الجزائر تتسلم 30 ألف وثيقة و صورة خاصة بثورة التحرير سلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أمس نسخة من أرشيفها، الخاص بعملها خلال ثورة التحرير المجيدة ( 1954- 1962) إلى المديرية العامة للأرشيف الوطني بالجزائر وذلك خلال حفل أقيم في مقر الأرشيف الوطني بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وعدد من الشخصيات الممثلة للدولة فضلا عن ممثلين عن السلك الدبلوماسي بالجزائر. وقد تسلم هذه النسخة المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري مخزنا في دعامة إلكترونية من طرف رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجزائر كاترين جوندر. وأعلنت السيدة جوندر بالمناسبة في كلمة ألقتها بالمناسبة، بأن ‹› الغرض من تسليم هذه النسخة هو تمكين الباحثين الجزائريين من تعميق معارفهم بالبعد الإنساني لهذه الحرب والتعريف بها، ليس فقط فيما يتعلق بالمعاناة الإنسانية الناتجة عنها، ولكن أيضا بالجهود الهائلة التي بُذلت للتخفيف من آثارها ‹› وأضافت ‹› إن هذه المبادرة تهدف أيضا إلى إلهام الأجيال القادمة في الجزائر وغيرها لكي تعي بمعاناة البشر وطرق مساعدتهم››. وفي تصريح للصحافة على هامش ذات اللقاء أوضحت ممثلة الصليب الأحمر الدولي أن الدعامة الإلكترونية المسلمة للجزائر عن طريق الأرشيف الوطني تحتوي 30 ألف وثيقة كانت مخزنة في 60 علبة بأرشيف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي سبق وأن نشرتها اللجنة وأصبحت متاحة بعد فترة حماية لمدة 50 سنة. وتشمل هذه الوثائق – حسب ذات المتحدثة تقارير عن زيارت لأماكن الاحتجاز ومراسلات رسمية ووثائق خاصة بإنشاء الهلال الأحمر الجزائري ومساعدة اللاجئين الجزائريين في تونس والمغرب أو النازحين داخليا. ومن جانبه أعرب المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري عبد المجيد شيخي عن ارتياحه برؤية هذه العملية تتحق، مشيدا بالجهود المشتركة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي من أجل تعاون مثمر ومرشح للتطور في المستقبل – كما قال – في ظل وجود هذه الرغبة المشتركة لكلا الطرفين في المضي قدما في التعاون. وفي تصريح للصحافة قال شيخي بأن إدارة الأرشيف الوطني ستعمل على إضافة هذه الوثائق التي تم تسلمها من الصليب الأحمر الدولي وإنشاء محرك بحث لوضعها تحت تصرف الباحثين بعد متم العملية في مدة أسبوعين إلى شهر. وأشار المتحدث إلى أن هذه الوثائق تفتح بابا جديدا للبحث في تاريخ الثورة الجزائرية المبني أساسا على تصريحات وشهادات من صنعوا الثورة. ودعا الباحثين إلى استغلال هذه الوثائق الجديدة لتوسيع آفاق بحثهم، كونها تتضمن تقارير وحقائق تاريخية جديدة لم يتم نشرها من قبل. من جهته أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في تصريح للصحافة على، على هامش ذات الحفل، على أهمية هذا الإنجاز في تعزيز الذاكرة التاريخية الوطنية بمثل هذا الرصيد الهام من الوثائق، مشيرا إلى أنه قد سبقه للجزائر وأن حصلت على أرصدة من عديد الدول الصديقة التي توفرت على مثل هذا الأرشيف لعلاقتها بالثورة الجزائرية. كما أبرز ميهوبي بأن الأرشيف الوطني قد استفاد أيضا في فترات سابقة من آلاف التسجيلات الصوتية لصوت العرب مضيفا أن الأرشيف الوطني أصبح يشكل قاعدة بيانات مهمة في مجال الذاكرة التوثيقية للثورة ودعا الباحثين بدوره إلى الاستفادة منه وأن يضمنوها في دراساتهم وبحوثهم. تجدر الإشارة إلى أنه قد سبق وأن تم في نوفمبر 2016 توقيع اتفاقيتين بين الأرشيف الوطني الجزائري واللجنة الدولية للصليب الأحمرلاسترجاع الأرشيف الوطني الخاص بالثورة التحريرية، وتتعلق الإتفاقية الأولى بحصول الجزائر على نسخة من هذا الأرشيف بينما ترتبط الاتفاقية الثانية بتحديد التعاون بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأرشيف الوطني وتعزيز محتوى هذا الأرشيف ونشره من خلال أنشطة مشتركة.