الفيفا تشيد بحليلوزيتش و تؤكد على خبرة الخضر لتخطي " النسور " و " السناجب " جددت الإتحادية الدولية لكرة القدم تأكيدها على أن المنتخب الجزائري يبقى المرشح الأبرز لكسب تأشيرة التأهل إلى الدور الثالث و الأخير عن المجموعة الثامنة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل عن القارة الإفريقية، حيث أن " الفيفا " و في قراءة مطولة لنتائج عملية سحي القرعة التي جرت يوم السبت الماضي بمدينة ريو دي جانيرو، ركزت في تحليلها لتركيبة المجموعة الثامنة على الخبرة الكبيرة التي يكتسبها المنتخب الوطني مقارنة ببقية المنافسين، فإعتبرت التواجد في النسخة الأخيرة من العرس العالمي، و التي أقيمت بجنوب إفريقيا بمثابة العودة القوية للكرة الجزائرية إلى الساحة العالمية، خاصة بعد المسار المميز و الباهر في التصفيات، الأمر الذي جعل الإتحادية الدولية تتنبأ بسطوع نجم الخضر مجدداً هذا العام في التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل، سيما و أن القرعة أوقعتهم في مجموعة تضم منتخبات تبدو في المتناول، بحسب ما جاء في الموقع الرسمي للفيفا. خبرة جزائرية حاسمة و حاليلوزيتش مدرب متمرس و ذهبت الإتحادية الدولية في قراءتها التحليلية لتركيبة الفوج الثامن للحديث عن التفاؤل الكبير للجزائريين، و ثقتهم في قدرت المنتخب على تجاوز عقبة الدور الثاني من التصفيات، بلوغ المحطة الثالثة و الأخيرة من التصفيات الإفريقية.، و التي ستلعب في شكل ملحق، مع التوقف قليلا عن الخبرة الجزائرية في مثل هذه المواعيد الحاسمة ، برصيد مشاركتين في العرس الكروي العالمي خلال ثمانينيات القرن الماضي، و عودة إلى الواجهة في مونديال جنوب إفريقيا بعد غياب طويل، و لو أن الفيفا عمدت إلى الإشادة بقرار إختيار التقني الفرانكو بوسني وحيد حاليلوزيتش، حيث إعتبرته بمثابة المدرب المتمرس الذي إستعان به مسؤولو الفاف في سعيهم لمواصلة المشوار بثبات نحو الأفضل، و البحث عن تأشيرة التواجد في البرازيل بعد ثلاث سنوات. سيناريو تصفيات 2010 و نتائج المونديال دليل تحدي الجزائريين من هذا المنطلق، فلم تترد الفيفا في وضع المنتخب الجزائري في أفضل رواق لتخطي عقبة المجموعة الثامنة من تصفيات الدور الثاني، حيث إختارت عنوان " المرشحون " لإحدى الفقرات التي ركزت فيها على التحديات التي يرفعها " الخضر " في المواعيد الكبرى، و هي الفقرة التي جاء فيها " من المنتظر أن تشكل النتائج المحققة في مونديال 2010 ، التي تخللها تعادل أمام إنجلترا بدون أهداف، دافعاً قوياً للمنتخب الجزائري، الذي أثبت قدرته على إلحاق الهزيمة بأفضل منتخبات القارة السمراء، فقد تمكن من الإنتصار على الفراعنة في مباراتين من أصل الثلاث التي جمعتهما في التصفيات، وضمن بذلك حضوره في العرس العالمي الذي إستضافته جنوب إفريقيا الصيف الماضي، ناهيك عن الهزيمة الساحقة التي ألحقها بمنتخب كوت ديفوار ضمن مرحلة خروج المغلوب من نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، غير أن عدم إنتظام أداء " ثعالب الصحراء " برز جلياً عندما خسروا أمام منتخبات ملاوي ، جمهورية أفريقيا الوسطى والمغرب خلال الأشهر الماضية ". التاريخ يرشح الخضر للتأهل على حساب النسور و عليه فقد أكدت الفيفا بأن المنتخب الجزائري سيكون خلال المرحلة الثانية من السباق المؤدي إلى البرازيل في مواجهة تحد مزدوج يتمثل