تسجيل هدف في شباك بطل الجزائر من 19 تمريرة يعني الكثير ! أبدى مدرب ترجي قالمة عبد الغاني جابري، الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه على تحقيق حلم الأنصار، والمتمثل في العودة إلى وطني الهواة كخطوة أولى، من رحلة البحث عن الأمجاد الضائعة، لواحدة من أعرق المدارس الكروية على الصعيد الوطني. جابري، وفي حوار خص به النصر أمس، أكد بأن الحديث عن الصعود سابق لأوانه في الوقت الراهن، سيما وأن الموسم لم ينطلق بعد، لكن مكانة «السرب الأسود» تحتم على كافة أبناء الولاية الالتفاف حول الفريق، مادامت مؤشرات النجاح قد لاحت في الأفق، بضبط تعداد قادر على تحقيق المبتغى، والقيام بتحضيرات تتماشى وطموحات المسيرين والأنصار على حد سواء، كما تحدث عن التركيبة البشرية، سير برنامج التحضيرات، وأمور أخرى نكتشف تفاصيلها في الدردشة التي كانت على النحو التالي. *كيف هي الأجواء داخل الفريق خاصة بعد الهزيمة الثقيلة التي تلقيتموها على يد شباب قسنطينة؟ الحقيقة أن المقابلة التي أجريناها يوم الجمعة الفارط بقسنطينة، زادت من تفاؤل الأنصار بخصوص مستقبل الفريق، لأن النتيجة الفنية لا يمكن أن تكون المعيار، الذي يجب أخذه بعين الاعتبار في الوديات، بل إن المردود الذي قدمته التشكيلة في الشوط الأول، جعل الجميع يشيد بالتركيبة البشرية، وكذا بالمستوى الذي بلغه الفريق من الجاهزية تحسبا للموسم الجديد، لأن المنافس من العيار الثقيل، وهو حامل اللقب، والتباين صارخ في الامكانيات المادية والبشرية بين الطرفين، ومع ذلك فإننا وقفنا الند للند، وقدمنا الصورة التي تواكب سمعة المواهب القالمية، بدليل أن الهدف الثاني الذي سجلناه في مرمى «السنافر» كان نتيجة عمل جماعي، من خلال 19 تمريرة متتالية، استقرت آخرها في الشباك، وهو أمر يجسد التنسيق والانسجام داخل المجموعة، ولو أنني أستغل هذه الفرصة لتوضيح شيء مهم.. *تفضل .. ما هو؟ تلقي 7 أهداف أمام شباب قسنطينة، لا يعني بأن تحضيراتنا ليست في المستوى، وأن التعداد الحالي لترجي قالمة ضعيف، بل أن تلك المقابلة، وبحكم طابعها الودي سمحت لنا بالوقوف على النقائص والسلبيات التي نبقى مطالبين بتغطيتها خلال الفترة المتبقية من التحضيرات، ولو أن الملفت للانتباه أن كل الأهداف التي تلقينها في هذه المواجهة كانت من كرات ثابتة، وذلك بسبب سوء تعامل خطنا الخلفي مع هذه الوضعيات، وهذا مجرد مثال بسيط، وعليه فإنني أوضح بأن النتيجة المسجلة لم يكن لها أي انعكاس سلبي على معنويات اللاعبين والطاقم الفني، والمستوى الذي ظهرت به التشكيلة طمأن الأنصار أكثر على مستقبل الفريق، وهذا عامل جد محفّز في فترة التحضيرات. *هل يعني هذا بأن الفريق جاهز من جميع الجوانب لدخول أجواء المنافسة الرسمية؟ الحديث عن الجاهزية لن يكون إلا بعد إجراء 5 مباريات رسمية، لأن التأقلم مع أجواء البطولة يجعل اللاعب يأخذ الريتم السليم في عطائه الفردي، هذا من دون تجاهل المردود الجماعي، بتجسيد العوامل المقترنة بالتنسيق والانسجام بين مختلف الخطوط، وعليه فإننا نسعى لبلوغ أعلى درجة ممكنة من الجاهزية في فترة التحضير، خاصة في الشق البدني، لأن البرنامج الذي سطرناه قد يسمح لنا بذلك، على اعتبار أننا دخلنا المرحلة الثالثة من العمل، والتي تجمع بين الجانبين البدني والتكتيكي، وشخصيا فأنا جد مرتاح لما أنجزناه إلى حد الآن، في ظل تجاوب كل اللاعبين مع طريقة العمل المنتهجة، وعدم تسجيل اصابات كثيرة، مع نجاحنا في أخذ صورة واضحة عن الامكانيات الفردية لكل لاعب. *وماذا عن البرنامج المتبقي من التحضيرات قبل 3 أسابيع من بداية الموسم؟ لقد دخلنا في تربص مغلق يمتد على مدار 10 أيام، يتنوع فيه العمل بين الملعب وقاعة تقوية العضلات، مع التدرب بمعدل حصتين في اليوم، ولو أن هذه المرحلة الأخيرة تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لنا، لأنها ستكون الفرصة المواتية لوضع آخر الروتوشات، مع تجريب بعض الخيارات، حيث أننا سنخوض 4 مباريات ودية، أولاها هذا الثلاثاء ضد الضيف شباب قايس، والأخرى يوم الخميس بالخروب أمام الجمعية المحلية، على أن تتضمن رزنامة الأسبوع المقبل لقاءين وديين، لنتفرغ بعدها إلى التحضير للمباراة الرسمية الأولى. *وما قراءتكم الأولية في التعداد بعد مرور 3 اسابيع من العمل؟ ضبط التعداد كان وفق جملة من المعايير المدروسة، لأن الاستراتيجية التي رسمناها مع الطاقم المسير كانت واضحة، وذلك باستقدام عديد العناصر بحسب حاجيات الفريق، مادام الهدف المسطر هو الصعود، لكن جلب اللاعبين كان بأخذ عدة معطيات في الحسبان، منها الجانب الإنضباطي، المردود الفني وكذا الرغبة في تقمص ألوان الترجي، ولو أن المتمعن في التعداد يقف للوهلة الأولى على وجود مزيج بين الخبرة والطموح، لأننا استقدمنا عناصر متعودة على اللعب في أقسام عليا، ستتكفل بتأطير المجموعة، وهذا في وجود لاعبين شبان من خزان الترجي، ستتاح لهم الفرصة في الوقت المناسب، شريطة عدم تجاوز المراحل، لأن ذلك سينعكس بالسلب على المشوار الكروي لأي لاعب، كما أن مصلحة الفريق تحتم علينا احترام هذه المعايير. *وكيف ترون حظوظ الفريق في القدرة على تحقيق الصعود؟ موافقتي على تدريب الترجي، كانت بنية المساهمة في تجسيد الحلم الذي ظل يراود الأنصار، لأن «السرب الأسود» لا يستحق التواجد في بطولة ما بين الجهات، ورغبة الرئيس شرقي في رفع التحدي، دفعتني إلى قبول العرض، لكنني لا أملك العصا السحرية الكفيلة بتحقيق هذا الهدف بين عشية وضحاها، بل أن الجدية في العمل الميداني تبقى مفتاح النجاح، مع تلقي الدعم من كل الأطراف، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، شريطة تجنب الأنصار فرض ضغط مبكر على اللاعبين، وكسب التشكيلة للثقة في النفس والامكانيات مع انطلاقة الموسم سيساعدنا كثيرا، لأن تسيير المشوار يكون على مرحلتين، ومعالم التنافس ترتسم أكثر في النصف الثاني من الموسم، ولو أننا جد متفائلين بالقدرة على إدراك الغاية المرجوة، واعتلاء منصة التتويج في نهاية المشوار.