إماطة الأذى عن الطريق من أعظم القربات الأصل في شوارع وطرقات المسلمين أنها آمنة نظيفة جميلة ظاهرة، لا أثر فيها لأوساخ أو قاذورات أو مطبات أو أشواك أو أوحال؛ لأنها تعكس مظهر الإيمان بالله تعالى والالتزام بدينهم، دين الطهارة ففي الحديث (الطهور شطر الإيمان)، لكن قد تعترض المسلم في طريقه بعض تلك المظاهر السلبية فيقف على نفايات مرمية هنا أو هناك أو أحجار أو ما شابه مما يعيق حركة المارة أو يشوه المنظر أمامهم أو يتسبب لهم في أضرار بدنية أو نفسية أو مادية، على غرار ما نشاهده في بعض طرقاتنا وأحيائنا. ففي هذه الحال يتوجب شرعا عليه المبادرة لرفع الضرر عن الناس وإماطة الأذى؛ وله في ذلك الأجر العظيم؛ وفي ذلك وردت آثار صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم مبشرة للمسلم القائم على ذلك؛ ، منها ما روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنة في شجرة قطعَها من ظَهْرِ الطريق كانت تؤذي الناسَ))؛ (مسلم)، وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجَد غُصنَ شَوكٍ على الطريق فأخَّره، فشَكر الله له؛ فغَفَر له))؛ (متفق عليه)، وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمانُ بضع وسبعون - أو بضع وستون - شُعبةً، فأفضلُها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبة من الإيمان))؛ (مسلم)، وعن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عُرِضت عليَّ أعمالُ أمتي: حسَنُها وسيِّئُها، فوجدتُ في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النُّخاعة تكون في المسجد لا تُدفَنُ))؛ مسلم. ويتدرج حكم إماطة الأذى حسب طبيعة الشخص والحال فيجب على كل مسلم رفع الأذى إن تيقن أنه سيضر من يأتي بعده كما يتعين وجوبا على من كلف به بحكم حرفته على غرار عمال النظافة؛ لأنهم يأخذون من الأمة جراء ذلك أجرا فإن قصروا في ذلك أثموا، وكذا يتعين الأمر في حق المسؤولين المحليين المطالبين بإصلاح طرقات المسلمين وتبليطها وصيانتها وإضفاء المساحات الخضراء عليها. ع/خ النهي عن البصاق في وجوه الناس وأماكنهم العامة قد يضطر المسلم للبصاق بين الفينة والأخرى سواء أكان مريضا أم سليما؛ وهذا لا حرج فيه لأنه تفريغ لبعض مفرزات الجسم التي قد تضره ببقائها فيه؛ لكن عليه أن يتحرى جملة آداب أثناء البصاق احتراما للناس ولنظافة المكان؛ منها أن يبصق في منديله ويرميه في مكان رمي المهملات وأن لا يبصق في طرقات الناس وأماكنهم العامة؛ لاسيما إذا كانت تلك الأماكن صلبة أو مبلطة حيث يبقى أثر البصاق ظاهرا يلوث البيئة وتتقزز منه النفوس لاسيما إذا الشخص مريضا مرضا معديا فتنتشر عدواه بالبصاق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا ضرر ولا ضرار.). وأن لا يستقبل الناس فيبصق في وجوههم وإن لم يكن قصده الإهانة؛ لأن شعورهم بذلك كاف لإلحاق الضرر بهم، فقد ورد في الحديث الصحيح: الذي روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: (مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ؟ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ؟! فَإِذَا تَنَخَّعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَقُلْ هَكَذَا، فَتَفَلَ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ مَسَحَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ' . وعموما فإن هذا يدخل في آداب المجالس وسمات التمدن التي دعا إليها الإسلام، وهو ما حذا بالمجتمعات المتحضرة إلى تحاشيها ووضع لافتات في الأماكن العامة تنهى عنها؛ على غرار لافتات النهي عن التدخين وغيره؛ وهو ما ينبغي أن نربي عليها الأبناء منذ الصغر. ع/خ الحسد: المرض الفاتك بالعلاقات من الأمراض الفاتكة بصاحبها المفسدة لعلاقاته بالآخرين، مرض الحسد الذي يملأ قلبَ صاحبه عداوة وحقدا، وقد يدفعه حسدُه إلى الظلم والإيذاء والاعتداء والكيد. والحسد لا يصدر من شخص غريب لا يخالطك، أو من بعيد لا تعرفه، وإنما غالبا ما يأتي الحسد من بعض قرابتك الأقربين، أو من جارك الذي يظهر احترامه لك، أو من زميلك في العمل أو المهنة الذي يبتسم في وجهك ويلقي عليك السلام، أو من صديقك الذي يجالسك،...فهو مرض نفسي خطير يفسد المودة بين الناس، ويجعل القلوب تمتلئ شرا وحقدا، وينتج عنه العداوة والبغضاء والكراهية والظلم. وانظر إلى إبليس كيف منعه حسدُه من السجود لآدم عليه السلام، وهو يعلم خطورة ما أقدم عليه، ورضي باللعنة على طاعة الله تعالى. وانظر إلى ما تعرض له يوسفُ عليه السلام من الكيد ومحاولة القتل، أصابه من إخوته رغم أنهم من بيت نبوة، الذين حسدوه على مجرد حبّ أبيهم له، قال تعالى: (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) يوسف:8و9 وقد ذم الشرع الحسد ونهى عنه، قال تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) الفلق:5، وقوله سبحانه: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) النساء:54، وفي السنة عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دبّ إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: (لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُه) رواه مسلم. من منهج الرسول في صناعة القادة هذه سنة عجيبة من النبي صلي الله عليه وسلم تؤسس لصورة صحيحة لبروز القيادات الطامحة بعيدا عن إراقة الدماء أو إنشاء السجون أو افتعال الأزمات، فانظر إلى حديث البخاري عن أُنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح عليه، فهذا الحديث يفيد مدى قدرة الشعب على إنتاج القادة الأمراء في أقسى حالات الضيق والخوف بسلاسة ودعة حتى إن ضعف جيش المسلمين ووصوله إلى حالة الفناء ضد الرومان لم ينل من حالة الانضباط الموروثة من فكرة الدولة، وإن طموح العديد للقيادة الحقيقية ظهر في هذه الظروف ولم يضمر و لكنه كان عامل فتح و نجاة للشعب فاستحق الإشادة والرضا من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أنه صلى الله عليه وسلم استكمله مطمئنا بهذه القاعدة الحكمية وكأنه ينظر إلى غيب تاريخي و سيرورة سياسية واستراتيجية مستقبلية مؤصلة بالاستناد إلى هذه القاعدة: إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كُنتُم إذا هلك أمير تأمرتم في أخر.
المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تقرر الإساءة للرسول محمد (ص) لا تندرج ضمن حرية التعبير أقرّت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مساء أمس الأول الخميس 25 أكتوبر، بأنّ الإساءة للرسول محمد (ص) لا تندرج ضمن حرية التعبير. وبحسب وكالة الأناضول الرسمية، وما نقلته وكالات أنباء أخرى فإن القرار جاء دعما لحكم صدر في النمسا ضد سيدة نمساوية (47 عاما) حكمت المحاكم الإقليمية بتغريمها 480 يورو، إضافة إلى مصاريف التقاضي بتهمة الإساءة للرسول محمد (ص) عام 2009. وقالت المحكمة، في بيان على موقعها الإلكتروني، نقلا عن وكالات أنباء إنّ الإدانة الجنائية ضد سيدة نمساوية أطلقت تصريحات مسيئة للرسول وتغريمها 480 يورو "لا يعد انتهاكا لحقها في حرية التعبير".وأضافت: "وجدت المحكمة أن المحاكم المحلية (في النمسا) قامت بتوازن دقيق بين حق المرأة في حرية التعبير وحق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية، والحفاظ على السلام الديني في النمسا". واعتبرت المحكمة أنّ تصريحات السيدة "تجاوزت الحد المسموح به في النقاش، وتصنف كهجوم مسيء على رسول الإسلام، كما تعرض السلام الديني للخطر. وقد عد البعض هذا القرار انتصارا للعالم الإسلامي بعد أزمة الرسوم المسيئة التي نشرتها عدة صحف أوروبية فى أوقات متفرقة تحت الزعم بأن تلك الرسوم تندرج تحت بند حرية الرأى والتعبير. هل يجوز قراءة القرآن من المصحف بدون وضوء؟ وماذا يقال عند «السجدة» ؟ وهل يجوز للمرأة الحائض لمس المصحف والقراءة مباشرة منه (لمس الصفحات)؟ نعم يجوز قراءة القرآن بدون وضوء للمتعلم من المصحف وفي هذه الحالة فهو غير مطالب بسجدة التلاوة. أما الحائض: إذا كان لها ورد يومي من القرآن من المصحف الشريف ويشق عليها ترك ذلك الورد. نتمنى أن لا يكون عليها إثم إ ن شاء الله جمهور العلماء اتفقوا على وجوب رفع الحدثين لمس المصحف المتعارف عليه لكن هل يشمل ذلك جهاز الحاسوب الذي يحتوى على القرآن، وهل تجوز قراءة القرآن منه دون وجوب الوضوء؟ إن المصحف الذي اتفق جمهور العلماء على حرمة لمسه بحدث أو بالحدثين معًا هو المصحف المجموع بين دفتين، أما ما عداه من الوسائل العصرية فالأمر إذا كان يتعلق بكتابة عادية على الورق وليس في الورق إلا القرآن فإنه لا يمس إلا بالطهارتين معًا، أما إن كان شريطا مسموعا أو مكتوبا على جهاز الحاسوب وتوابعه فلا يلحق بالمصحف ومن ثم يجوز حمله وسماعه مطلقا والقراءة منه لغير الجنب. حكم من وقعت في إنائه فأرة؟ إذا وقع حيوان ذو نفس سائلة؛ فأرا أو غيره في إناء فيه دهن كسمن أو زيت ونحوهما، ومات فيه، فإن طال مكثه حتى تحللت أجزاء جسمه، فإنه ينجس كله ولا يصلح لشيء إلا لنحو دهن عجلة أو استصباح في غير مسجد وآدمي، قال خليل رحمه الله في مختصره المالكي: ((وينتفع بمتنجس لا نجس في غير مسجد وآدمي)). وروى البخاري عن ميمونة رضي الله عنها»أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة وقعت في سمن. فقال: ألقوها وما حولها، فاطرحوه وكلوا سمنكم»، وفي رواية «إن كان جامدا فألقوها وما حولها، وإن كان مائعا فلا تقربوه» وأورده ابن تيمية في منتقى الأخبار له. قال الشوكاني: وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما في فأرة وقعت في زيت فقال: «استصبحوا به وادهنوا أدمكم»، قال الشوكاني: ((وهو على شرط الشيخين)). وقول صاحب المختصر السابق: ((في غير مسجد وآدمي)) يريد بالآدمي في أكله ودهن جسمه به، لا الاستصباح به فيجوز لما جاء في حديث ابن عمر السابق. موقع وزارة الشؤون الدينية