في منتخبي مالي والبنين، إضافة إلى الفائز من المحلق التمهيدي بين إيريتيريا و رواندا ، و لو أن الفيفا عادت إلى الفوز الذي حققه المنتخب الجزائري على حساب نظيره المالي في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت بأنغولا؛ مع التأكيد على ان " التاريخ " يخدم مصلحة الجزائر، على إعتبار أن الخضر يحتفظون بتقدم طفيف على الماليين في تاريخ المواجهات بين الطرفين ، حيث أن الجزائر فازت بسبع مباريات وخسرت ستة من أصل 14 مقابلة التي جمعت المنتخبين، في حين انتهت مباراة واحدة بالتعادل. نسور مالي غير محظوظة في المواعيد الكبرى بالموازاة مع ذلك صنفت الفيفا منتخب مالي في خانة " غير المحظوظين " في المحافل الكروية الكبرى، و إستدلت في ذلك بعدم قدرته على التأهل و لو مرة واحدة إلى نهائيات كأس العالم، مقابل بلوغه نصف نهائي كأس أمم أفريقيا في ثلاث مناسبات ، خلال العشرية الممتدة ما بين سنتي 1994 و2004، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من درجة الضغط المفروض على الماليين في التصفيات المقبلة، رغم أن" النسور" و على حد وصف الفيفا عانت منذ ذلك الحين، رغم إنجابها للعديد من المواهب المميزة، على غرار فريديريك كانوتيه، سايدو كايتا و موديبو مايغا، و هي قوة ضاربة في خط الهجوم، جعلت منتخب مالي لا يسجل أي تعادل سلبي في 26 مباراة خاضها في مشواره التصفوي المؤهل إلى المونديال. رحلة كوتونو منعرج الحسم في الصراع الجزائري- المالي و وفقا لهذه المعطيات ، أشارت الإتحادية الدولية إلى أن المنتخبين الجزائري و المالي لم يسبق لهما إلتقيا من قبل في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم ، ومن المرجح أن يخوض كل منتخب مشواره من أجل انتزاع صدارة المجموعة ، خاصة وأن كلا منهما يظهر قوة كبيرة عندما يلعب داخل قواعده، و عليه فإن الحسم سيكون في المباريات التي سيجريها كل منتخب خارج قواعده، و بالتالي فإن محطة البينين ستكون حسب القراءة الأولية للفيفا الفاصلة في هذا الصراع، و التأهل سيكون من نصيب من يتمكن من حصد أكبر عدد من النقاط في رحلته إلى كوتونو. " السناجب " الحلقة الأضعف و الأفناك على خطا غانا على صعيد آخر ، لم تترد أعلى هيئة كروية عالمية في وصف منتخب البينين بالحلقة الأضعف في تركيبة هذه المجموعة، و ذلك من خلال التأكيد على أن " السناجب " عملت على تحسين وتيرة إنتظام نتائجها على الصعيد القاري، دون أن تشكل خطراً حقيقياً يؤهلها لأن تحقق إنجازاً كبيراً سواء في إفريقيا أو خارجها، ومن بين أبرز لاعبي المنتخب البينيني يشتهر رزاق أوموتويوسي بمؤهلاته الهجومية، في حين يتميز ستيفان سيسينيون بصلابة وإبداع كبيرين على مستوى وسط الميدان، علما و أن هذا المنتخب يبقى صاحب الرقم القياسي من حيث عدد الهزائم في تاريخ التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم، بخسارته تسع مباريات متتالية خلال عقدين من الزمن منذ سنة 1972.و ختمت الفيفا قراءتها التحليلية لتركيبة المجموعة الثامنة بالعودة إلى تصفيات مونديال 2010،لأن منتخبا مالي و البنين لعبا في نفس الفوج إلى جانب غانا، و قد تأهل " برازيليو إفريقيا " دون عناء كبير، سيما بعد التعادل المخيب للآمال الذي سجله الماليون بكوتونو في سبتمبر 2009، في رابع جولة من التصفيات، و الجزائر مرشحة لإعادة نفس السيناريو، و السير على خطا غانا.