القذافي يعتبر أن ثورتي مصر وتونس جلبتا الخراب ومبارك فقير و لا يستحق "البهدلة" اعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي أن الثورتين التونسية والمصرية لم تجلبا "سوى الخراب والدمار"، متسائلا عن جدواهما، كما دافع القذافي عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك الموجود في المستشفى منذ أفريل الماضي، واعتبر أن مبارك "رجل فقير ومتواضع ويحب شعبه ولا يستحق هذه البهدلة". وأضاف القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي مساء أول أمس، أن مبارك كان "يشحت من أجل المصريين"، وأنه اضطر للتنحي تحت ضغط تظاهرات شعبية كبيرة بدل أن يتم تكريمه، لكنه "لا يستحق هذه البهدلة"، مذكراً بأن الرئيس المصري السابق كان معرضاً نفسه للخطر ليدافع عن شعبه ويموت من أجله، وذكر بأن مبارك كان طيارا يقاتل القوات الإسرائيلية عندما كانت تهاجم مصر. وتساءل القذافي عمن سيخلص لمصر "عندما يرى نهاية حسني مبارك" ومن "سيضحي أكثر من تضحية حسني مبارك"، وتوجه إلى المصريين مؤكدا لهم أن الأفضل لهم إن تركوا مبارك يتم مدته ثم ينظمون انتخابات، وهي العملية التي لا تستحق حسبه تنظيم "مظاهرات ولا اعتصام في ميدان التحرير ولا في أي مكان"، وأكد لهم أنهم لن يجدوا رئيسا أفضل من حسني مبارك، كما نصحهم بأن مصر يجب أن يحكمها الشعب المصري، بحيث ينتظم - كما قال- في مؤتمرات شعبية وفي لجان شعبية على شاكلة ما هو موجود في ليبيا، داعيا إياهم إلى القدوم عنده ليشرح لهم "سلطة الشعب في النظام الجماهيري وكيف تكون المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية"، كما قال أن مصر يجب ألا يحكمها حزب ولا تحكمها أحزاب ولا طائفة ولا أصحاب ملة معينة، ودعا العقيد الليبي إلى أن يرجع حسني مبارك "معززا مكرما" ليبقى رئيس جمهورية في هذه المرحلة إلى غاية ما إجراء انتخابات . ومن جهة أخرى قال القذافي إن الشعب الليبي ليس عنده صراع على السلطة وليس عنده أي مشكلة، معتبرا ما يحدث مجرد "عدوان خارجي ومرتزقة عاملتهم فرنسا وتنظيم القاعدة في المغرب العربي"، فضلا عن "خارجين من السجن والمطرودون من الجيش"، وقال أنها "مؤامرة استعمارية لغزو ليبيا واحتلال النفط ثم احتلال مصر ثم احتلال تونس ثم احتلال الجزيرة". واتهم أيضا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشن "حرب صليبية جديدة" في إفريقيا، ونفى ا الاتهامات الموجهة لنظامه بقمع المتظاهرين مما أدى إلى سقوط آلاف القتلى حسب منظمات دولية، مؤكدا أن ثمانية أشخاص فقط قتلوا ويجري تحقيق لمعرفة ظروف موتهم، وأنه "لم تكن هناك تظاهرات ولا إطلاق نار" . وفي تطور آخر، هزّت انفجارات عنيفة في ساعات مبكرة من أمس الأحد وسط العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها الشرقية، بينما كانت طائرات تحلق في سماء المنطقة، كما أفادت وكالة "فرانس برس"، وذلك غداة غارات لحلف شمال الأطلسي في المنطقة نفسها، وقال شهود أنهم سمعوا دوي انفجارين في محيط مقر إقامة العقيد معمر القذافي وسط طرابلس، تلتهما انفجارات أخرى في الضواحي الواقعة في شرق وجنوب شرق العاصمة، وإثر ذلك شوهدت أعمدة الدخان ترتفع من باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي والذي استهدفته غارات للحلف الأطلسي أول أمس السبت. من جهته، قال التلفزيون الليبي في خبر عاجل أن منطقة عين زارة في الضاحية الشرقية للعاصمة تعرضت للقصف، فيما سمع أول أمس السبت دوى انفجارين مماثلين في المنطقة نفسها والتي استهدفتها حتى الآن عشرات الغارات منذ بدء العملية العسكرية الدولية في ليبيا، حيث أكد الحلف الأطلسي السبت أنه شن سبع غارات على طرابلس، استهدفت جميعها منطقة واحدة، وأسفرت بحسب الحلف عن إصابة مركز قيادة وسيطرة.