إنتاج أكثر من مليون لتر سنويا من زيت الزيتون بتبسة عرفت شعبة الزيتون بولاية تبسة تطورا كبيرا خلال الموسم الفلاحي الجاري مقارنة بالسنوات الماضية، حيث قدرت المساحة المغروسة ب 9500 هكتار ، وفاق الإنتاج مليون لتر سنويا من زيت الزيتون، حسبما علم من مصدر من مديرية المصالح الفلاحية بالولاية. وأوضح ذات المصدر بأن جني هذه الكمية تم على مساحة مغروسة تضم أكثر من 1 مليون و771 ألف و700 شجرة زيتون، بمعدل 186 شجرة لكل هكتار، بينما لم تنتج الولاية خلال الموسم الفارط سوى 4450 طن من الزيتون على مساحة منتجة قدرت ب 3800 هكتار من أصل 8862 هكتارا مغروسة آنذاك، وحسب ذات المصدر، فإن 5600 طن من الزيتون الذي تم جنيه وجهت لاستخراج زيت الزيتون، حيث تم إنتاج أكثر من مليون لتر من الزيت الذي أكدت بشأنه المخابر المختصة أنه من أجود الأنواع في الجزائر لخلوه من الكثير من المواد المضرة، بينما وجهت 800 طن الباقية لما يعرف بزيتون المائدة. وتتوفر ولاية تبسة حاليا على 5 معاصر لزيت الزيتون منها ثلاثة عصرية، وهو ما سهل على الفلاحين مهمة عصر الزيتون المنتج دون التنقل إلى ولايات مجاورة، كما كان عليه الوضع قبل سنوات، وسجلت المصالح الفلاحية انطلاق أشغال عدة مشاريع استثمارية تتضمن إنجاز معاصر حديثة لاستخراج زيت الزيتون، مما سيجعل الولاية قطبا هاما في إنتاج الزيتون، ذلك أن توفر الولاية على 5 وحدات لتحويل الزيتون سبساهم في زيادة الإنتاج، ويبقى تسويق هذه المادة الهامة من المشاكل التي تؤرق المنتجين والمستثمرين، وفي هذا الصدد فإن مديرية الفلاحة بالولاية أكدت أنها تعمل على تشجيعهم لإنتاج وحدات تعليب زيت الزيتون بغرض تسويقه على المستوى الوطني والدولي، وقد بدأ بعض المنتجين بعقلة أحمد التي تشتهر بإنتاجها الوفير من الزيتون في العمل لإنجاز وحدة تعليب من شأنها رفع الغبن عن المنتجين بالجهة. الشملال و فركاني نوعية تعدت شهرتها الحدود الجزائرية و يؤكد المختصون أن زيتون»الشملال» هذه النوعية التي تكثر زراعتها بالولاية، ونوع زيتون «فركاني» ببلدية فركان يلقى سمعة كبيرة تعدت حدود البلاد، و يعطي هذا النوع الأخير من الزيتون حسب ما أفاد به العارفون بعالم الزيتون زيتا خاليا من الكولسترول والمطلوب بكثرة بالأسواق الإسبانية، وهو ما اتضح من الإقبال على عينات تم تصديرها إلى هذه الدولة من قبل متعامل خاص بهذه المنطقة. حذرت مديرية المصالح الفلاحية منتجي الزيتون والمستثمرين بالولاية من ظهور حشرة خطيرة تسبب أضرارا وخيمة في محصول الزيتون، وتؤدي إلى فساده في حال عدم التدخل الفوري والقضاء عليها، باستعمال مبيدات كيميائية ضد ذبابة الزيتون. وحسب مصدر من المديرية فإن ظهور هذه الحشرة كان على مستوى بعض الولايات المعروفة بإنتاجها الوفير للزيتون، حيث تم تسجيل الأعراض من طرف خبراء بالمحطة الجهوية لحماية النباتات بباتنة على مستوى واسع ببساتين الزيتون، و ذلك بوجود مادة بيضاء على العناقيد الزهرية لأشجار الزيتون، ليتم إدراج ولاية تبسة ضمن المناطق المهددة، نتيجة تفشي ذلك النوع من الحشرات على مستوى بساتين الزيتون عبر إقليم الولاية، كما أكد ذات المصدر أن من الأضرار الوخيمة التي قد تسببها تلك الحشرات تناقص و تراجع الإنتاج بنسبة كبيرة تتراوح ما بين 50 و 60 بالمائة، كما أنها تؤدي إلى تساقط العناقيد الزهرية والثمار الفتية للزيتون، جرّاء تمركز يرقات الحشرة بها، وتظهر هذه الذبابة عادة بداية فصل الصيف إلى بداية شهر أكتوبر. و نظرا لخطورة الوضع على محصول الزيتون لاسيما في المناطق المشهورة بإنتاجها لهذه الشعبة كبئر العاتر و أم علي والعقلة المالحة وصفصاف الوسرى و نقرين جنوبا، و هي المناطق التي تتوفر على مساحات شاسعة من الزيتون، دعت الجهات الوصية الفلاحين والمستثمرين في مجال زراعة و إنتاج الزيتون إلى اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية والعلاجية من خلال اقتناء المبيدات من وحدات البيع المعتمدة، شريطة أن تكون مرخصة و معروفة المصدر من أجل التصدي لأضرار هذا النوع من الحشرات، التي كبدت الفلاحين في السنوات الأخيرة خسائر معتبرة. وبغرض القضاء على هذه الحشرة وما تسببه من خسائر للفلاحين والمستثمرين، تقوم مديرية المصالح الفلاحية بعقد أيام تحسيسية وإرشادية على مستوى المناطق المعرفة بإنتاجها الوفير للزيتون حول مكافحة ذبابة ثمار الزيتون، من تأطير إطارات مفتشية حماية النباتات وممثل المحطة الجهوية لحماية النباتات باتنة، وتنظيم الأقسام الفرعية الفلاحية للدوائر، وبحضور ممثلي الغرفة الفلاحية بتبسة وممثل شركة فرتيال للأسمدة، حيث يتم الاستماع إلى انشغالات الفلاحين وتساؤلاتهم حول أمراض الزيتون والمسار التقني للشجرة المباركة، ويتم إسداء النصائح ميدانيا وعلى المباشر للقضاء على هذه الآفة حين ظهورها، كما يقوم إطارات المفتشية الولائية للصحة النباتية بزيارات ميدانية لمستثمرات مجاورة وإعطاء للفلاحين نصائح وطرق علاجية لأشجار الزيتون .