زيتوني يؤكد تحديد هوية 31 شهيدا لا تزال جماجمهم في متاحف فرنسا كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني أول أمس من سعيدة، أن دائرته الوزارية تحصي 31 شهيدا تم تحديد هويتهم عن طريق جماجمهم المتواجدة بمتحف باريس، فيما تواصل اللجنة الجزائرية المتكونة من وزارة المجاهدين ووزارة الشؤون الخارجية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكذا الجزائريين المقيمين بالخارج، عملية تحديد هوية بقية الجماجم في فرنسا يبلغ عددها حسب آخر جرد 536 جمجمة. وأكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الاثنين المنصرم على هامش زيارته لقطاعه بسعيدة، أن المفاوضات المتعلقة باسترجاع جماجم الجزائريين المعروضة في متحف باريس، تسير بشكل جيد بين الجزائروفرنسا، مبرزا أن عملية الاسترجاع ستتم مباشرة بعد الإنتهاء من عملية تحديد هوية الشهداء الذين نكّل بهم المستعمر الفرنسي على مدار قرن ونصف القرن من الزمن، مشيرا أيضا إلى أن باقي الملفات مثل ملف تعويض ضحايا التفجيرات النووية، والأرشيف والمفقودين من الثكنات العسكرية الفرنسية والبالغ عددهم 2200 جزائري، تسير مفاوضاتها بصورة متقدمة مع السلطات الفرنسية. وفي شق آخر، شدد الوزير على ضرورة الإسراع من ترميم مقابر الشهداء عبر الوطن كون الأغلفة المالية متوفرة. و خلال زيارته المقتضبة لوهران والتي شملت محطة واحدة وهي متحف المجاهد وهذا يوم الإثنين مساء، أوضح زيتوني أنه حدد تاريخ 5 جويلية المقبل للانتهاء من تسوية ملفات المجاهدين التي كانت مجمدة منذ عشرات السنين بالولايات، وقال المتحدث إن عملية دراسة هذه الملفات تتواصل بعناية وبالتدقيق لمراعاة توفر الشروط التي سمحت ل 99 بالمئة منهم من استرجاع منحهم وتسوية ملفاتهم سواء المجاهدين أو ذوي حقوقهم. كما أعلن زيتوني عن مشاريع إنجاز معرضين للذاكرة بكل من قسنطينة وورقلة، على غرار معرض وهران الذي يشرف على انتهاء أشغاله والذي كان محطة الوزير أول أمس، أين أكد أن استلام هذا الصرح التاريخي سيكون قبل نهاية السنة الجارية، مشيرا أن معرض الذاكرة سيضم عدة أجنحة تحاكي مراحل من تاريخ الجزائر، مبرزا أنه بفضل تاريخها ومواقف رجالها عبر العصور، مازالت الجزائر قوية وتتحدى الصعاب والرهانات التي تفرضها التحولات الدولية، وأن هذه المواقف التاريخية هي التي ستلقن للأجيال الحالية والقادمة للاستلهام منها ومواصلة مسيرة الأجداد، مشيرا أن هذا المسار النضالي والبطولي سيجده الشباب في مختلف أجنحة معرض الذاكرة بمتحف المجاهد في وهران، والذي سيكون فضاء يسافر فيه الزوار عبر مراحل تاريخية ويستذكرون ملاحم وكفاح الشعب الجزائر ضد المستعمر ومختلف أنواع التعذيب التي تعرض لها الجزائريون لأنهم دافعوا عن أرضهم ووطنهم، وهنا كشف الوزير عن تسليم ثلاثة كتب لوزارة التربية الوطنية لتدرس تاريخ الجزائر للمتمدرسين في مختلف الأطوار والحفاظ على الذاكرة، وقد استغرق إعداد هذه الكتب عامين كاملين من الدراسة والتمحيص.