ما عشناه هذا الصيف يجعل تحقيق البقاء انجازا كبيرا أكد المدرب لطفي يسعد، بأن تواجده على رأس العارضة الفنية لهلال شلغوم العيد كان نتيجة حتمية، بنية المساهمة في انقاذ الفريق من الإندثار والزوال، بالنظر إلى الظروف العسيرة التي يتخبط فيها، والتي جعلته عرضة للإنسحاب النهائي. يسعد، وفي حوار خص به النصر ظهيرة أمس، أشار إلى أن موافقته على تدريب الهلال في هذه الفترة، تعد مغامرة غير مضمونة العواقب، لأن ضبط التعداد سيتم في ظرف 48 ساعة على أقصى تقدير، كما أن التشكيلة ستدخل أجواء المنافسة الرسمية بعد أسبوع، كما تحدث عن البرنامج الاستثنائي الذي يعتزم تجسيده لتدارك التأخر الكبير في التحضيرات، والأهداف المسطرة، إضافة على محطات أخرى نكتشف تفاصيلها من خلال هذه الدردشة. *بودنا أن نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن الكيفية التي تم بها تنصيبكم على رأس العارضة الفنية لهلال شلغوم العيد في هذه المرحلة؟ الجميع يعلم بأن الفريق دخل في دوامة، بعد استقالة طاقمه المسير، والعزوف عن الترشح لرئاسة النادي، وضع مستقبل الهلال على كف عفريت، مع تزايد المخاوف من الشطب النهائي، سيما وأن آجال إيداع ملفات الإنخراط في رابطة الهواة تنقضي هذا الجمعة، مما حرك مشاعر الأنصار والكثير من الغيورين، لأن هذا الفريق يبقى من رموز المدينة، وغيابه عن البطولة الرسمية بسبب مشاكل إدارية ومادية أمر لا يمكن تقبله، ليكون رد فعل السلطات الولائية تنصيب لجنة مؤقتة، مهمتها الرئيسية انقاذ الهلال من الزوال، والمحافظة على كيانه في الساحة الكروية الوطنية، مهما كانت الظروف، وأعضاء «الديريكتوار» إتصلوا بي وطلبوا مني تولي مهمة التدريب، فوجدت نفسي مجبرا على الرد بالقبول، لأنني من أبناء الفريق، ولا أستطيع رفض أي طلب من هذا القبيل، مادام الأور يتعلق بالمساهمة في حماية المدرسة، التي تعلمت فيها أبجديات الممارسة الكروية من الاندثار، وهنا بودي أن أفتح قوسا لتوضيح شيئ مهم. تفضل . ماهو؟ الأكيد أن وضعية الهلال تجاوزت الخط الأحمر، والموافقة على تدريب أي فريق في مثل هذه الظروف، يبقى مغامرة غير محمودة العواقب بالنسبة لأي مدرب، لكن تواجدي على رأس الطاقم الفني للفريق، يعد من الخطوات الميدانية التي قررت قطعها، لمسايرة مخطط الإنقاذ الذي ضبطته السلطات المحلية، بالتنسيق مع أعضاء «الديريكتوار»، ولو أنني لا أملك العصا السحرية الكفيلة بوضع القطار على السكة بين عشية وضحاها، وعليه فإنني أطلب من الأنصار تفهم هذه الوضعية الاستثنائية، والوقوف إلى جانب اللاعبين في بداية المشوار، ومحاولة الرفع من معنوياتهم، على أمل النجاح في تحسين النتائج والمردود مع تقدم المنافسة. وماذا عن التعداد الذي ستراهنون عليه بعد هجرة كل اللاعبين؟ في مثل هذه الظروف، لا نملك أي خيار لضبط التعداد، بل أننا بالتشاور مع الطاقم المسير انطلقنا في سباق ضد الساعة، من أجل ضم لاعبين إلى صفوف الفريق، خاصة وأن أغلب العناصر، كانت قد إلتحقت بأندية أخرى، وقد منحنا الفرصة لبعض أبناء المدينة للمساهمة في المخطط الذي سطرناه، من أمثال الحراس الأربعة عزيون وسعداوي وسالم وتباني، إضافة إلى الشبان بلواد وعاتي وكرميش، مع إمكانية استعادة ولطاش، الذي كان الموسم الفارط في جمعية الخروب، بينما بادرت إلى الاتصال بمجموعة أخرى من اللاعبين، الذين أعرف إمكانياتهم، وأدخلتهم في مفاوضات مباشرة مع أعضاء المكتب المسير، سعيا للتوصل إلى أرضية اتفاق، والقائمة التي اقترحها تضم بعض الأسماء من أصحاب الخبرة، على غرار قحش وبولعينين ومصفار وعماد براهمية وقيرة، وخليل عدة والمدافع الأيسر لمولودية المخادمة علي أيمن سعيداني، والرؤية ستتضح هذا المساء، لأن آجال إيداع ملفات تأهيل اللاعبين تنقضي غدا الجمعة، ولا يمكننا بعدها ضمان خدمات أي عنصر جديد، إلا إذا وافق المكتب الفيدرالي على تأخير موعد انطلاق البطولة، وتمديد آجال الإمضاء بالنسبة للاعبين الهواة في مختلف الأقسام. وكيف ستتعاملون مع التأخر الكبير المسجل في التحضيرات؟ الأزمة التي عاشها الفريق طيلة هذه الصائفة، جعلت خطوة تنصيب «الديريكتوار» بمثابة مخرج من عنق الزجاجة، ودفعتنا إلى الارتياح نسبيا بعد النجاح في تفادي الانسحاب، وضمان الانخراط الإداري، مع الاطمئنان على المشاركة في بطولة الموسم القادم، والكل على يقين بأن الهلال سيدخل أجواء المنافسة الرسمية بعد أسبوع فقط، لأن التدريبات انطللقت مساء أمس الأربعاء، ولن يكون بمقدور أي مناصر مهما كانت درجة «الشوفينية»، مطالبة اللاعبين بنتائج إيجابية في الجولات الأولى، لكننا سنحاول ضبط خارطة طريق للتعامل مع هذه الظروف، وذلك بالعمل على تحضير اللاعبين خلال فترة المنافسة، ولو أن إرادة المجموعة وإصرارها على رفع التحدي قد تساعدنا على التقليل من آثار التأخر الكبير المسجل في التحضيرات، والجاهزية البدنية، تبقى أكبر هاجس نخشاه في بداية المشوار، ومع ذلك فإن الحافز المعنوي يعد أهم سلاح، يمكننا أن نراهن عليه للتعامل مع هذه الوضعية، وكسب اللاعبين الثقة في النفس، والإمكانيات مع مرور الجولات، يكفي بإبداء التفاؤل بخصوص المستقبل. وهل أنتم متفائلون بقدرة الفريق على المحافظة على مكانته في وطني الهواة؟ لن نفتح باب التفاؤل على مصراعيه، بخصوص الهدف المسطر، لكن ضمان البقاء يبقى المسعى الذي نصبو إليه، وهذا الأمر بإمكاننا تجسيده ميدانيا إذا ما تم ضبط التعداد وفق الحسابات التي راهننا عليها، بضم لاعبين من أصحاب الخبرة الطويلة في الميادين، كما أن حسابات بطولة الهواة، تجعل السقوط إلى قسم ما بين الرابطات المصير الحتمي لفريق واحد، ونحن باستطاعتنا تجنب المركز الأخير في البطولة، مادامت هناك بعض الفرق من مجموعة الشرق، تتواجد في وضعية لا تختلف عن تلك التي نعايشها، وعليه فإننا جد متفائلين بتحقيق الهدف المسطر، شريطة توفر الأجواء التي تساعدنا على العمل.