فجّر التعادل الذي سجله ترجي قالمة داخل الديار مع اتحاد الحجار، الأوضاع في بيت "السرب الأسود"، بتصاعد غضب الأنصار على اللاعبين والطاقمين الفني والاداري، مما دفع بالمدرب عبد الغاني جابري، إلى رمي المنشفة مباشرة بعد نهاية اللقاء، على اعتبار أنه كان قد لوّح بالانسحاب قبل أسبوع، ثم تراجع، لكن تواصل سلسلة النتائج السلبية كان كافيا لترسيم القرار. وفي سياق متصل، فقد صعد الأنصار من موجة غضبهم على اللاعبين، بسبب المردود المتواضع الذي قدمته التشكيلة، خاصة وأن اللاعب مصباح باشا أهدر فرصة ثمينة لتحقيق الفوز، بعدما ضيع ضربة جزاء، الأمر الذي جعل الترجي يكتفي بنقطة واحدة في ثلاث جولات من المشوار، وهي انطلاقة جاءت معاكسة لطموحات المسيرين والأنصار على حد سواء، سيما وأن الحديث قبل انطلاق الموسم، كان منصبا على الصعود، إلى وطني الهواة كهدف رئيسي. هذا، وقد كلفت اللجنة المسيرة المدرب المساعد كمال سعايدية، بالإشراف على تدريبات الفريق، إلى غاية الحسم في مستقبل العارضة الفنية، وتعيين خليفة جابري، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس رياض شرقي، على أنه سيبعد بصفة رسمية 4 لاعبين من التعداد، بسبب تواضع المستوى الفردي من جهة، وإشكالية الانضباط من جهة ثانية. بالموازاة مع ذلك، أخذت قضية التدقيق في الوضعية المالية للنادي أبعادا أخرى، بعد إحالة الملف على الجهات القضائية، وقد أمر قاضي التحقيق اللجنة المسيرة الحالية للفريق بإحضار كل الوثائق المحاسبتية وكذا السجلات والتقارير المالية للاطلاع عليها واخضاعها للخبرة، مع تحديد تاريخ 15 أكتوبر الجاري كموعد لأول جلسة أمام هيئة المحكمة. وجاء هذا الإجراء، بناء على الشكوى التي تقدم بها المجلس الشعبي الولائي، بخصوص الديون المتراكمة على الترجي، وكيفية تحصيلها، مع المطالبة بالتدقيق في الوضعية المالية للفريق، خلال الفترة الممتدة ما بين جوان 2012 إلى غاية نهاية الموسم الفارط، لأن هذه المرحلة كانت قد عرفت طفو صراعات إدارية كبيرة، بسبب إشكالية الشرعية، بلغت أروقة المحاكم، مع تراشق عديد الأطراف بالتهم.