مباراة عنابة كلفتنا غاليا وكادت أن تتسبب في السقوط اعتبر قائد اتحاد عين البيضاء بوبكر بليل نجاة الفريق من السقوط إلى قسم ما بين الرابطات في نهاية الموسم المنقضي، بمثابة معجزة تحققت ميدانيا بفضل تحركات الغيورين على الاتحاد في اللحظات الأخيرة من المشوار، وأكد بأن هذا الدرس كان الثالث من نوعه على التوالي، ولا بد ان تستخلص منه العبر، لأن سلاح الغيرة على الألوان قد يكفي في قادم المواسم. حاوره: صالح فرطاس بليل، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن أزمة اتحاد عين البيضاء ناتجة بالأساس عن مشاكل داخلية طفت على السطح منذ عدة مواسم، وبلغت أروقة العدالة، لكنه أكد بأن الموسم المنصرم كان استثنائيا، لأن كل المؤشرات كانت توحي بسقوط الفريق، كما تحدث عن قضية العقوبات الرادعة التي تعرض لها الاتحاد، وانعكاساتها السلبية على المشوار، فضلا عن مستقبله وأمور أخرى نكتشف تفاصيلها في الدردشة التي كانت على النحو التالي: في البداية ما تعليقكم على مشوار الاتحاد وانتظاره لآخر جولة لضمان البقاء ؟ الحقيقة أن مسيرتنا خلال الموسم المنصرم، جسدت حدة المعاناة التي يعيشها الفريق، لأن الكل المتتبعين كانوا قد بلغوا درجة الجزم بأن اتحاد عين البيضاء، سيسقط إلى قسم ما بين الرابطات، خاصة في الجولات الأخيرة من مرحلة الذهاب، وكذا مع انطلاقة النصف الثاني من البطولة، وهذا كله بسبب المشاكل العويصة التي تخبط فيها النادي، والتي كانت لها انعكاسات مباشرة على الجو العام داخل التشكيلة، وكذا على النتائج الفنية، لتكون عواقب ذلك مقاطعة العديد من العناصر للتدريبات والمباريات الرسمية بسبب إشكالية المستحقات، إضافة إلى العقوبات التي تهاطلت علينا، والتي كانت جد قاسية، خاصة في مقابلات القل، هلال شلغوم العيد واتحاد عنابة، وعليه يمكن القول بأن النجاح في ضمان البقاء يعد بمثابة معجزة نجحنا في تجسيدها ميدانيا في الوقت بدل الضائع من عمر الموسم، مادام الفوز بالمباريات الأربع الأخيرة كان الحل الوحيد الذي سمح لنا بتفادي السقوط، بفارق نقطة واحدة عن حمراء عنابة التي غادرت قسم الهواة. وما سر هذه الانتفاضة، خاصة وأنها جنّبت الفريق كارثة حقيقية؟ المرحلة الانتقالية التي عشناها في منتصف الموسم أدخلت الفريق في دوامة، لكنها بالموازاة مع ذلك كانت كافية لتحريك مشاعر الغيرة على الاتحاد لدى بعض الأوفياء، لأن التشبث ببصيص من الأمل في القدرة على تفادي السقوط جعل بعض الأطراف الفاعلة في الساحة الرياضية بالمدينة تبادر إلى تشكيل لجنة انقاذ بقيادة الرئيس السابق حليم بركاني، والتي عملت بالتنسيق مع "الديريكتوار" الذي يرأسه علي علوان، دون التقليل من حجم المجهودات التي قام بها حمزة سعدون، ولو أننا كلاعبين واكبنا هذه الخطوة، وعملنا على اقناع بعض الزملاء الذين كانوا مقاطعين بالعودة إلى أجواء التدريبات، ومواصلة المشوار إلى غاية آخر جولة من البطولة، لتكون النتيجة جد إيجابية، بالنجاح في انقاذ الاتحاد من السقوط، بعد حصد 15 نقطة في آخر 6 جولات. لكن انطلاقتكم كانت موفقة قبل أن تتراجع النتائج بشكل رهيب، فما سبب ذلك؟ التعداد الذي بدأنا به الموسم كان باستطاعته التنافس على ورقة الصعود لو توفرت الظروف المواتية، خاصة الامكانيات المادية، وكل المتتبعين يتذكرون ما تعرضنا له من مظالم تحكيمية في جولة الافتتاح بالخروب، ثم في التنقل الثاني إلى عنابة، عندما واجهنا الاتحاد في مقابلة كنا نستحق فيها الفوز لولا التحيز المفضوح من الحكم، لكن مع تقدم الجولات بدأت بعض المشاكل الداخلية تطفو على السطح، في ظل عدم قدرة الطاقم المسير على تسوية الوضعية المالية العالقة لكامل التعداد، لتقرر عديد الركائز الدخول في إضراب ومقاطعة الفريق، ثم استقال المدرب كريم زاوي، رغم أنه كان قد قام بعمل ممتاز منذ انطلاق التحضيرات، كما أن عقوبة اللعب خارج عين البيضاء في مقابلتين ودون جمهور في منتصف مرحلة الذهاب بعد "الديربي" ضد اتحاد الشاوية أثرت علينا كثيرا، سيما بعد الهزيمة الثقيلة التي تلقيناها على يد أمل شلغوم العيد، لتكون عواقب هذه المشاكل انهاء النصف الأول من البطولة بتلقي 6 هزائم متتالية، مع احتلال الصف ما قبل الأخير برصيد 11 نقطة، متقدمين ب 4 خطوات عن وفاق القل، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما. تفضل ... ما هو؟ الأزمة الداخلية التي عاشناها كانت سببا في تسريح 5 لاعبين في «الميركاتو»، الأمر الذي زاد الطين بلة، بتقلص التعداد، في ظل تواصل مقاطعة بعض العناصر الأخرى، ومع ذلك فإننا حاولنا تدارك الوضع، لكن مباراة الجولة 17 بالقل جعلتنا نعيش على وقع فصل آخر من المعاناة، بتعرض 7 لاعبين للعقوبة، قبل أن تكون استضافتنا للرائد اتحاد عنابة بمثابة المنعرج، لأن الفوز بتلك المواجهة كلفنا غاليا، خاصة من حيث العقوبات، بإرغامنا على الاستقبال خارج عين البيضاء في 4 لقاءات، مع تنفيذ عقوبة اللعب دون جمهور في مقابلتين، وهو الاجراء العقابي الذي كانت عواقبه وخيمة، بالانهزام أمام هلال شلغوم العيد، وتعرض 7 لاعبين لعقوبة، ليحرم الفريق من ثلثي تعداده الرسمي، فكان الاستنجاد بالأواسط الخيار الحتمي لسد هذا الفراغ، دون الأخذ في الحسبان الانعكاسات السلبية على النتائج الفنية، وتدهور وضعيتنا في مؤخرة الترتيب، وعليه فإن المعطيات تبرز الدور الكبير الذي لعبته لجنة الانقاذ في ترتيب البيت، وتحقيق البقاء في آخر جولة من الموسم. بصفتك من أبناء الفريق، فما هي الأسباب التي كانت وراء معاناة الاتحاد لعدة مواسم؟ التنافس من أجل تفادي السقوط «سيناريو» عشناه لثالث مرة في وطني الهواة، والحقيقة التي يعلمها الجميع أن الاتحاد لم يتحصل على أي سنتيم من دعم السلطات المحلية على مدار موسم كامل بسبب الاشكال الإداري الذي بلغ المحاكم، نتيجة الخلافات التي كانت بين مسيرين سابقين، وتدخل حليم بركاني في الجولات الأخيرة أجبره على صرف ما يقارب 1,5 مليار سنتيم من ماله الخاص، لأنه قام بمنحنا رواتب شهرين، مع تسديد علاوات المباريات، وتلك الاستراتيجية التي انتهجها كللت بتفادي السقوط، بعد النجاح في إعادة الروح إلى التشكيلة، وإقناع غالبية المقاطعين بالعودة، كما أن مصلحة الفريق أجبرتنا على وضع قضية المستحقات المالية على الهامش، وحصر الانشغال في العمل الميداني لضمان البقاء في وطني الهواة، لأن «نيف الحراكتة» كان السلاح الوحيد الذي أشهرناه في هذه الفترة العصيبة. وفي ظل هذه الوضعية، كيف ترى مستقبل الاتحاد وهل ستبقى بألوانه الموسم القادم؟ الجميع ينتظر حسم الجهات القضائية في الاشكال الإداري الذي امتد على مدار سنتين، لأن هناك إعانات رصدت للاتحاد، لكنها لم تدخل خزينة النادي بسبب التجميد الذي طالها، كما أننا كلاعبين نترقب الفصل في هذه القضية للحصول على مستحقاتنا العالقة، وشخصيا وبحكم أنني من ابناء المدينة وأحلم شارة القيادة فإنني أعيش بكل جوارحي آلام المناصرين الأوفياء، خاصة وأنني ألتقيهم يوميا، ويطلبون مني ضرورة المحافظة على الفريق من الاندثار والزوال، لأن الاتحاد يعد من أهم رموز المدينة، وقد تلقيت الأسبوع الماضي عرضين من فريقين ينشطان في بطولة الهواة، لكنني أجلت الرد عليهما إلى غاية اتضاح الرؤية على مستوى اتحاد عين البيضاء، لأنني أعطي الأولوية لفريق القلب، وكل أمنيتنا أن تسوى المشاكل الإدارية، ويتم تنصيب مكتب مسير مستقر.