان الذين أقحمناهم على مثل هذه اللقاءات، والتي يكون فيها الضغط النفسي كبيرا من الجانبين، لكننا مع ذلك نجحنا في تحقيق مبتغانا بتفادي الهزيمة». مدرب «الطلبة» أشار في معرض حديثه، إلى أن هذه النقطة سمحت للفريق لمواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، بعيدا عن الهزائم، مع التأكيد على الأحقية في الظفر بتأشيرة الصعود، ولو أن اتحاد عنابة يستحق كما صرّح «مكانة في الرابطة المحترفة الأولى، كونه يتوفر على كل المقومات التي تسمح له بذلك، خاصة الجمهور القياسي الذي يمتلكه، والذي يبقى من بين العوامل الأساسية التي ساهمت في تحقيق الانجاز».